كشفت مصادر دبلوماسية عن تطور قضائي مهم للمسئول الأمني السعودي السابق سعد الجبري في نزاعه مع ولي العهد محمد بن سلمان.
وأورد موقع Middle East Eye البريطاني أن الجبري فاز بأمر أدلة في معركة قضائية أمريكية، حيث أصدر القاضي أمراً ينص على أنه اجبار شركتي Air Canada وLufthansa بعدم إتلاف أي دليل يظهر حركة العملاء السعوديين الذين حددهم المسئول السعودي السابق، والذين قد سافروا على متن رحلات جوية إلى كندا.
وأمرت المحكمة الأمريكية بالحفاظ على مجموعة من السجلات الطيران التي يقول الجبري إنها تمثل أمرا ضروريا لمعركته القانونية ضد ولي العهد.
وأصدر القاضي أمرًا ينص على أنه يجب على شركتي Air Canada و Lufthansa عدم إتلاف أي دليل يظهر أن العملاء السعوديين الذين حددهم الجبري قد سافروا على متن رحلات إلى كندا.
وحكم بأن السجلات يجب أن تكون متاحة بسهولة إذا نجت الدعوى القضائية الجارية ضد محمد بن سلمان من طلب رفضها.
وجاء في الأمر القضائي “وجدت المحكمة أن هناك سببًا جوهريًا للاعتقاد بأن شركتي الطيران – طيران كندا ولوفتهانزا – ستفشلان في الحفاظ على الأدلة التي حددها [الجبري]”.
وأضافت المحكمة أن “إتلاف الأدلة سيؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه لأنه بمجرد إتلافه، لا يمكن استخدام الأدلة لأي غرض ولا يمكن إعادة صياغتها”.
يأتي الأمر بعد أن قدم الجبري طلبًا في وقت سابق من هذا الشهر لاستدعاء شركتي الطيران لمجموعة سجلات الرحلات الجوية ، والتي يزعم أنها تظهر أن أعضاء فريق الضرب السعودي – المعروف باسم فرقة النمر سافروا على شركتي الطيران إلى كندا في محاولة لقتله عام 2018.
يقول الجبري في المذكرة إن شركة طيران كندا أكدت “أن المعلومات ذات الصلة المتعلقة برحلة فرقة النمر في أكتوبر 2018 إلى كندا” موجودة بالفعل، لكنها رفضت اتخاذ أي خطوات للحفاظ على الأدلة دون أمر من المحكمة.
بينما رفض القاضي طلب الجبري، قائلاً إنه من السابق لأوانه إحضار السجلات إلى المحكمة، يمكن أن يوفر القرار في النهاية الدليل الأساسي الذي يحتاجه الجبري للمساعدة في قضيته القانونية.
وقال مصدر مطلع على القضية ومحنة عائلة الجبري “هذه خطوة مهمة نحو محاسبة محمد بن سلمان على حملة القمع العابرة للحدود المستمرة ضد عائلة الجابري والتي تضمنت محاولة اغتيال سعد واختطاف اثنين من أبنائه”.
وأضاف “إنه فوز كبير لأن محامي محمد بن سلمان ومحاميه في معارضتهم اليائسة لإنتاج هذه الوثائق قد أظهروا أيديهم بشكل أساسي. إنهم قلقون وكذلك محمد بن سلمان”.
كان الجبري وهو مسؤول سعودي كبير سابق في مكافحة الإرهاب وله علاقات وثيقة مع وكالة المخابرات المركزية (CIA) في الولايات المتحدة، يخوض معركة قانونية متعددة الجبهات ضد محمد بن سلمان في المحاكم الأمريكية والكندية، بعد رفع دعوى قضائية ضد ولي العهد لأول مرة في أغسطس 2020.
وهو يؤكد أن محمد بن سلمان أرسل أعضاء من “فرقة النمر” لاغتياله في كندا، بعد أسابيع فقط من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وتم إحباط المؤامرة في نهاية المطاف بعد أن فشل الأفراد في اجتياز السيطرة على الحدود.
وفي يناير/كانون الثاني، رفعت مجموعة من الشركات السعودية التي تديرها الدولة دعوى قضائية ضد الجبري في كندا، متهمة إياه باختلاس مليارات الدولارات – أمرت المحكمة لاحقًا بتجميد أصوله في جميع أنحاء العالم.
وكان مصدر مقرب من الجبري نفى في وقت سابق الادعاءات التي قدمتها الشركات السعودية ووصفها بأنها “ثأر أعمى” ونفى ارتكاب أي مخالفات مالية.
كان ضابط المخابرات الكبير السابق هو الرجل الثاني في وزارة الداخلية بالمملكة قبل أن يفر في عام 2017 قبل وقت قصير من وضع رئيسه ولي العهد السابق محمد بن نايف قيد الإقامة الجبرية وحل محله ابن عمه محمد بن سلمان.
وكان أيضًا وسيطًا رئيسيًا لوكالات التجسس الغربية وجهاز المخابرات السعودي، وقد نسب إليه المشرعون الأمريكيون الفضل في إنقاذ أرواح مئات الأمريكيين.
يُعتقد أنه واحد من عدة سعوديين بارزين، بمن فيهم أمراء ومعارضون، استهدفتهم فرقة الاغتيال السعودية على خلفية معارضتهم محمد بن سلمان.
في وقت سابق من هذا العام ، حثت مجموعة من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس جو بايدن على الدعوة شخصيًا للإفراج عن طفلي الجبري، عمر وسارة، وكلاهما قُبض عليهما في مارس 2020 واحتُجزا بمعزل عن العالم الخارجي حتى يناير 2021 ، وفقًا لمنظمة هيومن رايتس ووتش.
وقالت هيومان رايتس ووتش ان عمر حكم عليه بالسجن تسع سنوات وسارة بستة بتهمتي “غسل الاموال” و”محاولة الهروب” من السعودية.