تنديد واسع لترويج إعلام آل سعود للتطبيع مع إسرائيل
قوبل ترويج إعلام نظام آل سعود المتكرر للتطبيع مع إسرائيل خلال شهر رمضان المبارك بتنديد فلسطيني وعربي واسع النطاق.
وأثارت مجموعة “إم بي سي” الممولة من نظام آل سعود موجة غضب منذ بداية شهر رمضان، واتُهمت بالترويج للصهيونية والتطبيع مع إسرائيل، بداية من عرض مسلسل “أم هارون” الكويتي الذي يثير جدلًا حادًا واتهامه بتزوير التاريخ والإساءة للمرأة الخليجية، ومسلسل “مخرج 7” الذي يهاجم الفلسطينيين وقضيتهم.
ودعا رواد منصات التواصل الاجتماعي لمقاطعة القناة، ودشنوا وسم (#قاطعوا_MBC) ردًا على المغالطات الجسيمة التي يطرحها المسلسلان، بحق الفلسطينيين خاصة، وتزوير الحقائق التاريخية بشكل عام.
وتضمنت الحلقة الثالثة من مسلسل “مخرج 7” مشهدا أثار ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما خاض في موقف بعض الفلسطينيين من الدول العربية، الأمر الذي اعتبره البعض جرأة وتباينت ردود الفعل حوله.
وعرض المشهد حوارًا بين الممثلين ناصر القصبي وراشد الشمراني يتحدثان فيه عن الفلسطينيين، فالأول استغرب رغبة الثاني في إقامة علاقات عمل مع الإسرائيليين، ليرد الشمراني بالقول “العدو هو الذي لا يقدّر وقفتك معه، ويسبّك ليل نهار أكثر من الإسرائيليين”.
ويضيف “كل تضحياتنا لأجل فلسطين، دخلنا حروب وقطعنا النفط لأجل فلسطين، وعندما أصبح عندهم سلطة ندفع تكاليفها ورواتبها ونحن أحق بالأموال، يهاجمون السعودية مع أول فرصة”.
ليرد القصبي “أصابع يدك ليست متشابهة، فمثلما يوجد فلسطينيون هُجّروا عام 1948 وتعرضوا للمذابح، في المقابل هناك من باع أرضه لليهود، ومثلما واجه فلسطينيون في الانتفاضة الأخيرة الإسرائيليين بصدور عارية أمام الدبابات، هناك فلسطينيون يموّلون الجدار العازل. هم بشر مثلهم مثل غيرهم، فيهم الطيب وفيهم الرديئ، لكن إسرائيل هي التي تغذي العداوة بين الفلسطينيين والعرب”.
فقال الشمراني “ظنك نوقف معهم (يقصد الفلسطينيين)، وهم لعنوا خيرنا”، ليرد القصبي “نحن نقف مع الحق والمبدأ والضمائر”.
وانهالت ردود الفعل المتباينة على منصات التواصل فالبعض رأى في المشهد موضوعية، بينما رأى كثيرون لاسيما في حديث الشمراني، تزويرًا للواقع ودعوة للتطبيع مع إسرائيل، منتقدين الذباب الإلكتروني المدافع عن التطبيع والداعم للصهيونية.
كما أكد مغردون أن إعلام آل سعود يتعمد الترويج للتطبيع وتكريس للكراهية ضد الفلسطينيين، فيما أكد آخرون أن قناة إم بي سي عموما لا تمثل السعوديين ولا الموقف العربي الرافض للتطبيع.
من جهتها دخلت وزارة الخارجية الإسرائيلية على الخط لتساند حملات الذباب الإلكتروني الداعم للصهيونية والتطبيع، عبر حسابها الرسمي على تويتر “إسرائيل بالعربية”.
من جهتها قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إن محاولات التطبيع الثقافي مع الاحتلال والدعوة له، والتي تقوم بها جهات عربية عبر تشويه الوعي مرفوضة جملة وتفصيلا وتستحق الإدانة من كافة المستويات الرسمية والشعبية في أمتنا العربية والإسلامية.
وأكدت الحركة في بيان لها على أن جملة الافتراءات على شعبنا البطل المقاوم والتي جاءت عبر مسلسلات درامية لا أساس لها من الصحة، وإن هذه الافتراءات التي تحاول تبرير التطبيع مع المحتل من زاوية زرع الحقد والعداوة بين أبناء شعبنا وأمتنا لن يكتب لها النجاح.
وأضافت “لقد كانت فلسطين وستظل وفية لكل الأوفياء للأقصى والقدس والذين لا يقبلون العلاقة مع محتل غاصب قتل وهجر شعبنا من أرضه ويريد فرض التهويد على المسجد الأقصى المبارك الذي سالت من أجله دماء العرب والمسلمين في معارك بطولية العام 1948 والتي لازالت شاهدا على وحدة الأمة وتكاتفها في الدفاع عن فلسطين”.
ودعت حركة حماس جماهير الأمة العربية الحية للرد على دعوات التطبيع ووقف مسلسل زرع العداوة في عقول أبناء الأمة ضد فلسطين والقدس، وإن بطولة نسائنا في القدس ودفاعهن عن المسجد الأقصى وأمهات الشهداء والأسرى شاهدة على وفاء قل نظيره.
كما عبّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن إدانتها واستنكارها الشديدين لحملة التحريض وخطاب الكراهية ضد شعبنا العربي الفلسطيني، من إعلام آل سعود مثل “أم بي سي”، الذي يدعو من خلال عرضة مسلسلين إلى التطبيع مع الاحتلال وتحسين صورته، في مقابل شيطنة الفلسطينيين.
وأشارت الجبهة في بيان لها إلى أن الترويج للتطبيع يتزامن مع توسيع الاحتلال من هجمته الشرسة ضد الشعب الفلسطيني على كافة الصعد، والتهديد بمصادرة المزيد من الأراضي في الضفة الغربية، تنفيذا للخطة الأمريكية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي مطلع العام الحالي، مما يدعونا لاعتبار تلك الحملة ومن يقف خلفها جزء من تلك الخطة التي تشن على شعبنا وقضيته العادلة، خدمة للاحتلال.
وطالبت الجبهة شعوب الأمة العربية في الخليج، وقواها الوطنية والقومية لرفض ذلك الخطاب والدعوة لوقفه فوراً، واستغلال تلك المساحات والإمكانيات الاعلامية لفضح جرائم الاحتلال المستمرة بحق الأسرى واللاجئين والمقدسات الدينية والوطنية، دفاعاً عن عروبة القدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية.
وأكدت الجبهة بأنها على قناعة تامة بأن هذه المواقف المتصهينة المهزومة نشاز، ولا تُعبّر عن المواقف العروبية الأصيلة والمبدئية لأبناء امتنا في الخليج العربي من دعم نضال شعبنا الفلسطيني، ومن رفض التطبيع بكافة أشكاله
وسارع الكثير من النشطاء في الوطن العربي، لإطلاق حملة رفض واستنكار عبر وسائل الإعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي، نبذوا فيها المطبعين ونددوا بأعمالهم واصفينها بالخيانة.
وغرد الناشط الكويتي خالد العتيبي أنه “مهما حاولوا كذبا وزورا تصوير اليهود كمساكين ومظلومين وأصحاب حق في فلسطين .. فهذا لن يهز قناعتنا الراسخة بأن #إسرائيل عدو ومحتل غاشم .. ويبقى #التطبيع خيانة !”.
بينما قال أحمد بن راشد بن سعيد: “لطالما غنينا، بلاد العرب أوطاني، واليوم تطل علينا الدراما السعودية بدراما تطبيعية وتدعو للتعايش مع العدو الحقيقي للأمة العربية، وللأسف يخرج علينا بعض النشطاء السعوديين بهشتاق #العدوالصهيوني الشقيق، ونعلم بأن هذا الأمر لا يمثل الشعب السعودي الشقيق الذي نحبه، #إسرائيل_عدو”.
بدورها، كتبت آمنة من السعودية: “#العدو الصهيوني الشقيق، مع الأسف عندنا نظرة قاصرة، يعني حتى أغلب الفلسطينيين وإن أظهروا العداء لنا كسعوديين وانكروا الجميل مستحيل أمدح يهودي، يظل مغتصب، #إسرائيل_عدو، وهذا مذكور لنا بالقران وللأسف هم يستغلون كل فرصه لزرع شقاق بين الأمة، محد يستفيد من التفكك غيرهم”.
فيما حذر الناشط قاسم الرفاعي على حسابه من أن “هناك محاولات تشويه للشعب الفلسطيني وبث كراهية بينهم وبيننا، ولكن مهما بلغ الخلاف بيننا تبقى فلسطين شقيقة للسعودية والعدو واحد”.
واعتبر الناشط خالد صافي أن “القضية الفلسطينية قضية كل الأمة، وكلمة قضية تشمل البعد والديني والاجتماعي والأخلاقي والفكري والإنساني وليس السياسي فقط.. لذا دعمها أحرار العالم ووقفوا إلى جانبها ضد العدو الإسرائيلي!”.
جدير بالذكر أن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” دافع عن مسلسل عربي تطبيعي وبطلته، قائلا: “إنها كانت تواجه اتهامات من قبل منظري المؤامرة الذين يفضلون البرامج التلفزيونية العنصرية التي تروج للأكاذيب المعادية للسامية، ويعتبرون كلمة التطبيع إهانة، ونشر صورا له وهو يتابع مسلسل تبثه mbc”.
وعبر الفلسطينيون عن خيبة أملهم في منشورات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين إخوانهم في الوطن العربي، بمواجهة هذه “الخيانة “وكل الأنشطة التي ترمي إلى تحسين الصورة النمطية عن الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه وتزوير الحقائق.