كشف المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، خفايا شبكة تنسيق استخباري مشتركة بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل تنشط بالملف اليمني في أوروبا لترويج رواية الرياض والهجوم على دولة قطر.
وقال المجهر الأوروبي إن الشبكة تتلقى موازنات مالية ضخمة من السعودية يذهب أغلبها إلى الحسابات الشخصية لأعضاء الشبكة فيما مبالغ محدودة جدا يتم صرفها لصالح الفعاليات التي تنظمها والمنظمات والجمعيات المنخرطة في أنشطتها.
وتكثف الشبكة أنشطتها في ظل تقارب وإجراءات تطبيع تدريجية معلنة بين السعودية وإسرائيل والتعاون فيما بينهما ودولة الإمارات العربية المتحدة خدمة لمصالحهم المشتركة.
وذكر المجهر الأوروبي أن الشبكة الاستخبارية تترأسها إيرينا تسوكرمان التي تعرف نفسها بأنها محامية في مجال حقوق الإنسان ومحللة للأمن القومي مقيمة في نيويورك، وتقدم نفسها مختصة في القضايا الأمنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وقد عمدت تسوكرمان إلى تهميش وزارة حقوق الإنسان ومنظمات حقوق الإنسان اليمنية التي احتجت على تدخلات اللوبي الصهيوني ورفضوا المشاركة مع أنشطة تسوكرمان ما دفع الأخيرة إلى اللجوء لشخصيات يهودية وأمريكية وبديلا عن المنظمات اليمنية.
كما لوحظ أن تسوكرمان سبق أن جمدت أنشطتها وتوارت عن لفترة بطلب سعودي بعد فضح علاقاتها المشبوهة مع محمد العيسى رئيس رابطة العالم الإسلامي التابعة للنظام السعودي، ومن ثم عادت مجددا للأنشطة تحت غطاء متابعة الملف اليمني.
وانخرطت تسوكرمان منذ سنوات في أروقة الكونجرس الأمريكي في قيادة حملات تتعلق بالملف اليمني بما في ذلك المراجعة الأخيرة لجماعة الحوثيين في ضوء احتمال تصنيفهم كمنظمة إرهابية، فضلا عن تحريض منظم ضد دولة قطر وشبكة الجزيرة الإعلامية.
ومؤخرا تم إغلاق حسابها في تويتر بسبب المعلومات المضللة التي تقوم تنشرها وحملات التحريض المفضوحة التي تقودها.
وتعمل تسوكرمان لصالح دوائر إسرائيلية وسعودية وتتولى تنسيق كل الفعاليات اليمنية في أوروبا والولايات المتحدة عبر شركائها من نفس توجهها وفي مقدمتهم اليمنية وسام باسندوة التي تعمل بشكل كامل كذراع استخباري للسعودية.
وقد بدأت ايرينا تسوكرمان بالعمل مع باسندوة مند بداية 2020 عبر فعاليات يتم تنظيمها عبر الانترنت حول الحرب الدائرة منذ سنوات في اليمن وتبييض صورة التحالف السعودي الإماراتي، مع إقحام دولة قطر والتهجم عليها في أي لقاء يتم تنظيمه.
وحاولت أن تنشأ منظمة تحت اسم ( Scarab rising inc) حتى تتخذها غطاء لأنشطتها وإخفاء ما تحيكه من مؤامرات، حيث تعاملت وسام باسندوة معها بهذه المنظمة لفترة قبل أن تتوقفا عن التعامل باسم تلك المنظمة فجأة وإطلاق منظمة جديدة اسمها (the washington outsider) وتقوم على الترويج الإعلامي للقضايا الأمنية من جميع أنحاء العالم مع التركيز على بلدان معينة.
وحسب رصد المجهر الأوروبي فإن كل من رشحتهم ايرينا لوسام باسندوة للمشاركة بالندوات أو اللقاءات سواء عبر الانترنت أو في جنيف أو بروكسل أو الولايات المتحدة من دوائر استخبارية إسرائيلية.
ومن هؤلاء: بنيامين مينيك الذي استعانت به ايرينا عام 2020 للمشاركة في ندوة شارك مع وسام باسندوة، حيث تم تقديمه كخبير عسكري في شؤن إيران، علما أنه في الواقع يدير شركة وهمية منتحلا صفة صحفي بشكل كاذب وخادع.
وكشف المجهر الأوروبي أن خلافات شديدة وقعت بين مينيك وإيرينا على خلفية ما يتم صرفه من مكافآت مالية ما دفعه إلى تسريب بعض المعلومات عن أعضاء الشبكة ومهامها ثم توارى عن الأنظار ولم يعد يقوم بأنشطة علنية.
في هذه الأثناء تضم الشبكة أديل نازاريان وهي إعلامية أمريكية يهودية من اصول ايرانية تعرف نفسها بأنها زميلة في المعهد الذهبي للاستراتيجية الدولية وهي تعمل في مجال الأمن القومي والسياسة الخارجية، وتنشط في حضور ندوات الشبكة مقابل تلقي مبالغ مالية كبيرة.
كما تضم نورمان ستيلمان وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الشرقية من جامعة بنسلفانيا وكان زميلًا لما بعد الدكتوراه في المدرسة اللاهوتية اليهودية.
يضاف إليهم ايلي كوهانيم وهي صحفية أمريكية وشغلت منصب نائب المبعوث الخاص لرصد ومكافحة معاداة السامية في وزارة الخارجية الأمريكية خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وقد شاركت في أنشطة للشبكة مقابل تلقي مبالغ مالية كبيرة.
كما تضم الشبكة منال مسالمي وهي تونسية الأصل تحمل الجنسية البلجيكية وتقدم نفسها كمستشارة في البرلمان الأوروبي كغطاء لقيادتها لوبي تحريضي في بروكسل ممول من كل من الإمارات والسعودية.
وتتولى مسالمي تنسيق لقاءات في البرلمان الأوروبي مقابل مبالغ مالية تتلقاها من وسام باسندوة المدعومة من السعودية للتحدث عن القضية اليمنية، ولقاءات داخل الكونجرس الأمريكي عبر نفس الشبكة، فضلا عن المشاركة في اللقاءات التي تنظمها الشبكة في جنيف، منها لقاء حواري مع فولفيو مارتوسيلو عضو إيطالي في البرلمان الأوروبي ورئيس وفد العلاقات مع إسرائيل، ومؤتمر دولي بعنوان “انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن” بالبرلمان الأوروبي يستهدف تبييض صورة السعودية والإمارات.
وتنشط منال مسالمي بمهام مزدوجة لخدمة جهاز الموساد الإسرائيلي والجهود للدعاية للإمارات والسعودية في أوروبا وهي تتلقى مبالغ مالية دورية من أبوظبي إضافة إلى ما تتلقاه من الشبكة الممولة سعوديا.
كما أن مسالمي تساهم في مهام رصد ومجابهة أية أنشطة مناهضة للتنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في الامارات وتنشط في الإطار الدعائي الزائف لأبوظبي في المحافل الأوروبية. وتنشط في عقد أنشطة بشكل دوري لمهاجمة دولة قطر والتحريض عليها بتعليمات من لوبي الإمارات في أوروبا.
وتعتبر مسالمي المكلفة في الترتيبات اللوجستية والمواعيد لأنشطة الشبكة، وتجمعها علاقات تنسيق قوية مع أيمن عقيل رئيس مؤسسة (ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان) الموجهة من المخابرات الإماراتية.
وقد أوكل عقيل إلى مسالمي مهاما تتعلق بتشويه قطر في مجلس حقوق الإنسان ومنظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة بتمويل إماراتي.
كما تضم الشبكة الاستخبارية الممولة سعوديا اندي فيررموت وهو ناشط وصحفي بلجيكي في مجال حقوق الإنسان يهودي، ورئيس منظمة PostVersa غير الحكومية التي تعمل بالتعاون مع التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات (AIDL).
وقد شارك في جنيف مقابل مبالغ مالية وهو من داعمين الشبكة في أوروبا. ويعد صديقا مقربا من منال مسالمي وشريك لها في العديد من الانشطة في البرلمان الأوروبي عبر البرلمانيين اليهود.
ويذكر أن السعودية والإمارات تمولان منذ سنوات شخصيات مرتزقة في إطار لوبي تابع لهما وجماعات ضغط في كل من أوروبا والولايات المتحدة لأغراض مشبوهة تتضمن تبييض صورة كل من الرياض وأبوظبي والهجوم على خصومهما بما يتضمن استثمار أموالا طائلة في إطار سياسات محاولات كسب النفوذ والتأثير خدمة لمؤامراتهما.