انحسار شديد للاستثمار الخارجي في السعودية.. أبرز عقبات محمد بن سلمان
أبرزت وكالة “بلومبيرج” الأمريكية ما تواجهه السعودية من انحسار شديد للاستثمار الخارجي، معتبرة ذلك أهم العقبات التي تواجه خطط ولي العهد محمد بن سلمان في إطار رؤية 2030.
وقالت الوكالة في تقرير لها إن “جلب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى السعودية؛ أكبر المشاكل التي تهدد رؤية ابن سلمان 2030، وحتى عندما يتم توقيع مذكرات التفاهم مع الشركات الدولية، فإن الحقيقية تشير بأن الأموال لا تدخل إلى المملكة”.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أنه “بغض النظر عن مدى ثراء المملكة أو ثروتها، فإن المشكلة التي تواجهها؛ هي عدم وجود ثقة لدى المستثمرين الأجانب، للمساعدة في عمليات نقل التكنولوجيا واستراتيجية الأعمال والإنتاجية”.
وأشرت الوكالة إلى ارتفاع التضخم في السعودية بأسرع وتيرة له في 18 شهرًا، بسبب ارتفاع تكاليف الإسكان والطاقة والغذاء.
وذكرت الوكالة أن أسعار المساكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى في السعودية؛ ارتفعت بنسبة 5.8% سنويًا، بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية والمشروبات بنسبة 4.2%.
وكشفت معطيات رسمية تراجع حاد لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية بنسبة 85% خلال عام 2022 بما يكرس فشل رؤية 2030 وتدهور سمعة المملكة دوليا.
وأظهر تقرير لوزارة الاستثمار السعودية أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في الربع الثاني تراجعت 85 بالمئة على أساس سنوي.
وبلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر 7.9 مليار ريال (2.1 مليار دولار) في الربع الثاني ، مقارنة بنحو 51.9 مليار ريال في الفترة نفسها من العام الماضي.
ومع استبعاد إقفال صفقة الاكتتاب العام لشركة أرامكو السعودية المملوكة للدولة في الربع الثاني من عام 2021، نما الاستثمار الأجنبي المباشر للمملكة بنسبة 46.5٪ على أساس سنوي.
يأتي ذلك كشفت وسائل إعلام دولية عن سبب صادم وراء خفض السعودية لأسعار نفطها في الأسواق الأسيوية، مع استمرار الأزمة العالمية بشأن النفط.
وقالت وكالة “رويترز” للأنباء إن المصافي الصينية تخفض طلبها من نفط السعودية إلى نصف كمية الشهر السابق؛ بسبب قيود الوباء، والتعثر الاقتصادي.
وذكرت أن الصين تشتري النفط الروسي بأسعار مخفضة للغاية، ما شكّل ضغطًا على السعودية قادها لخفض أسعار نفطها إلى الأسواق الآسيوية.
فيما قالت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية إن سياسة ولي العهد محمد بن سلمان النفطية تصرّ على رفع الأسعار بشكل كبير أمام الأسواق الآسيوية.
وذكرت الوكالة أن ذلك دفع المشترين الآسيويين بشكل كبير لشراء النفط الأمريكي الرخيص ما يزيد من احتمالية انخفاض الطلب على نفط السعودية.
وبينت “بلومبرغ” أن مشترو النفط في آسيا باتوا يفتشون عن بدائل للنفط في المملكة العربية السعودية، عقب رفع شركة “أرامكو” لأسعارها.
ورجحت الوكالة اتجاه مشترو النفط الآسيويون لشراء المزيد من الخام الأمريكي والشرق الأوسط في السوق الفورية.
وأشارت إلى أنهم يأخذون كميات أقل من الإمدادات المتعاقد عليها من السعودية بعد رفعها لأسعارها لمستوى قياسي.
وبينت الوكالة أن الخام العماني يُباع بـ4 دولارات إلى 4.50 دولارات للبرميل أعلى من سعره القياسي ببورصة دبي التجارية.
ويقارن ذلك مع سعر البيع الرسمي لشركة Arab Light، والذي يبلغ 9.35 دولار عن متوسط أسعار عمان ودبي.
وباتت التدفقات طويلة المدى من أمريكا أكثر قابلية للتطبيق بعد إعلان إصدار الاحتياطيات الاستراتيجية.