لا تترك سلطات نظام آل سعود مجالا إلا وتحاول فيه تبيض جرائم المملكة التي اقترفها ولي العهد محمد بن سلمان، وجعل الرياض عاصمة منبوذة عالمية.
وكتبت صحيفة “الغارديان” البريطانية تحت عنوان “قمة نسائية سعودية متهمة بتبييض سجل جرائم المملكة الحقوقية”.
وتقول الكاتبة إيما غراهام هاريسون إن شقيقة ناشطة سعودية مسجونة انتقدت قمة نسائية مرتبطة بمجموعة العشرين استضافتها الرياض هذا الأسبوع ووصفتها بأنها “محاولة مزعجة لتبييض سجل البلاد السيئ في مجال حقوق المرأة”.
وتضيف هاريسون إن لجين الهذلول مسجونة منذ أكثر من عامين دون محاكمة بعد حملة لإنهاء الحظر على قيادة المرأة للسيارة ونظام ولاية الرجل في المملكة.
ودعت القمة التي استضافتها الرياض وافتتحت يوم الأربعاء المشاركين إلى “تخيل عالم تصبح فيه مساواة المرأة حقيقة واقعة”.
ومع ذلك فقد “حُرمت الهذلول ونشطاء آخرون من حريتهم بسبب النضال من أجل هذا الحلم داخل المملكة العربية السعودية”، حسبما قالت شقيقتها، لينا الهذلول، لصحيفة الغارديان.
وقالت لينا الهذلول “إذا لم تتحدث النساء عما يحدث في المملكة العربية السعودية، فلن يتغير الوضع”.
وتقول الكاتبة إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، “الذي يُعتبر على نطاق واسع الحاكم الفعلي للبلاد”، قدم نفسه على أنه مُجدد إصلاحي.
وفي السنوات الأخيرة قام بتفكيك القيود المفروضة على الحياة اليومية، مما سمح للمرأة بقيادة السيارات، وقلص سلطات الشرطة الدينية التي كانت تقوم بدوريات في ملابس النساء واختلاط الجنسين وسمح بفتح دور السينما بعد حظر دام عقودًا.
وتضيف أنه مع ذلك، يقول النقاد إن الإصلاحات تمثل تغييرات سطحية إلى حد كبير.
وتقول الكاتبة إنه تم اعتقال الهذلول وإطلاق سراحها عدة مرات بسبب حملاتها، قبل أن يتم القبض عليها في حملة قمع أوسع ضد نشطاء حقوق المرأة في مايو/أيار 2018، قبل رفع الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات.
وحاولت الرياض، التي تتولى حاليا رئاسة مجموعة العشرين، تحسين صورتها بعد أن واجهت موجة غضب عالمية في عام 2018 بسبب مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصليتها بمدينة إسطنبول وهو ما عارضته دعوات حقوقية للمقاطعة.
وقالت منظمة العفو الدولية قبيل الاجتماع الذي يعقد عبر الإنترنت ويستمر يومين إن النظام السعودي “يواصل انتهاك حقوق المرأة الأساسية وإسكات الأصوات المطالبة بالمساواة”.
وأضافت “مشاركتكم في الاجتماع يجب ألا تستخدمها السعودية في تحسين سمعتها الدولية في حين تستمر في سجن ناشطات مسالمات”.
واعتقلت سلطات آل سعود 12 ناشطة على الأقل في 2018. وقالت جماعات للدفاع عن حقوق الإنسان إن ثلاثا منهن على الأقل يتعرضن لانتهاكات منها الحبس الانفرادي والصدمات الكهربائية والجلد والاعتداءات الجنسية.
وحثت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش المشاركين على إثارة قضايا النساء المعتقلات.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية إن المملكة العربية السعودية تستضيف قمة للنساء بينما الناشطات يقبعن خلف القضبان.