تهكمت وكالة بلومبرغ الأمريكية على الحملة السعودية لمقاطعة المنتجات التركية، وقالت إن “ساندويش البرجر التركي بالسعودية، وقع في عاصفة جيوسياسية، رغم أنه لم يكن فيه شيء تركي إلا علامته التجارية (طربوش عثماني تحت شارب عريض أسود)”.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أنه خلال الأسبوع الماضي تصاعدت التوترات بين تركيا والمملكة، وأعلنت سلسلة مطاعم الوجبات السريعة السعودية، أنها بصدد استبدال شريحة اللحم البقرية بأخرى يونانية مماثلة لها، ما أدى إلى خفض سعر الوجبة.
وطمأن محمود بسيوني وهو موظف لدى “هرفي” بأن “الطعم نفسه، وما تغير هو الاسم فقط”.
وأشارت بلومبرغ إلى أن هذا التغيير المفاجئ لقائمة الطعام، علامة تدل على مدى سرعة تدهور الخلاف السياسي بين قوتين إقليميتين، وتحول الأمر إلى معركة على التجارة، وتضرب علامات تجارية عالمية مثل مانجو.
ولفتت بلومبرغ إلى أن العلاقات متوترة بين البلدين منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018، إلى جانب عوامل أخرى.
وتحتل السعودية المركز الخامس عشر من بين أكبر الأسواق التي يتم التصدير لها من تركيا، حيث بلغت المبيعات التركية من السجاد والمنسوجات والمواد الكيميائية والأثاث والحبوب، والحديد 1.91 مليار دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام.
والخميس، كشفت بيانات رسمية تركية، أن الصادرات السلعية التركية للسوق السعودية، تشكل 1.8% فقط من إجمالي صادرات أنقرة السنوية.
ومنذ أسابيع قليلة، ظهرت دعوات في السعودية لمقاطعة المنتجات التركية دون إبداء أسباب لها، فيما استبدلت بعض المتاجر في المملكة المنتجات التركية بأخرى، وفق مسؤولين محليين ومواطنين شاركوا صورا عن الأمر.
واتخذت الدعوات “شبه الرسمية” لمقاطعة المنتجات التركية طابعا أكثر وضوحا، بعد تصريحات رسمية في هذا الاتجاه، أدلى بها رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية عجلان العجلان، في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وتظهر بيانات مؤسستي الإحصاء في كل من أنقرة والرياض، أن إجمالي واردات المملكة من السلع التركية بلغت 2.7 مليار دولار في 2018، قبل أن تصعد إلى 3.1 مليارات عام 2019.
وتشكل حصة السعودية من الصادرات التركية، 1.8% فقط من مجمل صادرات أنقرة التي كسرت حاجز 171.5 مليار دولار في 2019، مقارنة بـ 167.9 مليارا في 2018.
في المقابل، بلغ إجمالي صادرات السعودية لتركيا 3.4 مليارات دولار في 2018 (أحدث بيانات متوافرة)، صعودا من 2.55 مليار عام 2017، بحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية.
ومن أبرز الصادرات التركية للسوق السعودية، منتجات الغذاء والملابس بأنواعها، إلى جانب منتجات التبغ، وصناعات النسيج والسجاد، وحجر البناء والرخام، وصناعات معدنية وخشبية كالأثاث.
وتعتبر دعوات الرياض مخالفة لمقررات سلاسل الإمدادات وتعليمات منظمة التجارة العالمية، في وقت لم تضع تركيا أي معوقات أمام انسيابية المنتجات السعودية حتى الآن، للرد على خطوات الأخيرة.
ورد ناشطون في السعودية ودول عربية أخرى على حملات مقاطعة البضائع التركية، بحملات ووسوم مضادة من قبيل الحملة الشعبية لدعم تركيا، وندد أصحاب هذا التوجه بما سموها “الحرب الاقتصادية” التي تشنها دول عربية ضد بلد مسلم، دَعَمَ قضايا الأمة.