تتكرر حالات الموت في سجون نظام آل سعود في صفوف معتقلي الرأي وسط ظروف غامضة في ظل انتهاكات جسيمة من التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي.
وتتجاهل سلطات آل سعود، التحقيقات والنتائج في ظروف سقوط الضحايا، غير أن اتهامات حقوقية تثبت تعمد تلك السلطات باغتيال المعتقلين.
ولم تشكل سلطات آل سعود، لجنة تحقيق، لمعرفة أسباب وفاة الصحفي صالح الشيحي في 19 يوليو 2020، بعد شهرين من خروجه المفاجئ من السجن.
ودارت شكوك بأن وفاة الصحفي الشيحي جاءت عقب عملية تسميمه داخل معتقله، ومن ثم تدهور حالته الصحية.
وسلطت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، الضوء على بعض حالات الموت داخل سجون آل سعود.
وصنفت حالات الوفاة، حسب: التعذيب أو الإهمال الطبي، وكذلك الحالات الغامضة.
الموت مع آثار تعذيب على الجسد
مكي العريض: في 4 مارس 2016 قُتل تحت التعذيب لاعب كرة اليد الشاب مكي العريض، وذلك بعد يومين من اعتقاله من نقطة تفتيش، وتعذيبه في مركز شرطة العوامية.
طالبت أسرته بتسلم جثمانه وبعد استلامها أظهرت الصور ومقاطع الفيديو، التي توجد منها نسخ لدى المنظمة، آثار التعذيب البشع على جسده.
ومن بينها الضرب والصعق الكهربائي وإطفاء السجائر والقطع بآلات حادة.
محمد رضا الحساوي: في يناير 2017 مات المعتقل في سجن مباحث الدمام الشاب محمد رضي الحساوي، وكان ذلك بعد عامين من اعتقاله.
ناشطون نشروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا أظهرت كدمات على جسده، وآثاراً على يديه يُعتقد أنها ناتجة عن تعليقه منها لفترة طويلة.
مواطن يمني
سلطان الدعيس: في ديسمبر 2010 مات المواطن اليمني سلطان الدعيس في سجن الطرفية في مدينة بريدة.
وكان الدعيس قد اعتقل في أكتوبر 2006 وأكد قبل وفاته في زيارات عائلية تعرضه للتعذيب.
وبعد أن سمح لشقيقه برؤية جثمانه، لاحظت الأسرة أن جسده كان يحمل علامات واضحة تدل على ما تعرض له من تعذيب وضرب على أجزاء مختلفة من الجسد.
نزار آل محسن: في 16 نوفمبر 2016 مات الشاب نزار آل محسن في مركز شرطة تاروت.
ادعت الجهات الرسمية أن سبب موته سكتة قلبية، إلا أن مصادر تواصلت مع المنظمة وأفادت بأن الطب الشرعي أكد أن موته بسبب نزيف داخلي.
ادعاء الانتحار
جابر حبيب العقيلي: اعتقل في 7 يناير 2017 بتهمة “الإبحار” في منطقة محظورة، وأُعلن عن موته في 12 يناير 2017 في ظروف غامضة.
وزعمت السلطات السعودية بأن العقيلي قام بشنق نفسه داخل السجن، إلا أن عائلته رفضت رواية السلطات التي سبق وأن ارتكبت جرائم شبيهة داخل السجون.
علي النزغة: في مارس 2018 مات المعتقل علي جاسم النزغة (٦١ عاما) في سجن المباحث.
اعتقل النزغة في 6 نوفمبر 2017، وذلك حينما كان متواجدا في أحد شوارع قريته في وقت قريب من حادثة مقتل أحد العساكر في قرية البحاري في محافظة القطيف.
النزغة موظف متقاعد، وهو أب لسبعة من الأولاد والبنات، كان قد خرج من منزله بقصد شراء طعام لهم من أحد المطاعم، ولكنه اعتقل في الأثناء.
وأُعيد بعد أشهر لأهله جثة هامدة. معلومات أهلية أشارت إلى منع عائلته من تصوير جثمانه، فيما يعتقد إنه لإخفاء آثار التعذيب.
حسين الربح: في نوفمبر 2019، مات لاعب كمال الأجسام المعتقل “حسين عبدالعزيز الربح” في سجن المباحث العامة في السعودية.
تعرض الربح لتعذيب وحشي في أوقات متعددة، وذلك منذ اعتقاله في أغسطس العام 2017.
موت بسبب الإهمال وسوء المعاملة:
حسن عبد الله العوجان: في 14 أغسطس 2011 مات الشاب حسن العوجان بعد 5 أشهر من اعتقاله في 16 مارس 2011.
حبيب الشويخات: في يناير ٢٠١٨ مات الشاب حبيب الشويخات بعد معاناة مع مرض السرطان واضطرابات في القلب والغدة الدرقية، والتي تضاعفت نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.
أحمد العماري الزهراني: في يناير 2019 مات الشيخ أحمد العماري الزهراني (70 عاما)، في سجن ذهبان وقالت الجهات الرسمية إنه تعرض لجلطة دماغية.
صالح عبدالعزيز الضميري: في 3 أغسطس 2019 مات الشيخ صالح الضميري في سجن الطرفية.
أُشيع أنه مات جراء الإهمال الطبي، حيث كان يعاني من أمراض بالقلب وكان قد وضع في العزل الانفرادي.
أحمد الشايع: في 8 أغسطس 2019 مات أحمد الشايع في سجن الطرفية.
أشيع تعرضه خلال فترة سجنه لإهمال صحي متعمد وتعذيب جسدي ونفسي فاقم من معاناته.
ناشط حقوقي بارز
عبدالله الحامد: في 24 أبريل 2020، مات في المستشفى المدافع عن حقوق الإنسان الدكتور عبدالله الحامد، بعد سلسلة إهمال طبي متعمد.
وكان الحامد نقل من سجن الحائر في الرياض، الذي يعتقل فيه منذ العام 2013 إلى العناية المركزة في 9 أبريل 2020، وذلك بعد تعرضه لجلطة في المخ ودخوله غيبوبة.
وبحسب المعلومات كان الطبيب قد أكد منذ أشهر حاجته إلى إجراء عملية إلا أنه منع منها.
وعانى الحامد في سجن الحائر في الرياض من ظروف سيئة، دفعته إلى الإضراب عن الطعام عدة مرات.
الموت في ظروف غامضة
حنان الذبياني: في 10 أكتوبر 2016، أكد نشطاء سعوديون موت المعتقلة حنان الذبياني في سجن ذهبان في مدينة جدة.
وبحسب المعلومات التي تناقلها النشطاء، فإن الذبياني ماتت في ظروف غامضة.
وأشارت المعلومات إلى أن إدارة سجن ذهبان قامت باستدعاء ذوي حنان للصلاة عليها داخل السجن، ولم يسمحوا لهم إلا برؤية وجهها.
وبعدها تم دفنها بمكان سري لا يعرفه حتى ذووها، وأجبرتهم إدارة السجن على التوقيع على إقرار يقول أنها ماتت بشكل طبيعي.
حمد عبدالله الصالحي: في مارس 2018 مات حمد عبدالله الصالحي في سجن الطرفية ببريدة.
بحسب منظمة القسط اعتقل الصالحي في أكتوبر 2004 وحكم عليه بالسجن 3 أعوام، وبقي أكثر من 13 عاما، منها 7 أعوام في العزل الانفرادي.
ولم يفرج عنه حتى بعد انقضاء الحكم ومع التدهور الكبير في حالته الصحية.
محمد باني الرويلي: في 17 يوليو 2018 مات محمد باني الرويلي الشهير “بملك الدحه” داخل السجن العام في سكاكا في منطقة الجوف.
اتهامات ملفقة
لطفي آل حبيب: في أغسطس 2018 اعتقلت السلطات السعودية لطفي آل حبيب (44 عاما) بعد حادث مروري مع دورية للشرطة، حيث زعمت أنه حادث متعمد.
بعد 3 أيام تلقت عائلته اتصالا هاتفيا من شرطة تاروت قالت فيه أنه مات بعد أن انتحر في المعتقل، إلا أن العائلة شككت في هذه الادعاءات.
بشير المطلق: في 25 أغسطس 2018، مات الشاب بشير المطلق (40 عاما) في سجن المباحث في الدمام.
أعلنت الجهات الرسمية أنه تعرض لسكتة دماغية في السجن، إلا أن مصادر اجتماعية أكدت أنه كان يعاني من آلام ومضاعفات التعذيب.
نايف أحمد العمران: في 18 يناير 2019 مات الشاب نايف العمران في السجن.
كان العمران قد اعتقل عام 2011 وتفاجئت عائلته باتصال إدارة سجن مباحث الدمام لإخبارهم باستلام جثمانه حيث قالت أنه مات بشكل مفاجئ.
داعية بارز
فهد القاضي: في 13 نوفمبر 2019 مات الشيخ فهد القاضي في سجن الملز في الرياض.
وكان القاضي قد اعتقل عام 2016 وحكم عليه بالسجن 6 سنوات على خلفية تعبيره عن رأيه. مات بعد ساعات من نقله إلى المستشفى.
وأشارت عائلته إلى أنه كان يعاني من التهاب رئوي حاد، ما يثير تساؤلات حول ما إذا تلقى العناية الطبية اللازمة، أو كان ضحية للإهمال الطبي.
صالح الشيحي: في 19 يوليو 2020، مات الكاتب الصحفي صالح الشيحي.
أطلق سراحه بشكل مفاجئ في 19 مايو الماضي، بعد مضي 28 شهرا على اعتقاله منذ 3 يناير 2018، بسبب انتقاده فساد الدائرة التي تحيط بالملك سلمان في الديوان الملكي.
مصادر محلية موثوقة أخبرت مركز الخليج لحقوق الإنسان، أن صحته قد تدهورت بالفعل أثناء وجوده في السجن وأنه عانى ظروفا سيئة.
مناهضة التعذيب
وأكدت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان أن انعدام الشفافية في تعامل سلطات آل سعود مع القضايا وسياسة الترهيب والتخويف المفروضة على المجتمع المدني من شأنه أن يمنع الوصول إلى العدد الحقيقي لضحايا السجون.
ورأت المنظمة أنه لا وجود لبيئة قانونية مستقلة يمكن أن تساهم في اتخاذ إجراءات تنصف هؤلاء الضحايا وعائلاتهم، وتضمن عدم تكرار حالات الموت في سجون آل سعود.
وشددت المنظمة على أن هذه الانتهاكات تشكل مثالا واضحا على طبيعة الالتفاف الذي تمارسه السعودية على التعهدات الدولية وخاصة اتفاقية مناهضة التعذيب.