صحيفة عبرية: تزايد فرص التطبيع بين إسرائيل والسعودية

أكدت صحيفة عبرية على تزايد فرص التطبيع بين إسرائيل والسعودية في ضوء التغييرات الإقليمية الحاصلة وما اعتبرته تغير المشهد في الشرق الأوسط ودفع ولي العهد محمد بن سلمان للتحالف مع تل أبيب.

وأبرزت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن العلاقة بين السعودية وإسرائيل تاريخيا ترتكز على مزيج من الأيديولوجيا والجغرافيا السياسية والواقعية. ورغم عدم نشوب صراع مباشر بين الدولتين، فإن تاريخ العلاقة اتسم بعدم الثقة بسبب موقف السعودية القيادي في معارضة إسرائيل ودعم القضية الفلسطينية.

وبحسب الصحيفة فإنه مع تغير المشهد في الشرق الأوسط، تتزايد فرص تطبيع العلاقات بين البلدين، وهو أمر قد يعيد تشكيل ديناميكيات المنطقة.

وزعمت الصحيفة وجود عوامل تدفع نحو التقارب:

التهديد الإيراني: كلا الدولتين تعتبران إيران تهديدًا وجوديًا، حيث تتشارك إسرائيل والسعودية المخاوف من الطموحات النووية الإيرانية والتدخل الإقليمي.

ورغم هذا، أدت التطورات الأخيرة إلى تخفيف التوتر بين السعودية وإيران، حيث عقدت اجتماعات دبلوماسية بين الطرفين، وأدانت السعودية ما وصفته بـ”الإبادة الجماعية” الإسرائيلية للفلسطينيين.

التحديث الاقتصادي: رؤية 2030 لمحمد بن سلمان تهدف لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، مما يجعل التعاون مع قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي المتقدم فرصة لتعزيز الابتكار والاستثمارات.

الوساطة الأمريكية: تلعب الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في تقريب وجهات النظر، حيث أبدت إدارة بايدن اهتمامًا بإتمام صفقة تطبيع بين السعودية وإسرائيل، مع تقديم ضمانات أمنية وحوافز اقتصادية.

ومع قرب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تأمل إسرائيل في استغلال نجاحات اتفاقيات أبراهام لتحقيق خطوة مشابهة مع السعودية.

ولفتت الصحيفة إلى وجود تحديات وعقبات أمام القدرة على إتمام التطبيع قريبا بين بلاد الحرمين وإسرائيل.

القضية الفلسطينية: في العلن فإن السعودية تربط أي تطبيع بتحقيق تقدم في حل الدولتين. أي اتفاق قد يؤدي إلى ردود فعل سلبية في العالم الإسلامي ويهدد مكانة السعودية كزعيمة للعالم الإسلامي.

المعارضة الداخلية: تطبيع العلاقات دون دعم شعبي واسع قد يسبب اضطرابات داخلية، خاصة بين التيارات المحافظة.

وبحسب الصحيفة فإنه على الرغم من أن التطبيع الكامل قد لا يكون قريبًا، فإن خطوات تدريجية مثل تعزيز التعاون الاقتصادي وتبادل ثقافي وأمني قد تمهد الطريق لاتفاق شامل.

وزعمت أنه في حال تحقق التطبيع، سيكون لذلك تداعيات عميقة، منها: زيادة عزلة إيران إقليميًا، وتعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة، وتسريع التحديث الاقتصادي في السعودية.

وخلصت الصحيفة إلى أن العلاقات السعودية الإسرائيلية تقف عند مفترق طرق، حيث تلتقي الواقعية بالمبادئ. يتطلب المسار نحو التطبيع قيادة جريئة ونهجًا متوازنًا يراعي المصالح الوطنية والحساسيات الإقليمية، خاصة من الجانب السعودي. السنوات القادمة قد تشهد تغيرًا تاريخيًا يعيد تشكيل التحالفات والقوى في الشرق الأوسط.