آل سعود متهمون بالتدخل في الانتخابات الأمريكية
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن محققين فيدراليين يدققون في اتصالات مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، توماس باراك مع نظام آل سعود وحلفائهم في الإمارات، بهدف معرفة التأثير الأجنبي على الفترة الانتقالية التي سبقت تسلم ترامب للرئاسة، فضلاً عن المراحل الأولى لإدارته، وفقًا لوثائق ومقابلات أجريت مع أشخاص على دراية بـ”الموضوع”.
وذكرت الصحيفة أن العلاقة بين باراك وبول مانافورت، المدير السابق لحملة ترامب، وممثلين للحكومتين السعودية والإماراتية بمن فيهم المستثمر الإماراتي راشد آل مالك، المقرب من سلطات أبوظبي، كانت محط اهتمام السلطات الفيدرالية لمدة تسعة أشهر على الأقل.
وحسب الصحيفة، فإن المحققين سعوا لتحديد ما إذا كان باراك وآخرون حاولوا التأثير على حملة ترامب أو إدارته نيابة عن الإمارات وآل سعود.
وذكرت الصحيفة أن المحققين بحثوا على وجه الخصوص ما إذا كان مستشار ترامب، باراك، أو غيره قد انتهكوا القانون الأميركي، الذي يشترط على الأشخاص الذين يحاولون التأثير في السياسة أو الرأي العام الأميركي بتوجيه من حكومات أو كيانات أجنبية، يشترط عليهم الكشف عن أنشطتهم لوزارة العدل، مشيرة إلى أن التحقيق قطع شوطاً كبيراً في يونيو/حزيران المنصرم من خلال مقابلة باراك الذي لعب دورًا مؤثرًا في حملة ترامب الانتخابية، وعمل مستشارًا خارجيًا للبيت الأبيض.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن مساعدين لباراك قولهم إن كولوني كابيتال، وهي شركة عقارية يملكها باراك، حصلت ما بين فترة ترشيح ترامب للرئاسة ويونيو/حزيران من ذلك العام، على مليار ونصف مليار دولار من السعودية والإمارات عبر استثمارات وتعاملات أخرى، بما في ذلك 474 مليون دولار من الاستثمارات من صناديق الثروة السيادية السعودية والإماراتية، من أصل سبعة مليارات دولار جمعتها كولوني من جميع أنحاء العالم.
وكان المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يحقق في الدور الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، التقى باراك في وقت سابق لسؤاله عن علاقات مانافورت والجوانب المالية لحملة ترامب الانتخابية ولعملية انتقال السلطة من الرئيس السابق إلى ترامب وحفلة التنصيب الرئاسية.
ولعب باراك دوراً كبيراً في حملة ترامب الانتخابية بسبب الصداقة القديمة التي تجمعهما، وتولى مسؤولية جمع التبرعات للحملة، وكان المسؤول عن اتصالات ترامب.
وطبقاً لـ”نيويورك تايمز”، سأل المحققون الشهود حول تورط باراك في مقترح مشروع مقدم من شركة أميركية لمساعدة السعودية في الحصول على تكنولوجيا الطاقة النووية، وعن خطة أخرى للتنمية الاقتصادية، كتبها باراك وتم توزيعها على مستشاري ترامب.
وقال مساعدو باراك، الذي ينحدر من أصول لبنانية ويتحدث العربية، إنه عمل دائمًا وسيطًا مستقلًا بين قادة خليجيين وحملة ترامب والإدارة، وليس نيابةً عن أي مسؤول أو كيان أجنبي، لكن ثلاثة من مساعديه؛ مانافورت وريك غيتس، الذي شغل منصب نائب رئيس حملة ترامب في عام 2016، ومايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق للسيد ترامب، اعترفوا بانتهاك قانون اللوبيات الأجنبية.
ومن الأمور المحورية في التحقيق مع باراك تعامله مع راشد آل مالك، وثيق الصلة ببلاط ولي العهد الإماراتي الأمير محمد بن زايد ومقرب من شقيقه حمدان بن زايد، الذي يشرف على أجهزة المخابرات في الإمارات العربية المتحدة.
وكان محققو النيابة العامة الفيدرالية قد التقوا آل مالك في أوائل عام 2018، وقدم لهم بعض الوثائق، كما وجهوا إليه تساؤلات عما إذا كان تصرف كعميل أجنبي غير مسجل في الولايات المتحدة، وفقًا لشخصين مطلعين على الأمر في حديث للصحيفة.
وبعد إجراء المقابلة معه، غادر آل مالك إلى الإمارات العربية المتحدة ولم يعد إلى الولايات المتحدة، كما تذكر “نيويورك تايمز”.
وطبقاً للصحيفة، وثق المحققون عدداً من الحالات التي يبدو أن باراك حاول فيها، بطلب من آل مالك وآخرين، جعل خطابات حملة ترامب أو إدارته أكثر ودية مع مصالح دول شرق أوسطية، مشيرة إلى أنه في أوائل مايو/أيار 2016، طلب باراك من آل مالك وجهات خليجية أخرى مقترحات لخطاب الطاقة الذي ألقاه ترامب في ذلك الشهر، حيث أشار مقترح باراك إلى وجود جيل جديد من القادة في منطقة الخليج؛ محدداً ولي عهد الإمارات محمد بن زايد وولي عهد المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان.
وأوضح مساعدو باراك، طبقاً للصحيفة، أن باراك حاول التأثير على خطاب ترامب، لأنه يولي اهتماماً كبيراً بعلاقات الولايات المتحدة مع منطقة الخليج العربي، وكان قلقًا من أن رسائل حملة ترامب المتشددة، التي من ضمنها منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة ستلحق ضرراً بهم.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن مانافورت أعلم باراك في أواخر يونيو/حزيران بأن ترامب قد خفف من موقفه بخصوص حظر المسلمين.
وبدوره، أعلم باراك، وبشكل سريع، يوسف العتيبة سفير الإمارات القوي في واشنطن. كما أبلغ في يوليو/تموز، العتيبة أن فريق ترامب قد أزال المطالبات من البرنامج الانتخابي المقترح للحزب الجمهوري بالكشف عن الصفحات المنقحة المتعلقة بدور المملكة في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة.
وحسب الصحيفة، فإن باراك سافر إلى الخليج العربي والتقى بمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد، وفقًا لمساعدي باراك، وتم إطلاعه على الخطط الاقتصادية للمملكة في مأدبة عشاء في المملكة.