نقلت قناة المسيرة الناطقة بلسان الحوثيين عن حركة الحوثي قولها في ساعة مبكرة من اليوم الاثنين إن خمسة مدنيين من أسرة واحدة لقوا حتفهم في غارات جوية شنها تحالف آلسعود في محافظة عمران في اليمن.
وأضافت القناة نقلا عن حركة الحوثي أن تحالف آل سعود شن غارات جوية على مسجد لجأت إليه الأسرة عندما بدأت الهجمات، موضحة أن طفلين من نفس الأسرة مفقودان ويجري البحث عنهما تحت أنقاض المسجد.
يأتي ذلك بعد يومين من إعلان وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير أنّ الرياض ستراقب مدى جدية المتمردين اليمنيين في تطبيق مبادرة السلام التي طرحوها، في أول رد فعل لنظام آل سعود على الاقتراح.
بالمقابل، حذّر المتمردون المملكة وحلفاءها من رفض مبادرتهم، ملوّحين بالتصعيد العسكري، وذلك خلال إحيائهم الذكرى الخامسة لسيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 أيلول/سبتمبر 2014.
وخلافاً لكلّ التوقّعات، أطلق الحوثيون مساء الجمعة “مبادرة سلام” عبر إعلانهم وقف الهجمات على المملكة” في انتظار “ردّ التحية بمثلها أو بأحسن منها”، بعد نحو أسبوع على هجمات غير مسبوقة استهدفت شركة أرامكو في شرق المملكة الغنية بالنفط.
وتبنّى الحوثيّون الهجمات التي استهدفت في 14 أيلول/سبتمبر منشأة خريص النفطيّة الواقعة في شرق المملكة، وأضخم مصنع لتكرير الخام في العالم في بقيق على بعد نحو مئتي كيلومتر شمالاً من خريص.
لكن واشنطن أكدت ان الهجمات انطلقت من إيران، في وقت تجري السعودية تحقيقا لمعرفة نقطة الانطلاق، مستبعدة ان تكون الصواريخ والطائرات المسيّرة التي استهدفت أرامكو قد انطلقت من اليمن بل من موقع شمال المملكة.
وقال الجبير في مؤتمر صحافي في الرياض “نحكم على الأطراف الأخرى بناء على أفعالها وأعمالها، وليس أقوالها، ولذا فإننا سنرى إن كانوا سيطبقون فعلا (المبادرة) أم لا”.
وتابع “بالنسبة للسبب الذي دفعهم لذلك، علينا أن نتفحص المسألة بتعمق”.
وفي خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى السنويّة الخامسة لسيطرة الحوثيّين على صنعاء، قال مهدي المشّاط رئيس “المجلس السياسي الأعلى”، السلطة السياسيّة لدى المتمردين، مساء الجمعة “نعلن وقف استهداف أراضي المملكة العربية السعودية بالطيران المسيّر والصواريخ البالستية والمجنّحة وكافة أشكال الاستهداف”.
وأضاف “ننتظر ردّ التحية بمثلها أو بأحسن منها” من جانب الرياض، داعيا إلى “الانخراط الجاد في مفاوضات جادة وحقيقية تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أي طرف من الأطراف”.
ويتناقض إعلان الحوثيّين هذا تمامًا مع الموقف الذي كانوا يتّخذونه حتّى الآن، إذ إنّهم كانوا في موقع التحدّي وهدّدوا في الأيّام الأخيرة بشنّ هجمات جديدة على السعوديّة والإمارات.
والسبت أحيا عشرات آلاف من مؤيدي الحوثيين ذكرى سيطرتهم على صنعاء، في تجمع حاشد في العاصمة اليمنية تحتى مسمى “الحرية والاستقلال”، حاملين صور قادتهم وأسلحتهم الرشاشة، حسبما أفاد مصور وكالة فرانس برس.
وخلال الحفل، حذّر محمد علي الحوثي، عضو “المجلس السياسي الأعلى” ورئيس “اللجنة الثورية العليا”، من رفض مبادرتهم لوقف الحرب.
وقال “نحذّر دول العدوان من رفض مبادرة الرئيس المشاط، وإن أبوا الموافقة فإننا سنؤلمهم أكثر”. وتابع “التصعيد لا يمكن أن يواجه إلا بالتصعيد”.