آل سعود .. تاريخ طويل من الانقلابات السياسية والعسكرية
لدى عائلة آل سعود في الحاكمة في المملكة تاريخ طويل من الانقلابات السياسية والعسكرية ومسلسل طويل من الصراعات الداخلية على الحكم والنفوذ.
يعود تاريخ عائلة آل سعود إلى القرن الثامن عشر عندما قام محمد بن سعود عام 1745 بتعزيز حكمه بتحالفات في المنطقة، ورغم هزائمهم في معارك هنا وهناك إلا أن العائلة سيطرة مرة جديدة على الرياض. وبعد ذلك نشبت مشاكل داخل الأسرة حول الخلافة.
وفي 1902، تمكن الملك عبد العزيز من طرد قبيلة الرشيدي المنافسة له وبدأ بتعزيز دعائم حكمه تدريجيا عبر الجزيرة العربية بقوة السيف. وفي 1913 سيطر على ساحل الخليج في الشرق، وفي 1925 سيطر على مكة المكرمة والمدينة المنورة في الغرب.
وفي 1932 أسس عبد العزيز المملكة العربية السعودية التي بات ملكها.
ولتثبيت دعائم حكمه، أقدم الملك عبد العزيز على الزواج من بنات شيوخ القبائل، ورزق بـ45 ابنا.
وكانت السنة المفصلية الأخرى في تاريخ المملكة هي عام 1938 التي تم فيها اكتشاف النفط، ما جعل السعودية دولة من أغنى دول العالم.
وتوفي الملك عبد العزيز في تشرين الثاني/نوفمبر 1953 وخلفه نجله سعود الذي كان والده عينه وليا للعهد.
واتهم سعود بسوء الإدارة وتم عزله في 1964 من قبل مجلس الأمراء الأساسيين في الأسرة، وخلفه أخوه غير الشقيق فيصل.
والملك فيصل كان مهندس انتقال السعودية إلى عصر الحداثة، إلا أنه قتل عام 1975 بيد أحد أبناء إخوته الذي قيل حينها أنه مختل.
وخلف الملك فيصل أخوه الملك خالد الذي حكم حتى العام 1982، ثم الملك فهد الذي اعتلى سدة الحكم حتى وفاته في 2005 حين خلفه الملك عبد الله.
وتشكلت خلال القرون الماضية سلسلة انقلابات شهدتها عائلة آل سعود، أحصى “ويكليكس السعودية” 15 انقلابا سياسيا وعسكريا شهدته المملكة.
1- عام 1834 اغتال مشاري بن عبد الرحمن آل سعود خاله تركي بن عبد الله.
2- وفي ذات العام 1834 أرسل فيصل بن تركي، الأمير عبد الله بن علي لقتل مشاري بن عبد الرحمن.
3- عام 1837 خالد بن سعود الكبير يطرد فيصل بن تركي بدعم من حامية تركية ومصرية.
4- عام 1841 عبد الله بن ثنيان يستولي على الحكم بعد حرب مع خالد بن سعود.
5- عام 1843 فيصل بن تركي يستعيد الحكم من عبد الله بن ثنيان بمساعدة المصريين.
6- عام 1865 اندلعت بداية المناوشات بين عبد الله وسعود (ابني فيصل بن تركي).
7- عام 1871 وقوع معركة كبيرة بين أبناء فيصل بن تركي في الأحساء.
8- عام 1872 عبد الله بن فيصل يرسل لشقيقه سعود لملاقاته في الدلم.
9- عام 1873 سعود يدخل العاصمة الرياض، وعبد الله يهرب للصبيحة قرب الكويت.
10- عام 1875 عبد الله بن فيصل يرسل شقيقه محمد لقتال شقيقهم الآخر عبد الرحمن.
11- عام 1876 وقوع نزاع داخل الرياض بين عبد الرحمن بن فيصل وأبناء شقيقه سعود.
12- عام 1886 أقدم أبناء سعود بن فيصل على غزو الرياض واعتقال عمهم عبد الله.
13- 1964 يشهد انقلاب فيصل بن عبد العزيز وأشقائه على الملك سعود.
14- عام 1975 فيصل بن مساعد يغتال عمه الملك فيصل.
15- عام 2017 انقلاب محمد بن سلمان على ابن عمه محمد بن نايف، واعتقال أبناء عمومته، والاستيلاء على أموالهم.
وتعليقا على ذلك، قالت الأكاديمية السعودية مضاوي الرشيد، إن الملك سلمان بن عبد العزيز سيترك حكم المملكة قريبا، تاركا خلفه عائلة ملكية ودولة نفطية محطمتان يستعصى حالها على الإصلاح.
وأضافت الرشيد، في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أن “تركة الملك سلمان بن عبد العزيز معضلة بُنيت على تناقض ظاهر بين سياسات إصلاحية وأخرى قمعية وسط تاريخ من الصراعات”.
ورأت أن كلا النوعين من السياسات أثر في تشكيلة واسعة من الأمراء المتنفذين والعامة على حد سواء، ولعل أشهر حدث ذي صلة كان احتجاز أكثر من 350 شخصا من أفراد العائلة الملكية المتنفذين في فنادق من فئة خمس نجوم وفي السجون منذ عام 2018.
وتابعت: “سوف يغادر سلمان، تاركا وراءه عائلة ملكية محطمة يستعصي حالها على الإصلاح. فلقد استخدم ابنه الصقوري محمد أكثر الأساليب والدسائس إذلالا ضد خصومه وضد عشائرهم الممتدة، الأمر الذي سوف يلاحقه في المستقبل فيما لو ضمن العرش لنفسه بعد اختفاء والده من المشهد”.