تتصاعد الاتهامات لنظام آل سعود بالمسئولية عن المعدلات القياسية من المجاعة والكوارث الإنسانية في اليمن في ظل الحرب المستمرة على البلاد منذ أكثر من خمسة أعوام.
وقالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائرة نوبل للسلام توكل كرمان، في منشور لها على صفحتها بفسبوك، إن نظام آل سعود يتحمل المسؤولية عن الكوارث والأوبئة والمجاعة في اليمن.
وذكرت كرمان: “تتحمل المملكة لمسؤولية القانونية والأخلاقية عن الكوارث والأوبئة والمجاعة التي حلت وتحل باليمن”، مشيرة إلى احتجاز آل سعود قيادات ومسؤولي الدولة في اليمن “كرهائن” لديها.
وأضافت: “تقوم السعودية باحتكار تمثيل اليمن أمام العالم بواسطة ذلك الاحتجاز”. وقبل أيام أعلنت الحكومة اليمنية تعهد المانحين بتقديم نحو مليار و350 مليون دولار، لسد الاحتياجات الإنسانية في البلاد، بعد انعقاد افتراضي لمؤتمر المانحين، عبر العاصمة السعودية الرياض، برعاية الأمم المتحدة.
من جهتها قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 20 مليون يمني يعانون من الجوع المزمن. وأوضح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في تغريدة عبر “تويتر“: “هناك 20.1 مليون يمني يعانون من الجوع المزمن ومعرضون جدا لآثار فيروس كورونا على الأمن الغذائي”.
وأضاف: “نثمن عاليا دعم شركائنا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن للحفاظ على سبل عيش اليمنيين؛ مما يسهل حصولهم على الغذاء والرعاية الصحية”، دون التطرق لتفاصيل أخرى.
من جهتها طالبت منظمة “أوكسفام” الدولية الإنسانية، الثلاثاء، المجتمع الدولي بوقف بيع الأسلحة إلى السعودية والأطراف المتحاربة باليمن.
وقال خوسيه ماريا فيرا المدير التنفيذي لمنظمة “أوكسفام” إن الحل الدائم والوحيد لليمن يكمُن في وقف إطلاق النار.
وأضاف: “يحتاج المُجتمع الدولي إلى وقف جميع عمليات بيع الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية أو للأطراف المُتحاربة، وأن يبذل قُصارى جهده للضغط على جميع الأطراف للموافقة على وقف إطلاق النار والعودة إلى مفاوضات مُجدية هدفها الاساسي هو الوصول الى حل سلمي”.
وفي السياق ذاته، أشار “ماريا فيرا” إلى أن “تعهدات الجهات المانحة لليمن تفشل في مواكبة الحاجة المتزايدة في البلاد”.
وأضاف: “يواجه اليمن بالفعل أكبر أزمة إنسانية في العالم بعد أكثر من 5 سنوات من الصراع، ويواجه الآن تفشي فيروس كورونا، في حين أن نصف المرافق الصحية بالكاد تعمل بكامل طاقتها”.
وتابع: “تم استبعاد بشكل ملحوظ أصوات المنظمات اليمنية التي تعمل في الخطوط الأمامية لمُواجهة هذه الأزمة من هذا المؤتمر(مؤتمر المانحين)”.
وشدد على أنه يجب توفير الأموال التي تم التعهد بها على الفور لتوفير المساعدة المُنقذة لحياة لملايين من الأشخاص الذين اضطروا للفرار من ديارهم أو يعانون من المرض أو يواجهون الجوع.
ويشهد اليمن للعام السادس حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
ويزيد من تعقيدات النزاع أنه له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015 ينفذ تحالف عربي، بقيادة الجارة نظام آل سعود عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.