تصعيد كبير في السعودية للاعتقالات بسبب انتقاد إسرائيل
كشف دبلوماسيون ونشطاء في منظمات حقوقية أن السلطات السعودية صعدت من وتيرة اعتقالاتها بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تتضمن انتقاد إسرائيل على خلفية حربها على قطاع غزة.
وقالت وكالة بلومبيرغ إن السلطات السعودية اعتقلت مواطنين سعوديين بشكل متزايد بسبب مشاركتهم مشاعر معادية لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي في الأشهر الأخيرة.
وذكرت الوكالة أن من بين المعتقلين مؤخرًا مسؤول تنفيذي في شركة تشارك في خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتعزيز الاقتصاد.
وبحسب ما أوردته الوكالة فقد أدلى المسؤول التنفيذي بتعليقات حول حرب غزة اعتبرت تحريضية من جهة السلطات السعودية.
ودعا معتقل آخر المواطنين السعوديين إلى مقاطعة العلامات التجارية المملوكة للولايات المتحدة الأمريكية العاملة في المملكة.
وزعم مصدر مقرب من الحكومة السعودية لبلومبيرغ إن الاعتقالات تنبع من مخاوف من أن التأثيرات الموالية لإيران ستضر بأمن البلاد.
ويشير التقرير إلى أنه لا توجد أرقام دقيقة حول عدد الاعتقالات التي تمت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول تاريخ بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة.
وتأتي هذه الحملة في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة العمل مع الرياض لإيجاد طريق للتطبيع مع إسرائيل.
وقد أكد الإعلام الإسرائيلي أن السعودية قررت التطبيع العلني مع إسرائيل ويتبقى تحديد الموعد فقط تكريسا لسياسات ولي العهد محمد بن سلمان بالتحالف مع تل أبيب.
وأوردت صحيفة “هآرتسك العبرية نقلا عن دبلوماسي أجنبي إنه من المتوقع أن تطالب المملكة بضمانات لضمان إحراز تقدم في قضية الدولة الفلسطينية في المقابل. “السؤال هو متى، وينبغي اتخاذ القرار بشأن التوقيت في غضون أيام”
وقال دبلوماسي أجنبي على دراية بالتفاصيل إن المملكة العربية السعودية قررت تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ولكنها تناقش ما إذا كانت ستنفذ هذه الخطوة في الأسابيع المقبلة أو بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في نوفمبر.
وبحسب الصحيفة من المتوقع أن تطالب السعودية بضمانات تضمن إحراز تقدم واضح بشأن قضية الدولة الفلسطينية في المقابل.
وفقا للدبلوماسي “قررت السعودية التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل. إنها خطوة استراتيجية مبدئية، كجزء من التقارب مع الولايات المتحدة، والمملكة مهتمة بتحقيقها”.
وتابع “السؤال هو متى، وينبغي اتخاذ القرار بشأن التوقيت في غضون أيام”.
وقال الدبلوماسي إن النقاش في الحكومة السعودية هو ما إذا كان سيتم تسليم هذه “الحلوى” إلى الرئيس [جو] بايدن، الذي قد لا يتم إعادة انتخابه، أو ينتظر الرئيس القادم، على افتراض أن بايدن سيخسر”.
وأضاف “ينظر السعوديون فيما إذا كان الاتفاق مع إسرائيل، على افتراض تلبية مطالبها، لن ينظر إليه على أنه يساعد حملة بايدن السياسية، والتي يمكن أن تضر بالعلاقات مع الرئيس القادم.”
ومع ذلك، قال: “سيكون أي رئيس منتخب قادرا على تزويد الحكومة السعودية بفوائد أكثر أهمية بعد انتهاء الحملة الانتخابية”.
قامت الولايات المتحدة والمملكة بعمل مكثف معا خلال الشهر الماضي بشأن التطبيع الإسرائيلي السعودي، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن يوم الاثنين في اجتماع خاص للمنتدى الاقتصادي العالمي عقد في الرياض، مضيفا أن العمل الثنائي السعودي الأمريكي المرتبط بالتطبيع على وشك الانتهاء.
وقال خلال محادثة مع رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورج بريند: “عندما يتعلق الأمر بالتطبيع، لن أتحدث نيابة عن مضيفينا هنا، إلا أن أقول إننا قمنا بعمل مكثف معا خلال الأشهر الماضية”.
وتابع “من أجل المضي قدما في التطبيع، سيكون هناك حاجة إلى أمرين: الهدوء في غزة ومسار موثوق به إلى دولة فلسطينية. لذلك إلى الحد الذي ننتهي فيه من عملنا بيننا، أعتقد أن ما كان سؤالا افتراضيا أو نظريا يصبح فجأة حقيقيا. وأضاف أنه سيتعين على الناس اتخاذ قرارات”.
قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود إن الاتفاق الأمني بين بلاده والولايات المتحدة قريب جدا.
وأضاف: “لقد تم بالفعل إنجاز معظم العمل”. لدينا الخطوط العريضة لما نعتقد أنه يجب أن يحدث بشأن القضية الفلسطينية.
قال وزير الخارجية أيضا إن السلطة الفلسطينية ستحتاج إلى الدعم والمساعدة، وأن المملكة ستجد صعوبة في الالتزام بتوفيرها دون “وضوح فيما يتعلق بالطريق إلى دولة فلسطينية”.
وفقا له، يجب أن يكون لأي كيان يتحمل المسؤولية عن قطاع غزة في نهاية الحرب مصداقية حتى لا يعتبر قوة احتلال، وبالتالي من الضروري مناقشة الموضوع الآن، وتوفير أفق سياسي واضح للفلسطينيين وليس فقط الترتيبات الأمنية المستقبلية.
علاوة على ذلك، قال وزير الخارجية إن الحرب في غزة خلقت أزمة إنسانية وحتى تسببت في “انهيار كامل للنظام السياسي” في القطاع.
وأضاف أن الرياض تعتقد أن حل الأزمة يجب أن يكون “تقديم طريقا موثوقا به ولا رجعة فيه لإقامة دولة فلسطينية”.
وذكرت هآرتس أن محاولات التطبيع مع إسرائيل خطوة رئيسية للمملكة لتأمين ما تعتبره الرياض الجائزة الحقيقية لميثاق دفاع أمريكي في المقابل.
فيما سيكون تأمين صفقة التطبيع مع المملكة “الجائزة الكبرى” لإسرائيل بعد أن أقامت علاقات دبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.