اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن المشروع الجديد الذي أعلنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحت مسمى “The line”، مجرد “فانتازيا” و”أوهام غطرسة”.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن سعوديين طالبوا ولي العهد بتحسين ظروف الحياة في المدن والأحياء الموجودة قبل أن يرمي مليارات الدولارات في مشروع خيالي جديد.
وقال كاتب التقرير “روبرت إف وورث” إن “The line” عبارة عن يوتوبيا ما بعد حداثية ستقام على الساحل الغربي للسعودية.
وستكون شريطا حضريا ضيقا على طول 106 ميلا، بدون شوارع ولا سيارات أو تلوث.
ويخطط بن سلمان لضخ 500 مليار دولار على “The line” والمشاريع الأخرى ذات العلاقة، وهو مبلغ ضخم حتى بالمعايير السعودية، وفقا للتقرير.
ووصف ولي العهد مدينته الجديدة بأنها “ثورة حضارية سيعيش فيها مليون شخص من كل أنحاء العالم”.
ويتساءل الكاتب، “لماذا يريد أي شخص الانتقال إلى هناك ولماذا سيكون شكلها نحيف مثل خيط باستا كابليني، أمر يدعو للحدس”.
غطرسة سعودية
وقال: “أن تراقب الفيديو الترويجي هو أن تخوض في شكل الغطرسة السعودية المميزة والتي تجمع الانتصارية الدينية والأبهة الملكية”.
ويعلق الكاتب على الفيديو الذي ظهر فيه بن سلمان وهو يتخيل المدينة بدون شوارع أو سيارات ولا تلوث.
وقال إنه “يشعر المشاهد وكأن الوقاحة ليست أقل من رؤية ميتافيزيقية”، فهو يبدو مؤمنا أن الطبيعة خاضعة لسيطرته.
ويضيف: “يجب ألا يكون هذا مدهشا لأن بن سلمان يروج منذ 2017 لأفكار غريبة عندما قدم فكرة نيوم، مدينة المستقبل التي يشكل مشروع ذا لاين جزءا منها”.
ويحتوي المشروع على خطط عملية مثل تحلية المياه والطاقة البديلة والزراعة في الصحراء، كما نقل عن علي الشهابي، عضو المجلس الاستشاري في نيوم.
الصحراء والنفط
ولكن هذه الأفكار طغى عليها الحديث عن القطارات السريعة والروبوتات التي تقوم بالخدمة والشواطئ التي يتوهج رملها.
ويعلق الكاتب بأن “الغطرسة التي تعلم هذه المقترحات يغذيها جيل لا يعرف إلا قول نعم للأمير بمن فيهم (مستشارون غربيون يتلقون رواتب عالية)، وستكون مألوفة لأي شخص قضى وقتا في السعودية”.
ورأى الكاتب أن فيلم “بن سلمان” الترويجي لا يعبر فقط عن طموحات الأمير، ذلك أن النزعة التكنولوجية تلقى صدى لدى الكثير من الشباب السعودي، ولا أحد يلومهم على هذا.
فقد برزت مدنهم في ليلة وضحاها من بقع غامضة في الصحراء.
وراقب أجدادهم مادة لزوجة سوداء تتدفق من بطن الأرض وحولت واحدة من أفقر مناطق العالم إلى واحدة من أغناها، فلماذا لا يصدقون السيارات الطائرة والقمر الصناعي؟!.
وتابع” فورث” أن الجزء الأخير من الفيديو الذي لا يتجاوز 4 دقائق يقدم صورة عن الطرق المزدحمة والجسور التي تذكر بفيلم “كيونانسيقاتسي” (1988) والذي قدم الحداثة كخيانة للأرض.
وبهذه المثابة سينقذ مشروع “The line”، حسب الفيديو، الإنسانية من هذا الكابوس وينهي التنقل والتلوث ويحافظ على 90% من الطبيعة حوله.
وأردف: “ما لم يقله الأمير أن هناك آلافا من السكان يعيشون بتوائم مع الطبيعة في نفس المنطقة، مجتمع بدوي يعيش هناك منذ قرون وسيشرد سكانه المشروع”.
وواحد من أشرطة الفيديو يصور مقاومة أحد أبناء العشيرة للترحيل، قتل العام الماضي في مواجهة مع الشرطة”، في إشارة لـ”عبدالرحيم الحويطي”.
وقتلت قوات الأمن السعودية الحويطي إثر رفضه الترحيل من منزله، وهو ما شكل علامة فارقة في التوتر الحاصل بين قبيلة الحويطات وسلطات الرياض وخططها لإقامة مشروع “نيوم”.