أبرزت أوساط إعلامية للمعارضة السعودية تدهور أوضاع المرأة في المملكة حتى وصل بهن الحال إلى البيع على بسطات القهوة بما يبرز سوء أحوالهن المعيشية.
وبينما تروج السلطات السعودية معلومات كاذبة ومضللة بشأن ارتفاع نسب النساء في ريادة الأعمال في المملكة، وتتغنى بالصدارة النسائية وتمكين المرأة السعودية في القطاع العام والخاص وغير ذلك من زيف، تفضح منصات التواصل الاجتماعي حقيقة مغايرة وتوثق لجوء النساء السعوديات لممارسة أعمال متدنية من أجل لقمة العيش وضيق اليد.
وأشارت صحيفة “صوت الناس” إلى أنه قبل شهر ونصف من الآن وفي وذكرى يوم المرأة العالمي، عجت وسائل الإعلام السعودية بالحديث عن نجاح رؤية 2030 بشأن المرأة.
وخرجت العناوين في الصحف المحسوبة على السلطات تؤكد أن المرأة السعودية باتت لاعب رئيس في النهضة والتنمية، وأنها تحظى بالريادة والتمكين والحضور المشرف وتحصل على كافة حقوقها شرعاً ونظاماً دون تفرقة.
لكن كلمات بسيطة كتبت في سياق ناصح للسلطة ومتضامن مع المرأة الفقيرة، كانت كاشفة لتهميش فئة كبيرة من النساء يتخذن من جوانب الطرق وتحت حرارة الشمس بسطات لبيع القهوة والمشروبات الساخنة بعدما ضاقت بهم السبل في الحصول على وظائف آدمية، ويتعرضن إلى ملاحقة من أمانة المدن.
وكتبت الشاعرة جهير بنت عبدالله المساعد على حسابها على منصة X، مقالا افتتحه بمقدمة مشوقة ثم سلطت الضوء على “مشهد سيدة فاضلة تفترش حيزاً ضيقاً من الرصيف ترص ترامس الشاي والقهوة وتقدم أكوابها للعابرين”.
وأوضحت أن “هذه السيدة المجيدة تقوم بعمل يستوجب التقدير والاحترام، وقفزت على شوك الحاجة وتحدت ضيق المورد ولم تستسلم لشح الظروف”.
وأضافت أن هذه السيدة “استيقظت من فراشها لتقوم بهذا العمل المثابر الذي ليس له تقاعد ولا يشمله نظام التأمينات ولا يقدم لها فرصا للترقية ولا علاوات إنما قد يرد عنها مذلة السؤال ويمنع عنها وجع العوز ووخزات الجوع”، واصفة ما فعلته السيدة بأنه “عمل رفيع لدخل وضيع، إنما مضمونة ومعناه يفوق كل وصف”.
ورأت الشاعرة السعودية، أن “هؤلاء هن فخر النساء حتى لو لم تكن صورهن منتشرة باعتبارهن مشهورات أو سنابيات!”.
وأشادت بأن هذه السيدة “لم تنتظر فزعة فزعت لنفسها رغم كل وجع من أجل لقمة العيش، أكبرت فيها محاولتها الانتصار على قسوة الظروف فهي لم تستسلم للعوز والفاقة ولم تمد يدها تتسول عند الإشارات المرورية فعلت ما تستطيعه وما تتقنه صنعت قهوة وشاي وانطلقت تسترزق مع بواكير النهار”.
وتمنت أن تراعي أمانات المدن هذه الفئة من النساء الفاضلات، بألا تمنعهن عن مزاولة أعمالهن، بل تقف إلى جوارهن للتشجيع والاحتواء والمساعدة المقننة بدون قطع الأرزاق، أو إيجاد وسائل حديثة لمنح فرص لهن في المؤسسات والشركات التي لديها احتياج لمن يقدم المشروبات للموظفين مثلا أو للضيوف.
وأكدت بنت عبدالله المساعد، أن فرص العمل لهذه الفئة موجودة في الواقع وفقط المسألة تحتاج إلى اكتشاف مع التنظيم والتنسيق، مطالبة التوجيه بإقامة دورات تدريبية تليق بهن لتطوير إمكاناتهن وتحسين مستوى المعيشة في بيوتهن.
وقالت إن “التفاتة كريمة لهذه الفئة المناضلة بشرف لا يضر بقدر ما هو واجب، إن التقدير والتكريم لمن يستحقه صفة من صفات المجتمع القوي الأمين”.
وتفاعل مغردون مع مقال الشاعرة إذ اقتبس ناصر عبدالله الحميضي، منها قولها: “ليت أمانات المدن تراعي هذه الفئة من النساء الفاضلات لا يعني تمنعهن عن مزاولة أعمالهن بل تقف إلى جوارهن للتشجيع والاحتواء والمساعدة المقننة بدون قطع الأرزاق”.
وعد أبو عبدالعزيز اقتراح بنت عبدالله المساعد “مميز” وشكرها عليه، وتمنى من القطاع الحكومي والخاص إحلال هذه الفئة الغالية محل العمالة الأجنبية التي تقوم بتقديم الشاي والقهوة في مكاتبهم وأن تقوم أمانات المناطق بتخصيص أماكن لهن بالقرب من مساكنهن يمارسن فيه هوايتهن ويتكسبن منه ويستغنين به عن ما في أيدي الناس.
وحث عبدالله بن زرعة، على تطوير مقترح برنامج لوزارة الشؤون البلدية لعمل أكشاك جميلة ومتناسقة مع المشهد العمراني، يقوم به معماريون سعوديون وسعوديات من كل منطقة، ويتم تنفيذه من قبل رجال وسيدات الأعمال والإشراف على هذه الأكشاك من قبل الغرف التجارية في كل منطقة.