تهديدات بقتل معتقلة رأي ومعارضة في الخارج
حقوق الإنسان في السعودية- يواصل نظام آل سعود حكمه القائم على الترهيب والتعسف مطلقا التهديدات بالقتل والتصفية الجسدية لمعتقلة رأي ومعارضة في الخارج.
ونشرت علياء شقيقة المعتقلة لجين الهذلول في سجون آل سعود تهديدات تلقتها عبر حسابها على تويتر، إذ تتوعدها حسابات وهمية بالقتل، وأن تلقى شقيقتها المعتقلة مصير عبد الله الحامد.
وعلقت علياء الهذلول في تغريدة عبر حسابها على تويتر قائلة “القتل مو لعبة” مرفقة صورة من أحد التهديدات التي وصلتها.
القتل مو لعبة pic.twitter.com/FjNnFZFPh2
— علياء الهذلولAlia al-Hathloul (@alia_ww) April 25, 2020
ويأتي هذا التهديد في وقت عبرت فيها عائلة لجين عن مخاوفها على مصير ابنتها داخل السجون بعد انقطاع الاتصال بها قبل 4 أسابيع، وعند الاتصال بها الأسبوع الماضي كانت لجين تبكي بكاءً حارًا على غير عادتها، وفق علياء.
وتساءلت علياء في تغريدة عن الأسباب التي تقف وراء أوضاع لجين، ولم تتمكن المعتقلة من الإفصاح عنها بسبب وجودها في السجن.
ولجين الهذلول ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة السعودية، عارضت حظر قيادة المرأة السيارةَ، وولاية الرجل على المرأة، تعرضت للاعتقال أكثر من مرة بسبب مواقفها.
وفي سبتمبر/أيلول 2016 كانت من بين الموقعين على عريضة تطالب الملك سلمان بن عبد العزيز بإسقاط ولاية الرجل على المرأة.
وتعرضت لجين للسجن أكثر من مرة بسبب مواقفها وآرائها المطالبة بالتغيير وبتحرير المرأة من القيود المفروضة عليها، وكانت البداية في أكتوبر/تشرين الأول 2013 بعد عودتها من الدراسة في الخارج بقيادة سيارة والدها منطلقة من مطار الملك خالد في الرياض إلى منزل أسرتها.
وعلى إثر ذلك استدعت الأجهزة الأمنية للنظام والدها للتعهد بأن تلتزم ابنته بقوانين المملكة، لكن الفتاة عاودت الكرة مرة أخرى في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2014، وقادت سيارتها على الحدود السعودية الإماراتية برخصة إماراتية.
واعتقلت لجين بسبب قيادتها السيارة واحتجزت معها الإعلامية ميساء العامودي التي كانت برفقتها لمدة 73 يوما.
وفي 4 من يونيو/حزيران 2017 اعتقلت لجين مرة أخرى في مطار الدمام شرقي السعودية، وقالت منظمة العفو الدولية “أمنستي” حينها في بيان “يبدو أن لجين استهدفت مرة أخرى بسبب نشاطها السلمي مدافعة عن الحقوق الإنسانية، خصوصا عن حقوق المرأة”.
ورغم رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة في سبتمبر/أيلول 2017، ظلت لجين شخصا مستفزا في رأي سلطات آل سعود، ومن ثمَّ اعتُقلت في أول أيام شهر رمضان لعام 2018 ضمن حملة اعتقالات جديدة شملت شخصيات، بينها ناشطون وناشطات في مجال حقوق الإنسان، وذلك وفق ما أكد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتضمنت قائمة المعتقلين ناشطات هن: عزيزة اليوسف، وإيمان النفجان، فضلا عن نورة فقيه شقيقة المعتقل منصور فقيه.
وأكدت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية اعتقال لجين في مايو/أيار 2018، وقالت إن السلطات الإماراتية سلمتها إلى سلطات بلادها قبل أيام من جولة ولي العهد السعودي في الولايات المتحدة، وأكدت الصحيفة أن الناشطة قضت أياما عدة في السجن قبل أن يطلق سراحها، وتمنع من استخدام الشبكات الاجتماعية أو مغادرة البلاد.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى وجود تعاون وثيق بين الرياض وأبو ظبي في عمليات قمع الناشطين والناشطات المطالبين بالتغيير في السعودية.
وكانت لجين أعلنت عن الترشح للانتخابات البلدية التي أجريت في السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، لكن اسمها لم يعلن في قوائم الترشيح، وكانت المرة الأولى التي يسمح فيها للمرأة بالاقتراع والترشح في انتخابات بالسعودية.
في هذه الأثناء كشفت الناشطة الحقوقية المقيمة في بريطانيا، علياء أبو تايه الحويطي، عن تلقيها تهديدات، عبر مكالمة هاتفية، بسبب إثارتها لقضية ترحيل أبناء قبيلتها من المناطق الواقعة داخل مشروع نيوم، الذي أطلقه ولي العهد محمد بن سلمان.
وأشارت علياء إلى أن شخصا اتصل بها على هاتفها وقال لها: “نستطيع الوصول إليك في لندن، تعتقدين أنك بأمن هناك؟.. لكنك لست كذلك” بحسب “بي بي سي”.
ولفتت إلى أنها تلقت تهديدات أخرى عبر توتير، وتحذيرا بأنها ستلقى نفس مصير “جمال خاشقجي”، وقالت إنها أبلغت الشرطة البريطانية بالتهديدات التي تلقتها.
وجاءت التهديدات للناشطة علياء، بعد أيام، من قتل السلطات شخصا يدعى عبد الرحيم الحويطي، والذي نشر مقاطع مصورة خلال محاولة السلطات إخلاءه مع أفراد مع قبيلته من منازلهم بالقوه، لصالح مشروع نيوم.
ونشرت علياء الحويطي، التي تنتمي إلى القبيلة نفسها، مقاطع الفيديو.
وتعهد عبد الرحيم الحويطي في تلك المقاطع بتحدي أمر الحكومة بالطرد. وقال في أحدها إنه يتوقع أن تزرع السلطات أسلحة في بيته لتجريمه.
وقد قتل عبد الرحيم بعد ذلك على أيدي الأمن السعودي، وكان قال قبل مقتله إنه لا يستبعد أن يضعوا أسلحة في منزله مثلما يفضل النظام بمصر، للادعاء أنه إرهابي. وهو ما حدث بالفعل بعد أيام من مقتله وادعاء أمن الدولة أنه قام بإطلاق النار على الأمن.
ونفت علياء تماما هذه الرواية للأحداث. وأصرت على أن عبد الرحيم الحويطي لم يكن في حوزته أي سلاح.