شكلت سلسلة خطوات فرضها محمد بن سلمان انقلابا صريحا على قيم المملكة وطابعها المحافظ وهو ما قوبل ولا يزال بانتقادات واسعة من المواطنين يتم مواجهتها بقمع والاعتقالات التعسفية.
ففي أبريل/نيسان 2016: أقر بن سلمان الحد من نفوذ الشرطة الدينية التي كانت تجوب الأماكن العامة لفرض قواعد صارمة على زي النساء وتطبيق حظر المشروبات الكحولية والموسيقى وإغلاق المتاجر في أوقات الصلاة ومنع الاختلاط بين الجنسين.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2017: أنهى بن سلمان حظرا دام 35 عاما على دور السينما وتعتزم فتح أكثر من 300 دار عرض أخرى بحلول عام 2030.
وفي يونيو/حزيران 2018: رفع بن سلمان حظرا استمر عقودا على قيادة النساء للسيارات لكن السلطات تلقي القبض على عدة ناشطين مدافعين عن حقوق المرأة قبل إعلان القرار وبعده ضمن حملة أوسع نطاقا شهدت القبض على عشرات من منتقدي الحكومة.
وفي يناير/كانون الثاني 2019 صدر مرسوم ملكي يسمح بتشغيل الموسيقى في المطاعم مع ازدهار أماكن الترفيه العامة في أنحاء المملكة وتخفيف الحظر على الاختلاط بين الجنسين.
أما في أغسطس/آب 2019: فيتم إقرار تعديلات تنظيمية تسمح للنساء السعوديات بالسفر دون شرط موافقة ولي الأمر والتحكم بدرجة أكبر في الشؤون العائلية مما يضعف بدرجة أكبر نظام وصاية الرجل الذي يلقى انتقادات شديدة لكن مع الإبقاء على بعض أركانه دون مساس.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019: تم إقرار نظام جديدة لتأشيرات السفر السياحية يسعى لجذب السائحين. تحديد قواعد زي محتشمة للزائرين منهيا بذلك شرط ارتداء النساء أزياء تغطيهن بالكامل. كما أصبح مسموحا لأي رجل وامرأة من الأجانب مشاركة غرفة الفندق دون تقديم ما يثبت الصلة بينهما.
وتعد هذه الخطوات الانقلابية في المملكة جزء من سياسة بن سلمان لكسب رضا الغرب عليه خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي عمل منذ توليه الحكم على تقديم فروض الولاء والطاعة مبكرًا لها.
والإرهاصات الاولى لمغازلة ابن سلمان للولايات المتحدة بدأت منذ توليه ولي ولي العهد وذلك ببعض التوجهات الإصلاحية الليبرالية ومحاولة طمأنة البيت الأبيض حيال مسألة التشدد الديني داخل المملكة ومحاربة التطرف والإرهاب، وهو ما أكد عليه مرارًا وتكرارًا خلال رؤيته “2030”.