أمر قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية في نيويورك بول إنجلماير وكالات الاستخبارات الأمريكية بتسليم تسجيل عملية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول.
وقالت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية إن القاضي الأمريكي قضى أيضا بتسليم تقرير وكالة المخابرات المركزية عن عملية القتل.
وأفادت الوكالة بأن القاضي الأمريكي ألزم الحكومة بإصدار “فهرس فون”، حيث يجري إدراج وتصنف “كل سجل محجوب”، رافضاً ادعاء الحكومة بأنها لا تستطيع إلا الإقرار بأنها “تحوز بعض المستندات”، وفقاً لمتطلبات قانون حرية المعلومات.
وأوضحت وكالة “بلومبيرغ” أن الحكم لا يشترط نشر التسجيل والتقرير على الملأ.
نقل عن لسان القاضي إنجلماير تأكيده أن الرئيس دونالد ترامب أقر خلال مقابلة أجرتها معه قناة “فوكس نيوز”، في نوفمبر 2018، بأن الولايات المتحدة تمتلك تسجيلاً لعملية القتل، وقال القاضي بهذا الشأن: “اعترف الرئيس حرفياً بأن وكالات الاستخبارات الأمريكية قد راجعت التسجيل وأن الحكومة تمتلكه”.
وقال إنجلماير إن ترامب ومديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل، أشارا علانية إلى مواد مكتوبة مرتبطة بتحقيق الوكالة، ما يعني ضرورة وصف كلا العنصرين في فهرس فون.
وقبل أيام، قالت مؤسسة “أوبن سوساييتي”، إن خطوة أولى تحققت باتجاه احتمال نشر تسجيل يتعلق بقتل الصحافي السعودي المعارض وتقرير الاستخبارات الأمريكية في هذه القضية بعدما أمر قاض الثلاثاء هذه الأجهزة بالاعتراف بوجود هذه الأدلة.
وكانت “أوبن سوساييتي جاستس إنيشياتيف”، الذراع القانونية لمؤسسة الملياردير الأمريكي جورج سوروس، رفعت شكوى أمام القضاء المدني في حق وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) ووكالات استخبارات أمريكية أخرى لأنها لم تستجب لطلبها المقدم في إطار قانون “فريدوم إنفورميشن آكت” الذي يضمن حرية الحصول على معلومات.
وطلبت المؤسسة الأمريكية في شكواها الاطلاع على كل الوثائق المرتبطة باغتيال خاشقجي في قنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2018، فيما رفض “سي آي إيه” ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية خصوصا، الطلب مستندين إلى اعتبارات مرتبطة بالأمن القومي لعدم تأكيد حتى وجود هذه الوثائق.
وأضافت أنه ما إن تعترف الاستخبارات رسميا بوجود هذه الوثائق وتعرض حججها لعدم نشرها، ستتمكن المؤسسة من “مواجهة هذه الحجج” على أمل أن تتمكن من تحقيق مطالبها.
وخاشقجي قتل قبل أكثر من عامين في قنصلية بلاده بإسطنبول، فيما لم يعثر بعد على رفات خاشقجي الذي كان يكتب في صحيفة “واشنطن بوست” وقتل عن عمر ناهز 59 عاماً، حيث أغرقت قضية مقتله السعودية في إحدى أسوأ أزماتها الدبلوماسية.