نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تقريرا لصحفي إسرائيلي من قلب مدينة جدة، قالت إنه الأول من نوعه منذ أن فتحت المملكة باب منح تأشيرات سياحة لمواطني 50 دولة.
ونشرت الصفحة الرسمية للخارجية الإسرائيلية على موقع تويتر (إسرائيل بالعربية) التقرير وقالت إنه لصحفي إسرائيلي يحمل جنسية دولة أخرى.
وتضمنت تغريدة الخارجية الإسرائيلية ما يلي: “صحفي إسرائيلي عد تقريرا خاصا لقناة آي24نيوز الإسرائيلية من جدة في السعودية للمرة الأولى منذ فتحت المملكة أبوابها لاستقبال سياح من خمسين بلدا مختلفا. للصحفي جواز سفر أجنبي”.
وأظهر المقطع الصحفي وهو يصور تقريره من جدة ويتحدث عن الانفتاح الذي شهدته المملكة في عهد محمد بن سلمان راعي التطبيع مع إسرائيل.
صحفي إسرائيلي ?? أعد تقريرا خاصا لقناة آي24نيوز الإسرائيلية من جدة في السعودية ?? للمرة الأولى منذ فتحت المملكة أبوابها لاستقبال سياح من خمسين بلدا مختلفا. للصحفي جواز سفر أجنبيpic.twitter.com/bsX5CJp3Af
— إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) January 15, 2020
ويعمد نظام آل سعود عبر مرتزقة له إلى فرض تدريجي للتطبيع مع إسرائيل من خلال تبادل زيارات مثيرة للجدل يهدف من ورائها التمهيد لإخراج علاقات التطبيع السرية منذ عقود إلى العلن.
ومؤخرا احتفى حساب “إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية بمواطن سعودي ثاني هو عبد الرزاق القوسي زار إسرائيل علانية بتعليمات غير معلنة من آل سعود.
وصرح القوسي في مقابلة من الرياض مع مراسل قناة كان الإسرائيلية روعي كايس: “في البداية كان لدي تخوف من زيارة إسرائيل وفكرت أن الشعب الإسرائيلي عسكري، لكن عندما وصلت إلى هناك أدركت أن هذا غير صحيح. هناك تغير في رؤية الكثير من الناس في الدول العربية. نريد السلام بين العرب واسرائيل. عملية التطبيع قد انطلقت بالفعل”.
ويلتزم نظام آل سعود الصمت المطبق على تصاعد مظاهر التطبيع مع إسرائيل من أذرع إعلامية تثير تكهنات أنه يتم الدفع بها عمدا للتمهيد لفرض التطبيع على المجتمع السعودي كأمر واقع.
ومؤخرا وصلت مظاهر التطبيع حد قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمدون مثير للجدل من المملكة بأنه يتمنى لو كان بإمكانه التصويت في الانتخابات على رئاسة حزب الليكود.
ومن داخل مقر حملته الانتخابية، خاطب نتنياهو، المدون محمد سعود، عبر محادثة فيديو مازحا، “خسارة أنه لا يمكنك التصويت”، وذلك بحسب قناة “كان” الإسرائيلية (رسمية).
وسبق أن أثار سعود أثار جدلاً واسعاً في يوليو/تموز الماضي، بعد زيارته لإسرائيل، ضمن وفد إعلامي من دول عربية، بعضها لا تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية.
وخلال تجوله في باحات المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة وقتها، تعرض سعود لوابل من الشتائم والبصق من قبل فتية فلسطينيين نعتوه بـ “الصهيوني”، فيما منعته مجموعة من المصلين من الدخول إلى المسجد.
وقال الضيوف لرئيس لجنة الشؤون الخارجية: “إن زيارة إسرائيل تشبه جولة في بلد الأحلام. نتمنى أن نتمكن من إحضار مئات الأشخاص من بلداننا إلى إسرائيل حتى يرون ما نراه ويشعرون بما نشعر به هنا”
ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية اعتراض الفلسطينيين للمدون السعودي آنذاك بـ”التصرف الوحشي وغير الأخلاقي”.
وفي أكثر من مناسبة، أعرب سعود عن حبه لإسرائيل، وتأييده لنتنياهو. ولم تبد سلطات الرياض أي اعتراض على سلوكيات سعود.
وسبق أن نقل حساب “إسرائيل بالعربية”، التابع للخارجية الإسرائيلية عن المدون السعودي قوله لإذاعة الجيش الإسرائيلي “الشعب الإسرائيلي يشبهنا، وهم مثل عائلتي. أحب هذه الدولة، وكان حلمي دائما أن أزور القدس”.
ورسميا لا توجد علاقات دبلوماسية بين المملكة وإسرائيل، إلا أن السنوات الأخيرة الماضية شهدت تقاربا كبيرا بينهما بدفع من ولي العهد محمد بن سلمان.
ومطلع الشهر الجاري نشرت صفحة إسرائيل بالعربية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، صورا تظهر زيارة يهودي إلى المملكة مؤكدة على أنه ذلك يأتي “نتيجة كسر حواجز الشك المبنية على مدى عقود”.
وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية من بينها هيئة الإذاعة الرسمية، مقاطع الفيديو لافتة إلى أن الزيارة قام بها يهوديان لم تسمهما، في حين تظهر الصور التي نشرتها إسرائيل بالعربية قيامهما بجولة التقط فيها صورة قرب برج المملكة أحد أهم معالم العاصمة السعودية، الرياض.
وقالت إسرائيل بالعربية في تعليق على الصور: ” بالصور.. قام سائح يهودي بزيارة الى المملكة العربية السعودية مؤخرا، واستقبل بترحيب حار من قبل السكان السعوديين”.
وفي تغريدة منفصلة وبتعليق على مقطع فيديو للزيارة، قالت إسرائيل بالعربية: “يسعدنا أن نرى مضافة السعودي @mohsaud08 الذي زارنا يحتفي بضيوفه من إسرائيل ولا شك أن هذا نتيجة كسر حواجز الشك التي تم بناءها على مدى عقود. يقال إن السعة في القلوب وان شاء الله المزيد من اللقاءات والتعارف ونرحب بالجميع في ديارنا. والله يديم الكرم”.
وفي موازاة السياسات العدوانية التي اعتمدتها دولة الاحتلال، فقد حرصت إسرائيل على إبراز آفاق تعاون محتملة مع دول عربية لا تملك علاقات دبلوماسية معها، من جهة، والكشف من جهة أخرى عن وجود تنسيق أمني عالي المستوى، وتعاون استخباراتي مع عدد من الدول العربية في الخليج.
وكان أبرزها ما كشف عنه من تعاون استخباراتي إسرائيلي مع السعودية والإمارات وسلطنة عمان والبحرين في الخليج، فضلاً عن بدء نسج علاقات دبلوماسية.
وبرز نشاط سعودي في المحافل الدولية بالتركيز على الخطر المشترك الذي تمثله إيران، فضلاً عن السكوت على زيارة وفود سعودية إلى إسرائيل، ولقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.