تستمر تساؤلات وشكوك حول مصير المستشار بالديوان الملكي السابق سعود القحطاني عقب اختفائه عن الأوساط السياسية والإعلامية لعدة أشهر منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي الذي قتل وقطع داخل قنصلية بلاده بإسطنبول قبل نحو عام.
وبحسب ما نقل عن مصدر مقرب من الأوساط السياسية في المملكة، فإن محمد بن سلمان أمر بتصفية مستشاره سعود القحطاني، لكن هذا الأمر لم يتأكيده في ظل صمت مريب من النظام.
وقال المصدر: إن “معلومات لديه أن سعود القحطاني تمت تصفيته بأوامر مباشرة من محمد بن سلمان، بسبب قضية (خاشقجي)، ولإغلاق الملف نهائيًّا”.
ويعد القحطاني الذراع الإجرامي المقرب لبن سلمان لسنوات.
وأثار اختفاء القحطاني عن الأنظار الكثير من التساؤلات، وتحدثت تقارير عن أن آخر ظهور له كان قبل أشهر في الإمارات، إلا أنه لم يثبت ذلك؛ إذ تقول الرياض إنه تحت الإقامة الجبرية.
وكانت النيابة العامة بالمملكة قالت إنه تم منع سعود القحطاني من السفر، وتم الحديث عن وضعه في الإقامة الجبرية، وذلك على خلفية اتهامه بإدارة عملية قتل “خاشقجي”.
وتحدثت تقارير إخبارية قبل أسابيع عن نصيحة قدمها جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره إلى محمد بن سلمان بالتخلي فورًا عن سعود القحطاني؛ حيث ستأخذ قضية “خاشقجي” منحنى خطير في الكونغرس.
وسبق أن حث وزير الخارجية مايك بومبيو، والمسؤولون في الإدارة منذ أشهر ولي العهد محمد بن سلمان، بمحاكمة سعود القحطاني، مستشاره الذي تم اتهامه في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بأنه الرجل المسؤول عن تخطيط وتنفيذ عملية قتل وتقطيع الصحافي في داخل قنصلية بلاده بإسطنبول.
وكانت وكالة “رويترز” نشرت تقريرا في بداية العام الحالي 2019 نقلت فيه عن مصادر غربية وعربية وسعودية على صلة بالديوان الملكي إن المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني الذي أقيل من منصبه فيما له صلة بمقتل الصحافي جمال خاشقجي لا يزال يتمتع بنفوذ ضمن الدائرة المقربة من ولي العهد محمد بن سلمان.
وكان القحطاني عُزل من منصبه كمستشار لولي العهد، الحاكم الفعلي للمملكة، في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2018 بعد اتهامه بأنه هو من أشرف على عملية قتل وتقطيع خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول وأعطى الأوامر للقتلة عبر تطبيق سكايب.
ويستفسر النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أين سعود القحطاني.
حيث يتساءل النشطاء عن أسباب اختفاء المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني، بعد انطلاق التحقيق الأممي في قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
فبعد أن نشر الناشط إياد البغدادي -الذي حصل على تنبيه من المخابرات الأميركية يتعلق بمخطط سعودي لاستهدافه- أنه تلقى أنباء تفيد بأن سعود القحطاني قد فارق الحياة؛ وكتب: “تلقيت أنباء تفيد بأن سعود القحطاني تسمم حتى الموت على يد محمد بن سلمان، الخبر عن مصدر مطلع وقد قدم معلومات موثقة لمدة عام تقريبا، ولا أستطيع الكشف علانية عن مزيد من التفاصيل حول هذا المصدر”.
أما الأكاديمية فاطمة الوحش فقالت إن نهاية القحطاني بهذه الطريقة تعتبر نصرا للمظلومين على يديه؛ وغردت: “عِبرة للظلمة.. لجين الهذلول المبتلاة والتي تتهم سعود القحطاني بتعذيبها والتحرش بها، سبحان الله.. شفى الله غليلها فمات السجان قبل السجينة، الله يا دنيا”. أما حساب “نائب تائب” فقد نعى القحطاني بتغريدة أرفق بها صورة القحطاني وكتب: “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
وطالب الصحفي المصري أسامة جاويش أي مسؤول بنفي الخبر أو تصحيحه؛ فقال: “هل قتل محمد بن سلمان مستشاره الإعلامي وذراعه اليمنى سعود القحطاني؟ مصادر تحدثت عن نصيحة من كوشنير لولي العهد بالتخلص من مدير الذباب الإلكتروني حتى يدفن معه سر قتل خاشقجي، فليخبرنا أي مسؤول: ما مصير القحطاني؟ ولماذا انقلب عليه ولي العهد؟ وما نوع السم المستخدم لقتله؟”.
واعتبر المغرد أحمد خالد عبد الرحمن أن نهاية القحطاني نهاية طبيعية لأي رجل يعمل تحت سلطة الأمير محمد بن سلمان، وقال مغردا: “سعود القحطاني رجل تحت السلطة والسلطة لـ‘مبس‘، وكل الذي يستعمله له نهاية صلاحية وسيرميه ‘مبس‘ بأي لحظة”.
وأكد الصحفي المصري سي سلامة عبد الحميد أن التخلص من القحطاني فكرة منطقية؛ فكتب: “فكرة التخلص من سعود القحطاني منطقية لأن في جعبته مئات الأسرار التي لو تمت محاكمته جديا فستكون مدمرة لكثيرين، أولهم بن سلمان. لننتظر تأكيد الخبر، أو ظهور القحطاني علنا لنفيه”.