تزايد المخاوف من عجز السعودية على توريد النفط الخام
تلقت مصفاة شركة ” جيه إكس تي جي نيبون أويل آند إنرجي” بلاغاً من شركة أرامكو النفطية في المملكة عن تغيير محتمل في شحنتها المقبلة في عجز على توريد النفط الخام.
ويثير هذا الإعلان مخاوف بشأن قدرة الرياض على توريد النفط الخام بعد أسبوع من الهجمات التي تعرض لها معملان لمعالجة النفط.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولي شركة “جيه إكس تي جي” قولهم إن “أرامكو” لم تحدد سبباً للتغيير في درجة النفط الذي تورّده لأكبر مصفاة نفطية باليابان من الخفيف إلى الثقيل والمتوسط ابتداء من أكتوبر.
ويشك مسؤولو الشركة في أن “أرامكو” ستستغرق وقتاً أطول من المتوقع لإصلاح مرفقها لنزع الكبريت، اللازم لإنتاج النفط الخام الخفيف المستخدم في إنتاج البنزين والسولار الخفيف.
وذكرت “رويترز” نقلاً عن مصادر وبيانات من شركتي “ريفينتف” و”كبلر”، أن ما لا يقل عن ثلاث ناقلات نفط عملاقة حملت نفطاً خاماً في السعودية لحساب الصين والهند، وتم تحويل درجة نفطها الخام من الخفيف إلى الثقيل، في الوقت الذي طُلب من عدد أكبر من المشترين في آسيا تأجيل الشحنات، وتغيير درجة النفط في سبتمبر الجاري وأكتوبر المقبل.
جدير بالذكر أن الهجمات التي وقعت في 14 سبتمبر الجاري، واستهدفت منشأتي بقيق وخريص، وهما من أكبر معامل معالجة النفط في المملكة، تسببت في اشتعال حرائق كبيرة، ووقوع أضرار جسيمة؛ وهو ما أدى إلى خفض إنتاج أكبر مصدّر للنفط في العالم إلى النصف؛ بوقف 5.7 ملايين برميل يومياً من صادراتها.
سجلت أسعار النفط ارتفاعا كبيراً خلال الأيام الأخيرة لتلامس 72 دولارا للبرميل، قبل أن تتراجع قليلا أمس إلى نحو 68 دولاراً للبرميل، فيما يخيم الغموض على الأسواق العالمية حيال متى تستطيع السعودية استعادة إنتاج النفط بنفس الحجم مجددا.
وأسفر الهجوم، الذي أعلنت جماعة الحوثي في اليمن مسؤوليتها عنه، عن اندلاع النيران في منشأتي بقيق، أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط، وخريص المجاورة، حيث يوجد حقل نفطي كبير في شرق السعودية، ما أدى إلى توقف إنتاج 5.7 ملايين برميل يومياً، أي نصف إنتاج النفط السعودي، أو 6 في المائة من الإنتاج العالمي.
وقالت مؤسسة إس أند بي بلاتس، إن المملكة ستقول على الأرجح إن كان باستطاعتها إمداد زبائنها بشكل كامل، رغم أن ذلك يشكّل تحديا مع مرور الوقت، أي إشارة لتأجيل أو تقليل الإمدادات ستؤدي إلى مزيد من ارتفاع الأسعار في الأسابيع والأشهر المقبلة.
وأضافت أنّ تهديد انقطاع طويل الأجل لإمدادات النفط السعوديّ يبرز نقص الطاقة الإنتاجية الفائضة في السوق، والتي تقدر بنحو 2.3 مليون برميل يومياً، تنتج الرياض معظمها.
وسبق أن قال مركز أبحاث “كابيتال ايكونومكس” البريطاني للبحوث الاقتصادية إنه إذا استطاعت الرياض استعادة كامل إنتاجها بحلول الأسبوع المقبل، ستنخفض أسعار النفط سريعا إلى نحو 60 دولاراً للبرميل، لكنّ إذا استمرت جهودها أشهراً واستمرت التوترات، فقد يصل سعر خام برنت إلى 85 دولاراً للبرميل. وقفزت أسعار النفط، يوم الإثنين، بنسبة 20 في المائة، مسجلة أكبر ارتفاع خلال الجلسة نفسها منذ 1991 وحرب الخليج.
وفي مقابل الخسائر التي منيت بها السعودية، لاسيما توجه أسواقها الرئيسية نحو منافذ بديلة للتوريد، يتوقع أن تشهد ميزانيات العديد من الدول المنتجة للنفط انتعاشة خلال الفترة المقبلة.
وأعلنت مليشيا الحوثيين اليمنية مسؤوليتها عن الهجمات، ولكن تحقيقات سعودية أمريكية مشتركة أكدت مسؤولية إيران عن الهجمات.
وتسببت الهجمات التي وقعت الأسبوع الماضي، على منشأتي بقيق وخريص، وهما من أكبر معامل معالجة النفط في المملكة، في اشتعال حرائق كبيرة ووقوع أضرار جسيمة مما أدى إلى خفض إنتاج أكبر مصدر للنفط في العالم إلى النصف، عقب وقف 5.7 ملايين برميل يوميا من صادراتها.