احتفت إسرائيل بالتهنئة التي تلقتها من سفارة نظام آل سعود في واشنطن بمناسبة رأس السنة العبرية في أحدث حلقات مسلسل التطبيع بين الجانبين.
وعلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية على تهنئة آل سعود بوصفها “مبادرة إيجابية” من المملكة.
وهنأت سفارة آل سعود في واشنطن يهود الولايات المتحدة بعيد رأس السنة العبرية الجديدة، وذلك في سابقة كانت الأولى من نوعها في تاريخها، وهو ما يعطي مؤشراً على تقدم علاقات التطبيع بين الجانبين.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية وفقًا لما نشرته عبر صفحتها الرسمية على تويتر: “لمن دواعي سرورنا أن نرى معايدة سفيرة السعودية سعادة السفيرة ريما بندر آل سعود ليهود امريكا بمناسبة حلول السنة العبرية الجديدة”.
وأضافت: “نعدها مبادرة إيجابية وخطوة على طريق التسامح والاحترام المتبادل عسى أن تتعمق هذه القنوات بما يخدم الشعب اليهودي قاطبة والشعب السعودي”.
ونشر عدد من الصحفيين الأمريكيين اليهود صورة بطاقة معايدة وصلتهم بشكل شخصي، من سفارة آل سعود في الولايات المتحدة لتهنئتهم بالسنة العبرية الجديدة لأول مرة في تاريخها.
وكتبت إحدى عبارات التهنئة بالصيغة العبرية: “شانا توفا” (سنة سعيدة)
وتداول مراسل قناة “إن بي سي” الأمريكية، جوش ليدرمان، على حسابه في “تويتر”، اليوم الأربعاء، صورة تظهر بطاقة تهنئة لليهود الأمريكيين بتوقيع سفيرة الرياض لدى الولايات المتحدة، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود.
وجاء في الرسالة الرسمية السعودية: “نتمنى لكم بمناسبة روش هشاناه (عيد رأس السنة الجديدة العبرية) سنة جديدة سعيدة وحلوة”.
الجدير ذكره أن العلاقات السعودية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي تطورت في الفترة الأخيرة، وعلى وجه الخصوص مع السعودية، التي تُوّجت بزيارات متبادلة واتفاقيات وصفقات عسكرية، كان أبرزها شراء الرياض منظومة “القبة الحديدية” الدفاعية العسكرية من “تل أبيب”، وفق ما كشفه “الخليج أونلاين”، في سبتمبر الماضي.
وبتاريخ 28 أكتوبر الماضي، عن إتمام الرياض صفقة شراء أجهزة تجسس عالية الدقة والجودة من “إسرائيل” قيمتها 250 مليون دولار أمريكي، نقلت للرياض وبدأ العمل بها بشكل رسمي بعد أن تم تدريب الطاقم الفني المسؤول عن إدارتها وتشغيلها.
وشهد عام 2018 سلسلة زيارات ولقاءات تطبيعية بين “إسرائيل” والسعودية في مجالات عدة؛ إذ كشفت وسائل إعلام عبرية عن زيارة اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات السعودي المقال، دولة الاحتلال عدة مرات في مناسبات مختلفة، وفق ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية
وقبل يومين فضحت تقارير أمريكية طمع محمد بن سلمان في دعم أمريكي لتمكينه من الحكم في المملكة مقابل التطبيع مع إسرائيل على حساب تصفية القضية الفلسطينية.
وبحسب التقارير تعهد بن سلمان بمساعدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو التعهد الذي أصبح لاحقًا نواة خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلاميًّا باسم “صفقة القرن”.
وعرض فيلم وثائقي أمريكي عن بن سلمان مؤخرا حديث المحلل العسكري في صحيفة “واشنطن بوست”، دافيد أغناتيوس، الذي اقتبس من بن سلمان قوله: “أرى شرقًا أوسطَ تكون إسرائيل جزءًا منه… أنا مستعد للاعتراف بها وإقامة علاقات تجارية معها”، مضيفًا أن بن سلمان “أغرى” الإدارة الأميركية، وأصبح محور الخطة التي يواصل كوشنر الترويج لها.
وقد ورط بن سلمان المملكة في الضغط من أجل تمرير ما تسمى بصفقة القرن الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية والاعتراف بدولة اسرائيل على كامل أراضي فلسطين المحتلة.