أثارت فضيحة رئيس الهيئة العامة للترفيه في نظام آل سعود “تركي آل الشيخ” وملكة جمال لبنان “أنابيلا هلال” جدلا في المملكة وسط استياء عام من مستوى الانحطاط الذي وصل إليه أحد المقربين بشدة من محمد بن سلمان.
ظهر آل الشيخ يغازل ملكة جمال لبنان بقوله “لو منتي حلوة ما سويت معك إنترفيو”، في وقت توصف فيه نشاطاته الانفتاحية بـ”الانفلات” والانقلاب على قيم المجتمع السعودي المحافظ.
وهذه آخر موجة كره تلقاها المستشار آل الشيخ حين نشرت ملكة جمال لبنان السابقة، الإعلامية أنابيلا هلال، فيديو لها برفقته.
فحديث آل الشيخ لا يليق بمسؤول مهم في الدول، فضلاً عن أنها تعتبر “تحرشاً” بالنساء في معايير ثقافة المملكة، في وقت يتبنون على منصات التواصل ووسائل الإعلام حملة لوقف التحرش وردع المتحرشين.
وتواجدت الإعلامية اللبنانية في المملكة للمشاركة في فعاليات “موسم الرياض”، ونشرت عبر حسابها في فيسبوك مجموعة من الفيديوهات برفقة مشاهير عرب وأجانب.
وأطلق مغردون وسم “#متحرش_ياللعار”، للتعبير عن الاستياء من تركي آل الشيخ ورغبتهم في القضاء على التحرش، لكي تنال النساء والفتيات حريتهن في الحركة في الأسواق والمناطق الترفيهية والشوارع من دون أن يتعرض لهن متحرشون بالإساءة اللفظية أو غيرها من ممارسات التحرش.
لكن من هذا الذي يقف بوجه تطلعات السعوديين، وسعيهم لجعل البلد خالياً من المتحرشين؟ هذا السؤال يجيب عنه السعوديون أنفسهم، إذ يرون أن ما يفعله تركي آل الشيخ من خلال الحفلات الموسيقية والغنائية الصاخبة والمختلطة التي يحييها مغنون أجانب هو ما يشجع على التحرش والانفلات.
ما يؤكد أن “آل الشيخ” ينتهج سلوكاً خاصاً لا يتأثر فقط بانتقادات مواطني بلده، بل برغبتهم ومحاولتهم للحفاظ على تقاليدهم وعاداتهم المحافظة، التي تميزوا بها، أنه تلفظ بعبارة تحرش قاصداً ملكة جمال لبنان السابقة أمام الكاميرا، في وقت يحشد السعوديون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمحاربة التحرش.
مقطع فيديو رئيس هيئة الترفيه، الذي أثار استياء السعوديين، جاء بعد ستة أيام من إعلانه انفتاحاً جديداً في مجال لباس المرأة.
حيث كشف آل الشيخ عن موعد أول عرض أزياء نسائي في المملكة خلال “موسم الرياض”، يعتبر قياساً بالزي الرائج في المملكة “غير محتشم”.
ونشر آل الشيخ قبل أيام على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، فيديو ترويجياً للإعلان الرسمي عن عرض الأزياء وعلق عليه: “موسم الرياض.. جاهزين يا بنات؟”.
وفي 3 أكتوبر الجاري، برز على منصة “تويتر” وسم حمل عنوان “#اعفاء_تركي_آل_الشيخ_مطلب_الشعب” حظى بتفاعل ومشاركة واسعة من المغردين السعوديين.
ودُشن الوسم بعد اعتراضات من نشطاء على فعاليات موسم الرياض التي تنظمها هيئة الترفيه، وفي دليل على عدم تأثره بالانتقادات اللاذعة التي تصل إلى حدّ الإهانة، أعاد تركي آل الشيخ نشر بعض هذه التغريدات الواردة على هذا الوسم على صفحته الرسمية عبر “تويتر”!
وكان محمد بن سلمان دشن بأذرعه المشبوهة منذ توليه ولاية العهد، في يونيو 2017، انقلابا على قيم المجتمع السعودي عبر انفتاح هائل بمجالات الموسيقى والغناء والمرأة، في حين قيّد من جانب آخرَ الأصوات التي ترفض هذا الانفتاح.
وسريعاً كان انتشار حفلات الرقص المختلط في المملكة وهو ما اعتبرته وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية في تقرير سابق لها، بأنه بمثابة إخفاء “الجانب المظلم” لولي العهد.
ومن بين أبرز مشاهد الاختلاط غير المسبوقة، شهدت عدة حفلات صاخبة لنجوم ونجمات غناء أجانب، في حين ظهرت فتيات سعوديات في حالةٍ رَفَضَها السعوديون، بحسب ما عبّروا عنه في مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ كنّ يرقصن ويتمايلن مع الموسيقى.
كل تلك الحفلات والمناسبات الغريبة عن المجتمع السعودي كان يقف خلفها تركي آل الشيخ، الذي يعتبر أحد أبرز المقربين من ولي العهد، والمحقق لطموحاته في الانفتاح.