انتقادات خارجية وداخلية لسياسات محمد بن سلمان
تقابل سياسات ولي العهد محمد بن سلمان بانتقادات ومعارضة خارجية وداخلية ما يكشف زيف ما يروج له الذباب الالكتروني التابع للنظام بشأن الإصلاحات في المملكة.
وقد وجهت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية انتقادات شديدة اللهجة لعملية الإصلاح التي يقودها بن سلمان، وقالت إنها سطحية وهشة.
وشددت الصحيفة على أن من سمته الحاكم الفعلي للمملكة لا يجب أن يفلت من جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي التي تلقي بظلالها على جهوده الإصلاحية، والتي يحاكم فيها 11 شخصا بطريقة تُشكل نموذجا لأساليب المساءلة الغامضة.
وأكدت الصحيفة أن جريمة خاشقجي ليست القضية الوحيدة التي تلقي بظلالها على جهود إصلاح المملكة، فالاستثمارات الداخلية تراجعت، ومحاولات تحرير الاقتصاد من التبعية لقطاع النفط فشلت، ومحاولات حض النخبة السعودية على الاستثمار في الداخل لم تجد نفعا.
وختمت بالقول يبدو أن محمد بن سلمان، الذي ورط المملكة في حرب اليمن، لا يفهم سوى القليل في الجغرافيا السياسية وعن حساسية الموقع الذي ورثه، ولا يبدو أنه عانى كثيرا من تداعيات مقتل خاشقجي، ولذا لا ينبغي أن تنطلي على أحد شعارات الإصلاح الذي يدّعيه ما دام هذا الوضع مستمرا.
في هذه الأثناء كشفت تقارير للاستخبارات التابعة لنظام آل سعود عن نظرة المجتمع المحلي لقرارات محمد بن سلمان ووصفتها بالسلبية خصوصا القرارات المتعلقة بالانفتاح فضلاً عن حملات الاعتقال التعسفي وغيرهم.
وقالت مصادر إن التقرير المرفوع للديوان الملكي، يشير إلى أن هنالك قناعات عامة في المجتمع السعودي، يتم تداولها في الحوارات والمجالس العامة، وعلى الحسابات المستعارة على “تويتر”، أو في الرسائل الخاصة على “واتس آب”، تتعاطف مع “الحالة الإسلامية” في البلاد، وتشير إلى أن “المعركة مع الصحوة والتيار الإسلامي صعبة للغاية”.
تقرير استخباري آخر، خاص بطلاب “جامعة الإمام”، كشف أن لديهم نظرة سلبية للغاية من قرارات “بن سلمان”، حيث يرون أن قراراته “خاضعة لإملاءات دول كبرى، وأن أبوظبي متحكمة بالقرارات السعودية الهامة”.
ويتابع التقرير بأن الطلاب مقتنعون بأن “المجتمع الدولي لن يرضى عن بن سلمان مهما قدم من تنازلات ومهما اتجهت الدولة نحو العلمانية”.
وجاء ذلك تزامنا مع حالة غضب واستياء تنتاب المجتمع السعودي، بسبب نشاطات “هيئة الترفيه” التي توصف بأنها مخالفة لعادات المجتمع السعودي المحافظ.
كما تزامنت مع “موسم الرياض الترفيهي” الذي افتتحته المملكة قبل أيام ويستمر 70 يوما، ويشمل حفلات صاخبة ومختلطة لم تكن معتادة سابقا في البلاد. واعتقل عدد ممن أدلوا بآرائهم المعارضة لتلك النشاطات.
ويشهد قطاع الترفيه في المملكة تطورات ضخمة وانتقادات منذ تأسيس هيئة خاصة به عام 2016، يرأسها حاليا “تركي آل الشيخ” المثير للجدل، والمقرب من ولي العهد، وذلك بالتزامن مع تحولات اجتماعية واقتصادية هامة في البلاد.
ويصعد نظام آل سعود خطواته المثيرة للجدل الساعية إلى إغراق المملكة بالترفيه المشبوهة من أجل إلهاء المواطنين عن القضايا العامة ومواصلة مؤامراته التخريبية داخليا وخارجيا.
وعلى مدار الأشهر الأخيرة عمل نظام آل سعود على إغراق المملكة بخطوات مشبوهة للترفيه منذ تأسيس هيئة خاصة بذلك في 2016، تقابل بانتقادات حادة بسبب دورها في تغيير الطابع الديني والتقليدي للمملكة.
وسمح نظام آل سعود في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، السماح بفتح دور عرض سينمائي بعد حظر امتد لأكثر من 3 عقود، ومن المرتقب بدء افتتاح قاعات للسينما في مارس/آذار المقبل.
وارتفع عدد المطاعم والمقاهي المرخص لها بالمملكة لتقديم نشاط “العروض الحية” إلى 132 مطعما، في كلٍّ من الرياض وجدة والخبر والدمام، وذلك بعد مرور 3 أشهر على فتح الترخيص لإقامة العروض الحيّة في المطاعم والمقاهي.
ويدفع محمد بن سلمان بانقلاب على موروث المملكة الديني والاخلاقي عبر الانفتاح على الترفيه واستضافة فرق أجنبية بمبالغ مالية فلكية لتقديم صورة تغطي على انتهاكات النظام داخليا وخارجيا.
فضلا عن ذلك فإن آل سعود يحاولون تحقيق جملة أهداف بممارساتها المشبوهة أهمها إلهاء المواطنين السعوديين عن نظامهم القمعي وجرائمه وجمع المال من عائدات مالية كبيرة لحفلات وفعاليات بينها إباحي في أرض الحرمين.