أعلنت جماعة أنصار الله “الحوثي” في اليمن عن إسقاط طائرة تابعة لتحالف آل سعود في قطاع جازان جنوب غربي المملكة.
وأفاد الموقع الرسمي للجماعة بأن “الدفاعات الجوية أسقطت طائرة استطلاع تابعة لقوى العدوان شرق جحفان في جازان”.
ونقل الموقع عن مصدر عسكري حوثي، قوله: “تم إسقاط الطائرة أثناء تنفيذها أعمال عدائية”، مشيراً إلى أنه تم استخدام “سلاح مناسب (لم يسمه)”.
وتعد هذه هي ثالث طائرة للتحالف العربي يعلن الحوثيون إسقاطها، خلال أقل من 24 ساعة، والخامسة في غضون أسبوع. ولم يصدر عن التحالف العربي أي تعليق بشأن الواقعة، حتى نشر هذا التقرير.
وأعلن الحوثيين مساء الأربعاء، على لسان المتحدث باسم القوات الموالية لها العميد يحيى سريع، إسقاط طائرة استطلاعية في مديرية باقم شمال صعدة قبالة قطاع عسير، وأخرى قبالة جازان، سبقتها السبت طائرة استطلاع مقاتلة صينية نوع “وينق لونق” في مديرية حيران بمحافظة حجة شمال غربي اليمن.
وجاء ذلك بعد يوم من إسقاط مروحية أباتشي سعودية خلال تحليقها في سماء منطقة مجازة بمديرية باقم شمال صعدة قبالة عسير، ومقتل طاقمها المكون من طيارين اثنين.
وتتكبد المملكة خسائر سياسية واقتصادية وأخرى عسكريا هائلة منذ بدء شن آل سعود حربه العدوانية على اليمن قبل أكثر من أربعة أعوام.
وبحسب تقارير، تتكبد المملكة في عملياتها العسكرية في اليمن خسائر تقدر بـ200 مليون دولار يوميا على الأقل.
كما وصل عدد القتلى من الجنود السعوديين إلى أكثر من 3 آلاف حسب الإحصائيات الرسمية.
وكانت وسائل إعلام سعودية قالت في بداية عاصفة الحزم إن تكاليف الحرب التي شنتها الرياض ضد تمرد الحوثيين على الحكومة الشرعية؛ قد تصل إلى مئات الملايين من الدولارات شهريا، مشيرة إلى أن تلك التكاليف لن تشكل عبئا على ميزانية الدفاع والأمن السعوديين.
وذكرت تقديرات تشير إلى أن الرياض قد تنفق نحو 175 مليون دولار شهريا على الضربات الجوية باستخدام مئة طائرة، كما أشارت إلى أن الحملة الجوية التي قد تستمر أكثر من خمسة أشهر ربما ستكلف المملكة أكثر من مليار دولار.
وحسب تقارير سعودية، فإن تكلفة الطائرات المشاركة بالحرب تصل إلى نحو 230 مليون دولار شهريا، تشمل التشغيل والذخائر والصيانة، أي أكثر من ثمانية مليارات دولار في ثلاث سنوات فقط.
وإذا كانت الدفاعات الجوية للحوثيين تمثل نقطة ضعفهم في الحرب، فإنها استطاعت -مساعدة إيران كما تقول السعودية- أن تنقل المعركة إلى الداخل السعودي عبر استهدافها بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة كبدتها خسائر بشرية واقتصادية.
وتعتمد الرياض على صواريخ الباتريوت الأميركية كمنظومة دفاع جوية لصد صواريخ الحوثي الباليستية، وتبلغ تكلفة صاروخ الباتريوت ثلاثة ملايين دولار، ويستلزم إسقاط صاروخ باليستي ثلاثة صواريخ باتريوت على الأقل.
وفي أبريل/نيسان من العام الماضي، صرح المتحدث باسم التحالف السعودي العقيد تركي المالكي بأن الحوثيين أطلقوا 119 صاروخا باليستيا على المملكة، أي أن اعتراض تلك الصواريخ فقط يكلف الرياض عشرات الملايين من الدولارات.
ونشر موقع فورين بوليسي على الإنترنت تقريرا في ديسمبر/كانون الأول 2016 ذكر فيه أن الحرب في اليمن كلفت الرياض 5.3 مليارات دولار فقط من ميزانية الدفاع خلال عام 2015.
وأضاف الموقع أن الرياض بدأت بيع أصولها في الأسواق الأوروبية، مشيرا إلى تقديرات أعدتها رويترز ذكرت فيها أن المملكة تنفق 175 مليون دولار شهريا للتفجيرات في اليمن، وخمسمئة مليون دولار إضافية للتوغلات البرية، كما أجبرت هذه النفقات غير المتوقعة الرياض على بيع 1.2 مليار دولار من حيازاتها البالغة 9.2 مليارات دولار في الأسهم الأوروبية.
كما كانت لحرب اليمن أيضا آثار غير مسبوقة على الاحتياطات الأجنبية السعودية، فخلال عام 2015 فقط، انخفضت الاحتياطات الأجنبية السعودية من 732 مليار دولار إلى 623 مليار دولار في أقل من 12 شهرا.