في رسالة احتجاج شعبية إضافية، أظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحطيم عدد من المواطنين لـ”أصنام” وتماثيل تُجسّد مخلوقات غريبة، شيدتها هيئة الترفيه ضمن ما يعرف بـ”موسم الرياض” الذي أثار الجدل في أرجاء المملكة.
ويظهر في مقاطع الفيديو استخدام عدد من السعوديين لرافعات ضخمة في إزالة “الأصنام” والتماثيل التي كان منها على هيئة “جماجم إنسان”، مع تعالي أصوات التكبيرات أثناء تحطيمها.
وطالب مغردون بأن يخرج رئيس الهيئة تركي آل الشيخ أو أحد منسوبي هيئة الترفيه ويشرح للناس معنى التماثيل “الشيطانية”، خاصة “وجود امرأة تعلو الرجل”، وسبب وجود الجماجم والعنكبوت.
وأكد المغردون على رفض وجود التماثيل في المملكة لكونها أرضاً إسلامية، ووجودها “نشر للبدع والشرك باسم الترفيه”، مشددين على أن كل ما تم عرضه في موسم الرياض أمور غبية، فالناس لا يهتمون لها أو ينجذبوا إليها لكونها ثقافة غربية تفرض عليهم.
ويأتي تشييد هذه “الأصنام” تزامناً مع موسم الرياض الذي أطلقته الهيئة السعودية للترفيه بقيادة آل الشيخ، ضمن برامجها الهادفة لتحصيل أكبر قدر ممكن من أموال المواطنين السعوديين، ولا سيما فئة الشباب، في إطار بحثها عن موارد مالية بعيدة عن النفط.
وعمد محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد في يونيو 2017، إلى فرض حالة جديدة غير مسبوقة في المجتمع السعودي تجسّدت في انفتاح هائل بمجالات الموسيقى والغناء والمرأة، في حين قيّد من جانب آخرَ الأصوات التي ترفض هذا الانفتاح.
ودعم بن سلمان سلسلة قرارات قضت بالتخلّي عن عدد من القوانين والأعراف الرسمية التي اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة، وكذلك دخولهن ملاعب كرة القدم، فضلاً عن إقامة عرض للأزياء وافتتاح دور سينما، والحفلات الصاخبة والمختلطة التي يتخللها الرقص، وهو ما واجه انتقادات شريحة واسعة من المجتمع.
وكان رئيس هيئة الترفيه “آل الشيخ” أعلن في مؤتمر صحفي، مؤخراً، استراتيجية عمل الهيئة الحكومية في المرحلة المقبلة، مشدداً على أن هيئته مستعدة لـ”إصدار تراخيص العروض الحية في المقاهي والمطاعم لعزف الموسيقى والعروض الغنائية وألعاب الخفة والكوميديا”.
وشدد “آل الشيخ” على أن ما تشهده المملكة “ما كان ليتحقق لولا وجود شخص بمقام ورؤية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان”.
ومساء يوم أمس أقيمت في العاصمة السعودية الرياض للمرة الأولى مباراة استعراضية للمصارعة النسائية كانت أعلنت عنها منظمة المصارعة الترفيهية “دبليو.دبليو.إي” (WWE).
وقد أثارت الفعالية جدلا مجتمعيا واسع النطاق في المملكة، حيث تُتهم هيئة الترفيه التي يترأسها تركي آل الشيخ بالتجاوز على قيم المجتمع السعودي.
ورغم احتشام المصارعتين نسبيا، فإن كثيرا من السعوديين يشعرون أن هيئة الترفيه تعاند قيمهم وأعرافهم، ويصدمهم التناقض بين فعاليات استضافت فرقا أجنبية مثيرة للجدل، وبين دعاوى الحفاظ على القيم الإسلامية.
وكانت أغلب ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي رافضة ومنددة بإقامة مثل هذه المباريات في بلاد الحرمين.
وتواصل على مدار الأيام الأخيرة إطلاق حملات الكترونية بصفة يومية للمطالبة بوقف ما تنشره هيئة الترفيه من فساد في المملكة وتنحية تركي آل الشيخ من منصبه.