في واقعة مخزية، صور فيديو ترويجي نشرته رئاسة أمن الدولة في نظام آل سعود الحركة النسوية كأفكار متطرفة ووضعها في نفس الخانة مع المثلية الجنسية والإلحاد.
وجاء في فيديو بالرسوم المتحركة، نُشر على موقع تويتر عبر حساب رئاسة أمن الدولة “التطرف باختصار هو مجاوزة الوسطية في تبني أي شيء أو رفضه، بمعنى محاولة فرض بعض الأفكار أو السلوكيات والتشدد في بعض الأمور يعد تطرفا، ويسمى مغالاة أو إفراط.
وأضاف “فمثلا تبني رأي محدد ومحاربة بقية الآراء يسمى تطرف متشدد. والعكس تماما صحيح، فالتساهل الزائد والانسلاخ تطرف، ولكن من نوع آخر يسمى انحلال أو تفريط. والتشدد والانحلال بأشكالها تطرف مرفوض”.
واعتبر الفيديو الأمور التي ورد ذكرها نوعا من التكفير.
وقال الصوت المصاحب للفيديو “ولا تنس أن المبالغة في حب أي شيء على حساب الوطن يعد تطرفا، عشان كده مهم الواحد يفهم معنى التطرف، ويكون وسطيا معتدلا في كل أموره بدون تشدد ولا انحلال، مع وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار”.
وفي إطار خططه لانفتاح المجتمع وجذب استثمارات أجنبية لتنويع مصادر اقتصاد المملكة، الذي يعتمد على النفط، يزعم ولي العهد محمد بن سلمان أنه يسعى إلى الترويج لصيغة أكثر وسطية من الإسلام وتعزيز الشعور الوطني.
وتم الترويج لخطوات مثل تخفيف القيود الاجتماعية وأصدر تأشيرة سياحية، وتخفيف نظام ولاية الرجل الذي كان يكلف وليا من الذكور لكل امرأة يتحمل مسؤولية كل القرارات المهمة في حياتها.
لكن السلطات اتخذت كذلك إجراءات صارمة ضد المعارضة، حيث ألقت القبض على عشرات المنتقدين، الذين كان بينهم رجال دين ومثقفون وناشطون.
واعتُقلت نحو 12 امرأة من المدافعات عن حقوق النساء قبل أسابيع من رفع حظر على قيادة النساء للسيارات العام الماضي. وكانت هؤلاء النسوة ناشطات في حملة للمطالبة بالسماح للنساء بقيادة السيارات. وتوقع ناشطون ودبلوماسيون أن ذلك يعد، على الأرجح، رسالة بأن الإصلاح سيحدث بمبادرة من الحكومة فقط.
وقال النائب العام السعودي إن النساء قُبض عليهن للاشتباه في إضرارهن بمصالح المملكة وتقديم الدعم لعناصر معادية في الخارج. وتتعلق بعض التهم بعملهن لنيل حقوقهن.
وتصنف جماعات الدعم، بمقتضى القانون السعودي، كمنظمات متطرفة يمكن أن تتسبب في سجن العاملين فيها.
ولطالما كانت المثلية الجنسية والإلحاد غير شرعيين في السعودية وعقوبتهما هي الإعدام. وتُحظر الاحتجاجات العامة والأحزاب السياسية في المملكة كما تخضع وسائل الإعلام لرقابة مشددة.
وقال الأمير السعودي الشاب، سطام بن خالد آل سعود، من خلال تعليق على الوسم (#أمن الدولة النسوية فكر متطرف)، والذي جذب آلاف المغردين للتعقيب عليه:“جهاز أمن الدولة يعمل على حماية الوطن والمواطن، ويمتلك المعلومات والأدوات للتحليل والاطلاع، كما أن محاولة البعض التقليل منه بأنه لا يدرك المعنى أو المفهوم أو المصطلحات تعد إهانة يرفضها الجميع، وفي النهاية لا مكان لمتطرف ولا منحل بيننا“.
والنسوية أو الأنثوية، مصطلح يُطلق على مجموعة مختلفة من النظريات الاجتماعية، والحركات السياسية، والفلسفات الأخلاقية، التي تستهدف تحقيق مساواة تامة بين الرجال والنساء.