كشفت عائلة معتقل الرأي في سجون نظام آل سعود الداعية سلمان العودة تفاصيل عن تدهور خطير في حالته الصحية في ظل ما يتعرض له من انتهاكات وإهمال طبي.
وصرح عبد الله نجل الداعية العودة، بأن طبيب السجن أخبر والده (63 عاما) أنه تقريبا فقد نصف سمعه وبصره خلال فترة احتجازه الطويلة في السجن الانفرادي منذ اعتقاله قبل ثلاث سنوات بما يؤكد ما يتعرض له من تدهور خطير.
جاء ذلك في تغريدة نشرها الداعية السعودي البارز عبر حسابه على تويتر، فيما طالبت جهات حقوقية معنية بمتابعة شؤون معتقلي الرأي في سجون آل سعود بالإفراج الفوري عن العودة.
وقال عبدالله وهو معارض بارز لنظام آل سعود يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، أن كل جرم والده أنه دعا لتأليف القلوب ومصلحة الشعوب، وهو ما كلفه تعرضه للأذى والتعذيب والضغط والحرمان من العلاج.
وأشار إلى أن الأذى الذي يتعرض له والده منذ اعتقاله لا يزال مستمر حتى الآن.
الدعاء لتأليف القلوب.. والدعاء لمصلحة الشعوب.. كلّف هذا الإنسان حريته.. عرّضه للأذى والتعذيب والضغط والحرمان من العلاج..
في الحبس الانفرادي منذ لحظة اعتقاله (أكثر من ثلاث سنوات وأشهر)..
أخبره طبيب السجن أنه تقريبا فَقَد نصف سمعه ونصف بصره!ولايزالون يريدون أذاه!#سلمان_العودة https://t.co/UsXNR3UI9D
— د. عبدالله العودة (@aalodah) December 2, 2020
وحمل حساب معتقلي الرأي، المعني بحقوق معتقلي الرأي في المملكة، سلطات آل سعود مسؤولية الحالة الصحية المتردية التي وصل إليها العودة، مطالبا بالإفراج الفوري عنه دون قيد أو شرط.
#العودة_يفقد_نصف_بصره ونصف سمعه بسبب اعتقاله التعسفي على خلفية تغريدة، وفوق هذا تسعى السلطات إلى إصدار حكم قاس ضده في جلسات محاكمة سرية وغير قانونية.
الحرية للعودة. pic.twitter.com/Guyr0Q3F68— معتقلي الرأي (@m3takl) December 3, 2020
وفي سبتمبر/أيلول 2017، أوقفت سلطات آل سعود دعاة بارزين وناشطين في البلاد أبرزهم سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، بتهم “الإرهاب والتآمر على الدولة”، وسط مطالب من شخصيات ومنظمات دولية وإسلامية بإطلاق سراحهم.
وتطالب النيابة السعودية، من المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، بإعدام معتقلي رأي بينهم العودة بتهمة “الخروج على ولاة الأمر”، بينما تجرى محاكمته في جلسات سرية لا تحضرها وسائل الإعلام أو المنظمات الدولية.
وتوجهت عائلة العودة منذ أشهر إلى مقاضاة سلطات آل سعود محليا ودوليا، على خلفية الانتهاكات الحقوقية التي يتعرض لها منذ اعتقاله.
والشيخ العودة واحد من مئات العلماء والناشطين المعتقلين في سجون آل سعود وهو داعية إسلامي، وعالم دين، ومفكر سعودي، ومقدم برامج تلفزيونية، حاصل على ماجستير في السُّنة في موضوع “الغربة وأحكامها”، ودكتوراه في السُّنة في شرح بلوغ المرام /كتاب الطهارة)، كان من أبرز ما كان يطلق عليهم مشايخ الصحوة في الثمانينات والتسعينات، وله عشرات المؤلفات الدينية.