تسيطر التناقضات على الأرقام المعلنة لموسم الرياض الترفيهي الذي تنظمه هيئة الترفيه برئاسة تركي آل الشيخ بما يفند أكاذيبه.
وتحدث تركي آل الشيخ أن تذاكر موسم الرياض في كل العروض تجاوزت ال8 مليون و300 ألف تذكرة، فيما الإعلان الرسمي من هيئة الترفيه جاء مكذبا له بتحديد 3 ملايين زائر و15 ألف فيزا سياحية خلال 10 أيام من بداية موسم الرياض.
وقال آل الشيخ إن مليون و100 ألف زائر لمنطقة البوليفارد خلال يومين، فيما الواقع يظهر أن الطاقة الاستيعابية للبوليفارد 60 ألف والحضور وصل ل400 ألف فقط.
وتناقض ما قالته “صحيفة مكة” بما قاله “آل الشيخ” حيث أن الحضور في البوليفارد وصل 600ألف والطاقة الاستيعابية 60 ألف.
وقال آل الشيخ إن موسم الرياض حقق أكبر عائدات بتاريخ المملكة بأكثر من 400 مليون ريال وأن الوظائف الموسمية بلغت 24ألف وظيفة 22 ألف متطوع بمقابل مادي دون أن يقدم أي دلائل عملية على ذلك.
و”موسم الرياض”، هو أحد مهرجانات مواسم الترفيه التي أطلقت على مستوى المملكة بدءا من العام 2019 وتهدف لتحويلها إلى وجهة سياحية وسط جدل تثيره لما تتضمنه من نشر للفساد والانحلال.
وسبق وأن صدر وسم #تركي_ال_الشيخ الترند في المملكة في عدة مناسبات وسط موجة انتقادات واسعة لوزير الاستثمار في نشر الفساد والانحلال والانقلاب على قيم المجتمع السعودي.
وعبر السعوديون بشدة عن سخطهم على ممارسات تركي آل الشيخ وما ينظمه من فعاليات تمثل خروجا على مبادئ المملكة وتراثها في استغلال مكشوف منه ونظام آل سعود لجمع الأموال تحت زعم الترفيه.
ولا أحد ينافس تركي آل الشيخ على تلقي الانتقادات من أبناء جلدته إلا هو ذاته، وكأنه يعيش تحدياً مع نفسه ليحقق رقماً قياسياً في أكبر موجة حقد شعبي يتلقاها شخص واحد!
فهذا الشخص الذي ما إن يلج أحدهم على موقع “جوجل” ويكتب اسمه حتى تتوالى الأخبار التي تتحدث عن ارتباطه بقضايا في محاكم، ومشاكل هنا وهناك، مع رياضيين وفنانين، ووسوم على منصات التواصل الاجتماعي تدينه وتكيل له اتهامات شتى، ليكتشف أن موجات من الكره والحقد السعودية والعربية أيضاً تلاحقه.
وشن نظام آل سعود حملات اعتقال تعسفية واسعة النطاق على مدار الأيام الأخيرة على خلفية انتقاد أنشطة هيئة الترفيه الحكومية وما تنشره من إفساد في المملكة وانقلاب على قيمها المحافظة.
وأظهر ذلك حدة التناقض بين ترويج آل سعود بأن هيئة الترفيه تستهدف استعادة ما يقال إنها الحالة الطبيعية للمجتمع السعودي قبل عصر الصحوة الإسلامية، في وقت أن أطيافا مختلفة من ذلك المجتمع تقبع في غياهب السجن؛ مما يشكل مفارقة في المملكة في عهد محمد بن سلمان.
أرادت سلطات آل سعود أن تعيش حداثة وتقدم ما حُرم منه الشعب عقودا، فقد قال بن سلمان في مؤتمر مبادرة المستقبل في أكتوبر/تشرين الأول 2017 إن “المجتمع السعودي لم يكن بهذا الشكل قبل 1979 (قيام الثورة الإيرانية وبداية انتشار الصحوة الإسلامية في السعودية)، نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، إلى الإسلام المنفتح على جميع الأديان والتقاليد والشعوب”.
وأضاف “نريد أن نعيش حياة طبيعية”، مهددا بالقضاء على ما أسماها “بقايا التطرف”، وهو يشير إلى الرموز الدينية والصحوية التي يمكن أن تنتقد توجهاته الاجتماعية، ومنها الترفيه.
غير أن تلك التصريحات صاحبتها حملة اعتقالات واسعة لمشايخ وعلماء دين مؤثرين في المجتمع، أو أكاديميين وناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، استباقا لظهور أي نقد للترفيه أو سياسات محمد بن سلمان.
وإذا كان الكثير من تلك الرموز اعتقلوا، وهم الذين لم تعرف عنهم انتقادات واسعة للسلطة، فليس غريبا أن تعتقل السلطات شخصيات أخرى على خلفية انتقادات صبت جام غضبها لا على الترفيه كونه حاجة من احتياجات المجتمع، بل على النمط الذي يرونه يسير بالمجتمع بعيدا عن مراعاة تقاليده وعاداته الدينية، حسب رأيهم.