وصفت مذيعة برنامج 60 دقيقة محمد بن سلمان بأنه رجل التناقضات في تقديمها لحور أجرته معه يوم الثلاثاء الماضي وبث على قناة CBS الأمريكية.
الملف الإيراني أحتل حيز مهماً من المقابلة التي تناولت أيضاً قضية الصحفي جمال خاشقجي فضلاً عن ملف حقوق الإنسان في المملكة.
فى التفاصيل قال بن سلمان أنه يتفق مع وزير الخارجية الأمريكي أن هجوم أرامكو كان إعلان حرب من طرف إيران، لكنه أعرب عن امله في ألا يكون الرد على طهران عسكريا بل سياسياً.
وقال عن ذلك ” بلا شك أتفق مع الوزير بومبيو بأن الهجوم على أرامكو هو إعلان حرب من طرف إيران، وأتمنى ألا يكون الرد عليها عسكرياً، لأن الحل السياسي السلمي افضل بكثير من الحل العسكري نحن والرئيس ترمب نريد الجلوس مع إيران للتحاور ولكن الإيرانيين هم من لا يُريدون ذلك”.
في المقابل حذر بن سلمان أن أسعار النفط ستصل إلى مستويات خيالية أذا لم يتحرك العالم لموجهة إيران.
وقال عن ذلك إن “المنطقة تشكل تقريباً 30% من أمدادات الطاقة العالمية، وحوالي 20% من الممرات التجارية العالمية، وحوالي 4% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، تخيلوا لو يتوقف كل ذلك.. هذا يعني انهياراً للاقتصاد ليس في السعودية ودول الشرق الأوسط فحسب، بل في دول العالم بأسره، أذا لم يقم العالم باتخاذ موقفاً قوياً ضد إيران فسنشهد مزيداً من التصعيد ضد المصالح العالمية وستتعطل أمدادات النفط، وستقفز أسعاره لأرقام خيالية لم نشهدها من قبل”.
وبشأن اغتيال الصحفي جمال خاشقجي قال بن سلمان إنه لم يأمر بقتله ولكنه يتحمل مسؤوليته كاملة وأن المتورطين سيُحاكمون مهما كانت رتبهم.
وقال في هذا الصدد ” بلا شك.. تلك كانت جريمة شنيعة ولم أصدر أمراً بتنفيذها ولكن أتحمل كامل المسؤولية بصفتي قائد في المملكة، وخاصة أن الجريمة أرتكبها أفراد يعملون لدى الحكومة السعودية وعندما ترتكب جريمة بحق مواطن سعودي من قبل مسؤولين في الدولة عليّ أن أتحمل المسؤولية تلك الجريمة كانت خطئاً، وعليا اتخاذ جميع الإجراءات التي تكفل عدم تكرار هذا الأمر في المستقبل، والتحقيقات مستمرة وعندما تثبت الاتهامات ضد أحد سيذهب إلى المحكمة مهما كانت رتبته وليس هناك استثناءات”.
وفي حقوق الإنسان وتحديداً قضية اعتقال الناشطة لوجين الهذلول زعم بن سلمان أن مسألة إطلاق سراحها تعود للمدعي العام الذي يُمثل سلطة مستقلة.
وزعم أن “السعودية بلد محكوم بالقوانين وبعض هذه القوانين قد لا أوافق عليها شخصياً، ولاكن مادامت موجودة فيجب احترامها حتى يُسار إلى تعديلها، أما قرار أطلاق سراح لوجين الهذلول فيعود إلى المدعي العام وهو يمثل سلطة مستقلة وأزا كان ما يقال عن تعذيب الهذلول صحيحاً فسيكون أمراً بشعاً لأن الدين الإسلامي يحرم التعذيب كما أن القوانين السعودية تمنع ذلك، والضمير الإنساني يمنعه أيضاً وسأحاول متابعة شخصياً هذه المسألة”.
يحاول بن سلمان أذن تجميل صورته في الأعلام الأمريكي بعد أن حل ضيفاً قبل أكثر من عام على البرنامج ذاته الذي يُعتبر من اهم البرامج الإخبارية الموجهة للنخبة الأمريكية.
لكن ذلك لا يُلغي صفة التناقض التي اطلاقتها مقدمة البرنامج على ولي العهد معتبرة أيضاً أنه يقدم نفسه شاباً تقدمياً لكنه في المقابل يخوض حرباً دموية في اليمن ومتهم باستهداف الأطفال وتوظيف المجاعة كسلاح، ويحتجز معارضين سياسيين وتعتقد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية انه يقف وراء القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي على حد قول مقدمة البرنامج.