بن سلمان يصعد تطبيعه مع إسرائيل بوفد إعلامي

صعد نظام آل سعود تطبيعه مع إسرائيل عبر زيارة معلنة لوفد إعلامي في وضح النهار وذلك بعد تعزيز مريب للعلاقات الثنائية بين الجانبين مؤخرا.
وصل إلى الكيان الإسرائيلي اليوم وفدا من ستة إعلاميين تستضيفه وزارة الخارجية الإسرائيلية من المملكة وكردستان العراق.
وتأتي الزيارة بدعوة من تل أبيب للوفود الإعلامية في وقت تسعى الدولة العبرية إلى تطبيع علني مع آل سعود ودول عربية أخرى التي لا تقيم معها علاقات دبلوماسية رسمية.
سيزور الوفد متحف ياد فاشيم لتخليد ذكرى الهولوكوست والكنيست والأماكن المقدسة في أورشليم القدس, وعدد من الأماكن المقدسة في القدس المحتلة، إضافة إلى تنظيم زيارة إلى مدن حيفا، الناصرة وتل أبيب.
من المقرر أن يعقد الوفد اجتماعات مع أعضاء كنيست ودبلوماسيين في وزارة الخارجية الى جانب جولة في البلاد.
ورحب الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، نزار عامر، بالوفد، زاعما أنها “خطوة مهمة لبناء جسر السلام، وتعزيز التفاهم بين الشعوب”.
وسيعقد الوفد اجتماعات مع أعضاء كنيست ،ودبلوماسيين إلى جانب جولة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وباستثناء مصر والأردن اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع إسرائيل، لا تقيم أي دولة عربية أخرى علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل.
لكن مسؤولين إسرائيليين أعلنوا غير مرة خلال الأشهر القليلة الماضية، عن تحقيق اختراقات نحو تحسين العلاقات مع دول عربية، فضلا عن مشاركة وفود إسرائيلية في فعاليات عربية متنوعة، وهو ما يواجه برفض شعبي عربي.
يأتي ذلك رغم رفض إسرائيل منذ العام 2002 مبادرة السلام العربية التي تنص على إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، مقابل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
ويتهم الفلسطينيون دولا عربية بمساعدة الولايات المتحدة على تمرير خطة السلام الأميركية المرتقبة للشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا باسم “صفقة القرن”.
ويتردد أن تلك الخطة تقوم على إجبار الفلسطينيين -بمساعدة دول عربية- على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع مدينة القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين وحدود الدولة الفلسطينية المأمولة.
بدورها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، على لسان القيادي في الحركة سامي أبو زهري، هذه “الزيارة خيانة لفلسطين”.
وقال أبو زهري ، إن الأنباء التي تتحدث عن زيارة تطبيعيه لإعلاميين ونشطاء عرب إلى تل أبيب، تعتبر مؤشرا خطيرا وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.
وأعد القيادي بالحركة، زيارة الإعلاميين لإسرائيل محاولة لتجاوز الحقوق الفلسطينية، وتجميل لصورة الاحتلال.
ورأى أنها لقاءات تمثل خيانة للقدس المحتلة ولفلسطين، وهي وصمة عار على كل من يمارسها، لأنه يضع يده بيد قاتل للأطفال وسارق للقدس وفلسطين”.
من جهته كشف محمود نواجعة، منسّق اللجنة الوطنية لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، المعروفة بـ”BDS”، عن توفّر معلومات لديهم بأن آل سعود يسعى لجولات جديدة من التطبيع مع إسرائيل، خلال العام الجديد 2019.
وقال نواجعة في تصريح له، إن نظام آل سعود يسهّل الحركة التجارية لدولة الاحتلال؛ من خلال فتح مجالها الجوي لشركة الطيران الإسرائيلي (العال)، مشدّداً على أن ذلك يأتي في سياق التطبيع مع الاحتلال.
وأضاف نواجعة: “بعد زيارة ضابط مخابرات آل سعود السابق، اللواء أنور عشقي، لإسرائيل (في 2016)، أصبح هناك سقوط عربي للأنظمة باتجاه التطبيع مع الاحتلال”.
وبيّن وجود تحوّل دراماتيكي بالعلاقات السعودية الإسرائيلية، وهو ما يشكّل طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني، وجهود حركة المقاطعة “BDS” في فرض عزلة على الاحتلال.
وشدد منسّق اللجنة الوطنية لـ”BDS” على أن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي مرفوض على المستويين الشعبي الفلسطيني والعربي؛ لكونه يمسّ نضالاته.
وأردف بالقول: “أغلب الأنظمة العربية التي تقوم بالتطبيع هي قمعية، وترفض حرية الرأي، وتقمع وتعتقل وتنفي كل من يرفض التطبيع”.