يشتكي مواطنو مناطق جنوب المملكة من واقع تهميش يتعرضون له منذ سنوات وأخذ بالتصاعد في العامين الماضيين في ظل ما يعتبرونه عنصرية مقصودة ضدهم.
ويهمش نظام آل سعود مناطق واسعة في المملكة خاصة في المناطق الجنوبية ويحرمهم من أبسط الحقوق الأساسية لهم في ظل ضعف مشاريع البني التحتية وضعف الإنفاق الحكومة على تلك المشاريع.
ولا تزال عشرات المشاريع الخاصة بمناطق جنوب المملكة متعثرة ولم تستكمل منها: الحرم الجامعي لجامعة نجران، والمستشفى الجامعي بجامعة نجران، ومجمع المتعدد الاستخدام في نجران، ومبنى الطوارئ بمستشفى الملك خالد، ومجمع مطاعم نجران، والمباني الإضافية للمجمعات الحدودية، ومركز نجران للمؤتمرات، وفندق جامعة نجران.
بالرغم من أهمية موقع نجران، إلا أن حكومة آل سعود تتعمد إهمال المدينة وعدم الاهتمام بالمشاريع الحيوية لتطوير البني التحتية فيها.
ويعاني سكان القبائل الذين يسكنون المناطق الجنوبية في المملكة من تنامي حدة التمييز العنصري وموجة كراهية عجيبة تعكسها تصرفات الجانب الرسمي لحكومة آل سعود وتتخذ أحيانا طابعا غير رسمي لكن سرعان ما يتضح أن وراءه جهات رسمية تابعة للأسرة الحاكمة، هذه التصرفات تتلخص في التضييق على سكان تلك المناطق في معاملاتهم في المؤسسات الرسمية والسخرية منهم والمماطلة معهم وإطلاق كلمات نابية تجاههم بشكل مستمر.
ومنذ صعود الملك سلمان للعرش زادت حدت الاحتقانات المتنوعة داخل المجتمع السعودي بالتزامن مع ارتفاع وتيرة التمييز ونبرة الكراهية في الخطاب والتعاملات الرسمية وغير الرسمية وبعد الحروب الداخلية المنسية والعنيفة التي تشنها أجهزة الأمن والجيش المرتبطة مباشرة بابن سلمان ضد أبناء الطائفة الشيعية في المناطق الشرقية وحروب الاعتقالات والتعسفات والتعذيب داخل السجون والتغييب والاخفاء القسري ضد أبناء الطوائف الإسماعيلية والصوفية والزيدية في نجران وجيزان وعسير ، وأخيرا حروب الاعتداءات اللفظية العنصرية التي برزت مؤخرا ضد أبناء قبائل جنوب المملكة بشكل عام وسياسة تأليب بعض المجتمع ضد بعضه.
رغم أنه ملك لكافة المناطق والمدن، إلا أن عنصرية الملك ليست تجاه أهل الجنوب فقط فقد كشفت التسريبات موقفه العنصري وأنه يحمل كرهاً خاصاً ومتجذراً لأهل الحجاز، ففي مجالسه وسهراته، حين يذكرهم، يستصغرهم ويقلل من أهميتهم ولا يُسميهم إلا بـ “هذولي الأجنبه” (ويقصد أجانب).
وهذا ما يُفسر كثير من الأحداث التي تطال الحجاز وعائلاته ولكن ألا يفترض بالملك أن يكون ملكاً لكل البلاد وأن ينزع عنه ثوب العنصرية.
إضافة إلى ذلك يمارس آل سعود أيضا ضد أبناء تلك المناطق (نجران _ جيزان _ عسير ) وقبائلها الإقصاء الشديد والغير مفهوم من قبل المواطنين هناك وكثيرا ما يصفهم بعض مرتزقة آل سعود بأنهم يمنيون ويخونونهم ويقولون بأنهم عملاء لليمنيين وللحوثي حسب وصفهم ، وقد بدأت هذه الظاهرة تزداد في الآونة الأخيرة وهذا زاد من تخوف أهالي تلك المناطق من تلك التصرفات التي كانوا يظنون أنها تصرفات فردية وليست مقصودة ولا سياسة رسمية متعمدة .
ولاشك أن عملية التهجير القسري الذي يمارسه آل سعود في حق قبائل الجنوب على الحدود مع اليمن، تأتي نتيجة عجز قوات آل سعود عن صد عمليات الجيش واللجان الشعبية اليمنية، حيث تحاول الرياض احتواء تداعيات تقدم القوات اليمنية بعمليات إخلاء واسعة للمدن والقرى الواقعة على طول خط الحدود، ومحاولة التقليل من الانجاز اليمني بدعوى أن المناطق المسيطر عليها خالية من السكان، وليست ذات أهمية استراتيجية.