بطريقة مذلة .. هكذا تنازل محمد بن نايف عن منصبه للأمير الشاب!
كشف كتاب “الدم والنفط” وقائع الأحداث التي دارت داخل الديوان الملكي ليلة 20 يونيو 2017م، والتي تنازل يومها ولي العهد الأمير محمد بن نايف بـ”طريقة مذلة” لخلفه الأمير محمد بن سلمان الذي سبق وركع وقبل قدميه.
ووصف كتاب “الدم والنفط” الطريقة المذلة التي تنازل بها محمد بن نايف عن حقه في ولاية العهد، وقال: تم استدعائه إلى قصر الملك وعزل مرافقيه وأخذ أسلحتهم وأخذه إلى غرفة على اعتبار أنه سيلتقي بالملك سلمان فيها.
واستدرك: لكن الحقيقة أن المسار كان مختلفا في تلك الليلة المصيرية.
وأضاف: بينما كان بن نايف ينتظر لقاء الملك، فقام بن سلمان بالاتصال بهيئة البيعة المكونة من 34 أميرا وطلب منها رأيها بأن يكون بن سلمان هو ولي العهد بأمر من الملك فوافق 31 منهم.
لكن الأمير أحمد بن عبد العزيز كان أحد الرافضين وتم إبلاغ بن نايف وطلب منه توقيع رسالة استقالة ورفض في البداية أي تنازل عن منصبه.
وتابع الكتاب في روايته: ظلت حاشية الملك سلمان ونجله بما فيهم تركي الشيخ تدخل عليه وتهدده أحيانا بكشف أسراره كالمخدرات وغيرها وأحيانا تلمح له بالخطر على حياته، وعرض تسجيلات لأمراء يعلنون تأييدهم لابن سلمان.
وأكد أنه بعد سلسلة ضغوطات وابتزازات قبل بن نايف أن يتنازل بإعلان شفوي ثم خرج الساعة السابعة صباحا في ذلك المشهد ليقول: لابن سلمان الذي قبل ركبتيه سابقا: “الآن أنا سأستريح وأنت الله يعينك”.
ومع بزوغ الفجر، استفاقت المملكة على تعين ولي عهدٍ جديد يبلغ من العمر 31 عاماً؛ وهو ما لم تتعود عليه المملكة.
ومنذ مارس/ آذار 2020 يعتقل بن سلمان، الأمير بن نايف والأمير أحمد بن عبد العزيز في ظروف اعتقالية غامضة.
ويرصد كتاب “الدم والنفط” الجديد الذى ألفه الصحفيان في صحيفة “وول ستريت جورنال” جاستين تشيك وبرادلي هوب، تفاصيل تنشر لأول مرة عن قضايا وقرارات وأفعال قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لخصها في 10 أخطاء منذ توليه الحكم خلال السنوات الثلاثة 2017 – 2020.
ويصف الكتاب ولى العهد الشاب بأنه “واحد من قادة العالم الجدد يتميز بأنه بين الأخطر على الإطلاق”.
وألقي (تشيك وهوب) مزيداً من الضوء على الصعود الصاروخي للشاب الذي يبلغ 35 عاماً والذي تزامن مع تآكل الصفقة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية – النفط مقابل الحماية – وسقوط مجموعة متنوعة من مشاهير المصرفيين في أمريكا ونجوم هوليوود وسياسيين في شبكة الأمير لمساعدته على تحقيق طموحاته الجامحة.
وقالوا إن الشرق الأوسط من الأصل منطقة ملتهبة وبدخول ولي عهد طموح يتمتع بسلطات غير محدودة ومغرم بالسيطرة والنفوذ وله علاقات وطيدة مع البيت الأبيض من خلال صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره الأول جاريد كوشنر، إلى المعادلة، إضافة إلى تمتع بن سلمان برغبة واضحة في كسر أي شيء وأي شخص يقف في طريق “رؤيته”، كل هذا يجعل المنطقة الملتهبة أكثر التهاباً بصورة يصعب تصورها.
وأضافوا أنه في حالة فشله في مقامرته، من المحتمل أن تتحول المملكة العربية السعودية إلى دولة مضطربة وفاشلة وجاذبة للمتطرفين، “أما إذا نجحت محاولته في تحويل المملكة إلى دولة عصرية كما يزعم، ولو حتى بصورة جزئية، فسيكون لذلك تأثيرات ضخمة على العالم بأسره”.
وسلط الكتاب على “صعود محمد بن سلمان في 10 خطوات: من حفلات كلفت 50 مليون دولار إلى مقتل جمال خاشقجي”، لخص أبرز محطات حياة بن سلمان منذ جلوس والده سلمان بن عبدالعزيز على عرش المملكة مطلع 2015.