فضح فيديو متداول لتصريحات ولى العهد محمد بن سلمان إبان الحرب السعودية الإماراتية على اليمن. ونشرت صفحة “قبل وبعد” الشهيرة مقطع فيديو تسبب بإحراج كبير لولي العهد، بعد أن كشف حالة الفشل التي مُني بها في حربه التي أعلنها على اليمن منذ 5 سنوات وتوعد فيها باجتثاث الحوثيين.
وأظهر مقطع الفيديو في “تويتر” حديث ولي العهد محمد بن سلمان خلال عام 2017، معقباً على الحرب مع الحوثيين قائلاً ما نصّه: “نستطيع أن نجتث الحوثي وصالح في أيام قليلة، نستطيع حشد القوات البرية وفي أيام قليلة نستطيع اجتثاث مناطق و15 بالمائة الباقية تحت سيطرة الحوثي وعبدالله صالح”.
وتابع: “الوقت من صالحنا، النفس الطويل من صالحنا، نحن لدينا الإمداد لدينا كل اللوجستيات المطلوبة ولدينا المعنوية العالية، والعدو ليس لديه الأموال ولا الإمداد ولا الأموال”.
ابن سلمان بعد 5 سنوات من حرب اليمن:
2017| ابن سلمان: نستطيع أن نجتث الحوثي في أيام قليلة، فالوقت من صالحنا ولدينا الإمداد والمعنوية العالية.
2020| وزير الخارجية يناشد المجتمع الدولي لإيقاف اعتداءات الحوثيين المتكررة على الأراضي السعودية. pic.twitter.com/Vn8k60oum7
— قبل وبعد (@be4after) September 9, 2020
واستمر المقطع الذي وثق فشل بن سلمان، مظهراً الموقف السعودي بعد ثلاثة سنوات من تصريحات ولي العهد، وذلك عبر لسان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، والذي ناشد المجتمع الدولي بالمساهمة الفعالة لوقف اعتداءات الحوثيين المتكررة على المملكة بالدرونز والطائرات المسيرة.
وكشف الكاتب في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية برادلي هوب، النقاب عن معلومات جديدة حول بدء نظام آل سعود حرب اليمن عام 2015، وأن ولي العهد محمد بن سلمان اتخاذ القرار بذلك دون علم أحد.
وأفصح الكاتب هوب في كتابه الجديد “الدم والنفط .. البحث القاسي لمحمد بن سلمان عن القوة العالمية” عن معلومات جديدة حول حرب اليمن والتعديلات الدرامية التي شهدها هيكل الحكم في السعودية، بالتزامن مع صعود بن سلمان.
وكشفت التفاصيل أنه بعد انطلاق الحملة العسكرية السعودية حرب اليمن والتي عرفت باسم “عاصفة الحزم”، في مارس/آذار 2015، سافر “انتوني بلنكن”، كبير مستشاري المرشح الأمريكي “جو بايدن” إلى الرياض للقاء عدد من أصدقائه ومحاولة قراءة الموقف، وكان من بينهم ولي العهد السابق محمد بن نايف.
وقال إن اللقاء جمع “بلنكن” مع ولى العهد آنذاك “محمد بن نايف” الذى وصف حرب اليمن بأنها “رهان خاسرة”، بالرغم من محاولته تفادي الحديث عنها صراحة، وكان يبدو أن “بن نايف” لم يعلم شيئا عن تلك الحملة العسكرية.
وأوضح الكتاب أن هذه الرواية أكدها أيضا وزير الحرس الوطني “متعب بن عبدالله” لأحد زواره قائلا إن “محمد بن نايف” لم يعلم مسبقا بحرب اليمن، وأن هياكل الحكم في المملكة تتغير بشكل درامي.
وروى الكتاب موقفا حدث بين السفير الأمريكي في الرياض، ومحمد بن سلمان بعد إقالة الأمير “مقرن بن عبدالعزيز” من ولاية العهد في المملكة، في أبريل/نيسان 2015، حيث سأل السفير الأمريكي “بن سلمان”، حينها، عمن يكون الملك القادم للسعودية، فقال الأخير له: “لكل ملك ولي عهد هو الذي يتولى الحكم”، في اشارة إلى “بن نايف”.
لكن الكتاب يؤكد أن ذلك خالف ما يجري على الأرض، حتى الانتهاء إلى الإطاحة بـ”بن نايف” نفسه في 2017، وتولي “بن سلمان” ولاية العهد.
ويشهد اليمن للعام السادس، قتالا عنيفا بين القوات الحكومية التي يدعمها منذ مارس/آذار 2015، تحالف عربي بقيادة السعودية، وجماعة الحوثي المدعومة إيرانيا، والمسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.
ولم يحافظ التحالف على تماسكه، بل خسر محافظات عديدة أمام الحوثيين، بينما انشغلت السعودية والإمارات بنهب النفط اليمني والسيطرة على موانئ البلاد المنهكة بالحرب.
وخلّفت الحرب أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ بات أكثر من 80% من سكان اليمن يعتمدون على مساعدات للبقاء على قيد الحياة.