بدأ الجيش الأميركي نشر مئات الجنود والطائرات والأنظمة الصاروخية في قاعدة الأمير سلطان الجوية جنوب الرياض، بعد موافقة الملك السعودي على استقبال قوات أميركية بالمملكة بما فيها مكة المكرمة.
وستتحمل المملكة تكاليف الانتشار الأمريكي رغم أنه يتم بطلب من واشنطن، وذلك بعد يوم من إعلان السعودية موافقة الملك سلمان بن عبد العزيز على نشر قوات أميركية بالمملكة من أجل “تعزيز العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها”.
وكشفت شبكة “أن بي سي” الأميركية أن الجيش الأميركي بدأ نقل معدات وقوات إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية منذ يونيو/حزيران الماضي، وأنه سيعيد تشغيلها.
وقالت المحطة التلفزيونية الأميركية إنه توجد بالفعل أعداد من الجنود الأميركيين في القاعدة الواقعة جنوب الرياض، وأضافت أن الرقم سيتجاوز خمسمئة فرد بعد وصول سرب جوي أميركي للقاعدة السعودية.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين عسكريين أميركيين أن الأسابيع المقبلة ستشهد نشر طائرات حربية وأنظمة للدفاع الصاروخي بعيدة المدى لمواجهة التهديد الإيراني.
وأشارت المصادر إلى أن السعودية وافقت على دفع بعض من التكاليف المالية اللازمة لهذا الانتشار. وكانت القيادة الأميركية الوسطى قالت في بيان لها الجمعة إن وزير الدفاع بالوكالة مايكل إسبر أذن بنقل موارد ونشر قوات في السعودية، وذلك بالتنسيق معها وبدعوة منها.
وأضافت أن الخطوة ستوفر ردعا إضافيا يضمن قدرة واشنطن على الدفاع عن قواتها ومصالحها في المنطقة مما وصفته بالتهديدات الجدية والطارئة.
وأضافت أنها تقيّم وضع هذه القوات في المنطقة وتعمل مع السلطات السعودية من أجل نشرها في المواقع المناسبة.
وجاء الإعلان السعودي عن نشر قوات أميركية بقاعدة سلطان الجوية في ظل حالة من التوتر الشديد في الخليج بعد حوادث عدة بمضيق هرمز شملت إسقاط إيران طائرة مسيرة أميركية، وتوقيف ناقلات نفط بينها ناقلة بريطانية لا تزال محتجزة بميناء بندر عباس.
كما أن هذا التطور يأتي بعد أسابيع من تعزيز واشنطن قواتها البحرية والجوية بالمنطقة، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب بالخليج، رغم أن كلا من الولايات المتحدة وإيران والسعودية أكدت أنها لا تسعى إليها.
وتعليقا على التعزيزات العسكرية الأميركية بمنطقة الخليج، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف إن واشنطن تستخدم التوتر في مضيق هرمز لزيادة حضورها العسكري.
وأضاف أن الولايات المتحدة انتظرت ذريعة لتعزيز حضورها في المنطقة، وقد وجدتها.
ويوم أمس كشفت مصادر في الديوان الملكي أن الملك سلمان وافق على طلب أمريكي غير مسبوق فيما يتعلق بنشر قوات أمريكية في المملكة ضمن خطوات ال سعود المستمرة للاستقواء بواشنطن.
وقالت المصادر إن الولايات المتحدة اشترطت السماح لقواتها بالدخول إلى مكة المكرمة وإقامة غرفة لمتابعة عمليات قواتها هناك.
وأوضحت المصادر أن الملك سلمان وبضغط من أبنه محمد وافق على الطب الأمريكي غير المسبوق رغم ما تثيره الخطوة من استباحة لمكة ومشاعر المسلمين حول العالم.
واستهجنت المصادر هذه الخطوة من الملك سلمان لما تمثله من استفزاز صريح في ظل أن الإدارة الأمريكية تعلن أنها تريد “حماية” المملكة بل وتستبيح بقواتها مكة المكرمة وبموافقة آل سعود.
وكان مسؤولون أميركيون سلموا يوم 26 أغسطس/آب 2003 نظراءهم السعوديين قاعدة الأمير سلطان الجوية في مراسم وداعية، وكان ذلك إعلانا رسميا لنهاية الوجود العسكري الأميركي بالمملكة.
ولعبت تلك القاعدة دورا أساسيا في إستراتيجية واشنطن بالمنطقة، إذ إنها ضمت في بعض الأحيان أكثر من ستين ألف عسكري أميركي.
وبعد أكثر من 16 عاما من الغياب، وفي ظل حالة متصاعدة من التوتر مع إيران، جاء إعلان عودة القوات الأميركية إلى السعودية من واشنطن أولا قبل إعلانه من الرياض.
وفي وقت سابق ذكر تقرير لمحطة “سي أن أن” أن واشنطن تستعد لإرسال مئات الجنود إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية العسكرية التي تقع بمنطقة صحراوية شرق العاصمة السعودية الرياض.
ويقول التقرير إنه يوجد حاليا عدد قليل من الجنود بالموقع للتمهيد لاستقبال وتشغيل بطارية لنظام الدفاع باتريوت، وتطوير مدرج للطائرات استعدادا لوصول قاذفات مقاتلة.