غليان وتوتر في تبوك .. قبائل تقاوم جرافات آل سعود دفاعا عن منازلها
تسود حالة من الغليان والتوتر إمارة تبوك غربي المملكة، إثر حملة هدم واسعة لا تزال سلطات آل سعود تنفذها في قرية الشبحة التابعة لمحافظة املج.
وتصاعدت حدة الغليان والتوتر في قرية الشبحة في تبوك ما دفع سكانها الفقراء والأرامل والمساكين لمقاومة جرافات آل سعود وسط مناشدات بتدخل الحكماء في العائلة المالكة والمنظمات الدولية.
وعبر مواطنون من تبوك ومناطق أخرى في المملكة عن ألمهم لفقدان منازلهم التي لا يملكون بديلًا عنها، وبذلوا وأنفقوا أموالهم طيلة أعمارهم في سبيل الحصول عليها.
ووجهت قبائل جهينة خطابا لأمير المدينة المنورة حول عمليات الإزالة الجارية في محافظة العيص قالوا فيها إن أغلب المنازل التي يتم إزالتها يسكنها أرامل وأيتام وفقراء لا يملكون سوى تلك المنازل التي أقاموها بمساعدة المحسنين في أرض يعتبرونها موروثة لهم.
وناشدوا في خطابهم النظر بعين الرأفة لهؤلاء الأسر مطالبين بتشكيل لجنة لمعاينة الواقع والوقوف على حال المواطنين المتضررين في تبوك وغيرها.
برقية من قبائل جهينة لأمير المدينة المنورة #نناشد_التدخل_بقرار_الازالة3 pic.twitter.com/Cdg6ykdSgG
— البرنس (@FhKn8VJHX62s3xL) August 30, 2020
ودشن مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة عبر وسم”#نناشد_التدخل_بقرار_الإزالة”، وأكدوا من خلاله أن عمليات الهدم ستحول أصحاب البيوت في تبوك إلى فقراء معدومين في شوارع المملكة.
وأوضحوا أن أغلب المتضررين من الإزالة هم مواطنون يسكنون القرى والهجر في مناطق نائية في تبوك ويمتهنون الرعي والزراعة أو من صغار الموظفين الحكوميين، مشيرين إلى أن هذا الإجراء سينشئ مشاكل وأزمات متعددة داخل المملكة.
مناطق الازالة واسعة واغلب المتضررين منها مواطنين يسكنون القرى والهجر ويمتهنون الرعي والزراعة وصغار موظفين حكوميين..
هذةالازالة ستحولهم الى فقراء معدمين على اطراف المدن الكبرى وسينشئ عنها مشاكل تنموية لاجيال من المواطنين..
يجب التروي ودراسة هذا الامر..#نناشد_التدخل_بقرار_الازاله3 pic.twitter.com/lUYt8SAAoy— فهد الجهني (@fa1437hd) August 30, 2020
المسؤولين عن توجيه اللجنه للازاله نرجوكم رجاء توضيح نوع الإزالة لاتكتبون احوش وهناجر وهي بالحقيقه منازل وضحو للدوله الحقيقيه #نناشد_التدخل_بقرار_الازاله٣ pic.twitter.com/bQDuyb8GyG
— مهتم الشبحه (@66332244m) August 30, 2020
#نناشد_التدخل_بقرار_الازاله٣ pic.twitter.com/u3BJatcOHQ
— مهتم الشبحه (@66332244m) August 30, 2020
https://twitter.com/uqiH5VU7FAUvdaF/status/1300043658708824064
رفض شعبي ضد التهجير القسري، في ظل تعتيم إعلامي، الله يحفظهم.
#نناشد_التدخل_بقرار_الازاله5 pic.twitter.com/PpmWfVFTgr— عبدالله الجريوي (@Abdullah96wa) September 1, 2020
https://twitter.com/KivMJdhmcMgO7PQ/status/1300066673693782023
https://twitter.com/mFIQE0h11cUhb31/status/1300456253815128064
https://twitter.com/ewE1DsQz6Zm9f6W/status/1300128634691366915
https://twitter.com/mmdd19966/status/1300114792758366210
#نناشد_التدخل_بقرار_الازاله٣ اللهم اجرنآ في مصيبتنا??. pic.twitter.com/LRmV2uAmpL
— Some. (@somah_65) August 30, 2020
https://twitter.com/nasser1410a/status/1300386955004444672
وتصاعدت عمليات هدم المنازل والممتلكات في المملكة، منذ قدوم ولى العهد محمد بن سلمان، ولعل أكبر مثال على ذلك قبيلة الحويطات.
ويحاول نظام آل سعود تلميع التهجير القسري لقبيلة الحويطات لصالح مشروع مدينة نيوم في ظل ما يواجهه من انتقادات حقوقية واسعة النطاق على ممارساته الإجرامية.
وبحسب المصادر فإن نظام آل سعود أقر تعويضات مالية لا تتجاوز 620 ألف ريال كتعويض عن الترحيل القسري لأهالي قبيلة الحويطات الذين يرفضون أي مبالغ مالية ويتمسكون بأرضهم لكنهم لا يملكون حق الاعتراض.
وأطلق نشطاء وحقوقيون حملة دولية تحت عنوان “العدالة لضحايا نيوم” بهدف فضح جرائم النظام السعودي وتحقيق العدالة لقبيلة الحويطات السعودية التي قمعت سلطات آل سعود أبناءها وتجبرهم على الرحيل من أراضيهم وتعتقل بعضهم لصالح بناء مشروع “نيوم”.
واستعرضت الناشطة علياء الحويطي، خلال فعالية إطلاق الحملة، ضحايا مشروع “نيوم” ومحنة أفراد القبيلة التي لم تتوقف إلى اليوم، مشيرة إلى أن نظام آل سعود يعرضهم للترويع والإرهاب اليومي.
وقالت علياء إنه في أكتوبر/تشرين الأول 2017 استقبل سكان المنطقة أخبارا عن “مشروع عظيم” سيغير حياتهم ويحوّل المنطقة إلى مركز عالمي للتطور والتكنولوجيا والاقتصاد.
وأضافت أن ما كان يشغل المواطنين هو ما سيحل بأرضهم التي يعيشون فيها منذ أكثر من 800 عام بعد أن يتم بناء مشروع المدينة، إلا أنه في العام 2020 تحول الحلم إلى كابوس عندما أرسل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسؤولين للتفاوض مع زعماء القبيلة في المنطقة.
وذكرت أن المسؤولين السعوديين أخبروا زعماء القبيلة بأن عليهم مغادرة أرضهم من دون أن يخبروهم إلى أين ستذهب القبيلة، وحتى من دون أي تعويض مادي!.
وبدأت قضية قبيلة الحويطات تحديدا في يناير/كانون الثاني 2020 عندما أبلغت القبيلة السلطات السعودية رفضها مغادرة أرضها من أجل المشروع.
ودعت علياء الحويطي المنظمات الدولية إلى تبني قضية القبيلة وتوفير الحماية لأفرادها ووقف عمليات القتل والتعسف ضدهم.
وقالت المديرة التنفيذية السابقة لقسم الشرق الأوسط بمنظمة “هيومن رايتس ووتش” سارة ليا ويتسون إن الانتهاكات التي يتعرض لها أفراد قبيلة الحويطات تعكس موقف نظام آل سعود تجاه المواطنين السعوديين.
وأضافت ويتسون أن سلطات آل سعود تريد الأرض فقط ولا تريد أهل المنطقة، واصفة ذلك بأنه يعكس ازدواجية السلطات في المملكة، مشيرة إلى أن “الحكومة السعودية ليس لديها أي احترام للموطنين، فهي ترغب في بناء مدينة مستقبلية على الأراضي السعودية ولكن بلا سعوديين”.
وكانت قبيلة الحويطات قد احتجت على مشروع المدينة الذي يشكل جزءا حيويا من الرؤية الاقتصادية لمحمد بن سلمان، وتعرضَ عدد من أفراد القبيلة للقتل والاعتقال بسبب شعاراتهم المناهضة للترحيل.
ووصفت وكالة الصحافة الفرنسية هذه المعارضة بأنها مقاومة داخلية نادرة لسلطات آل سعود، كما نقلت عن مصدر سعودي مطلع أنه بالنظر إلى المبالغ المطلوبة لمشروع “نيوم” فلا يمكن إلا أن تتأخر جوانب عدة منه.
ولطالما تساءل خبراء اقتصاديون عن جدوى المشروع في عصر أسعار النفط المتدنية؟.
ومدينة نيوم الجديدة هي واحدة من بنات أفكار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهي مشتقة من “نيو” أي جديد، وحرف “م” بالعربية اختصارا لكلمة “مستقبل”، ومن المخطط لها أن تمتد على مساحة شاسعة، تساوي مساحة بلجيكا، في أقصى شمال المملكة العربية السعودية عند ساحل البحر الأحمر.
وتتسمك قبيلة الحويطات، بحقوقها في أرضها وقبيلتها ومنازلها وبدم عبد الرحمن الحويطات، الذي قتلته قوات الأمن السعودي في إطار قمع القبيلة وإجبارها على الرحيل من منازلها لصالح تنفيذ مشروع “نيوم” الضخم.
وأعلن أشقاء عبد الرحيم الحويطي، رفضهم للدية مقابل دم شقيقهم، فاضحين أكاذيب نظام ولي العهد محمد بن سلمان وذبابه الإلكتروني بشأن قبولهم دية أخيهم المغدور.
وقال شادلي أبو طقيقة، شقيق عبد الرحيم، في تغريدة على “تويتر” إن ما يشاع من أن أشقاء عبدالرحيم الحويطي رحمه الله قد دُفع لهم مبلغ سبعة ملايين ريال، فهذا لا أساس له من الصحة.
وأضاف الحويطي: “نحن لم ولن نقبل تعويض حتى في أملاكنا بيوتنا ومزارعنا وأراضينا، فكيف يمكن أن نقبل مالاً في دم أخونا الذي قتل صابراً محتسباً في بيته؟”.
وكتب شادلي في تغريدة أخرى: “من قبضوا مبالغ مالية بعد مقتل #عبدالرحيم_الحويطي رحمه الله معروفون لدى جميع الحويطات وبالصوت والصورة”.
وسبق أن قتلت قوات الأمن السعودي، منتصف إبريل/ نيسان المنصرم، المواطن عبد الرحيم الحويطي الذي نشر سلسلة فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي انتقد فيها إجبار قبيلته على الرحيل من الأرض التي عاشوا فيها لأجيال في موقع المشروع في محافظة تبوك، واصفا إياه بإرهاب دولة آل السعود.
وأكد الحويطي أن معارضته قد تؤدي إلى قتله.
وأعلن الأمن السعودي، لاحقا، مقتل الحويطي في تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن، مشيرا إلى العثور على عدد من الأسلحة في منزله، علما أن هناك ملكية السلاح داخل القبيلة.
وأثار مقتل الحويطي موجة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول آلاف النشطاء العرب هاشتاغ من قبيل #استشهادعبدالرحيمالحويطي # و#عبد الرحيم _ الحويطي و#الحويطات_ ضد ترحيل_ نيوم.