نظام آل سعود يحول المملكة إلى ثكنة عسكرية أوروبية وأمريكية
حول نظام آل سعود المملكة إلى ثكنة عسكرية أوروبية وأمريكية عبر استعانته بقوات أجنبية من عدة دول بغرض توفير الحماية لقصوره ومنشآته بما يهدد القرار السيادي للمملكة.
ويجمع مراقبون على أن الخوف من الرد الإيراني يتملك ولي العهد محمد بن سلمان، وهو ما استغلته الدول العظمى والكبرى لتتوسع في المنطقة ولتسوق منتوجاتها العسكرية.
وتم ترجمة ذلك بزيادة نشر القوات الأمريكية في المملكة ونشر فرنسا نظامها الصاروخي في الساحل الشرقي للمملكة، وصولا إلى اتفاق عسكري مع اليونان لنشر صواريخ باتريوت مضادة للطائرات في المملكة.
وقالت تقارير إعلامية إن التفاصيل التقنية المتعلقة بنقل الصواريخ اليونانية ونشرها وتكلفتها، ومسؤولياتها التشغيلية، لا تزال طور المناقشات بين الجانبين لكن المحادثات تشهد تقدما كبيرا.
ووفق التقارير فإن الاتفاق تم بين البلدين قبل بضعة أسابيع، على خلفية رغبة نظام آل سعود في تعزيز دفاعاته الجوية، بعد استهداف منشآت “أرامكو” النفطية العام الماضي.
ويقول مراقبون، إن الخطوة تأتي نتيجة لضغط واشنطن على أثينا، من أجل وجود يوناني في الخليج، حيث استجابت اليونان مرتين للطلبات الأمريكية بإرسال فرقاطة للانضمام إلى قوة بحرية في المنطقة، تحت قيادة الولايات المتحدة.
إلا أن الخطوة تأتي بعد يومين من كشف مسؤولين فرنسيين، أن بلادهم نشرت منظومة رادار على الساحل الشرقي للمملكة، معتبرين أن تلك المنظومة تسهم في تعزيز دفاعات المملكة إثر هجمات صاروخية في سبتمبر/أيلول الماضي استهدفت منشآت نفطية سعودية.
وسبقتها نشر الولايات المتحدة، الآلاف من قواتها الإضافية، وبطاريات الدفاع الصاروخي بالسعودية، رداً على ما قال مسؤولون في البنتاجون إنه “ضد تهديد متزايد من قبل إيران”.
وبذلك تكون القوة اليونانية، هي الثالثة التي تنتشر في المملكة، ردا على تهديدات إيرانية محتملة.
ووقعت عدة هجمات في مايو/أيار، ويونيو/حزيران الماضيين، على سفن تجارية دولية، بما شمل ناقلات سعودية في الخليج، وألقت الولايات المتحدة بمسؤوليتها على إيران التي تنفي بدورها الاتهامات.
وخلال الأشهر الأخيرة، أعلنت عدد من الدول إرسال قوات بحرية، لتعزيز أمن الملاحة بالخليج، على خلفية توترات عسكرية بالمنطقة، واستهداف ناقلات نفط منتصف العام الماضي.
وهذه القوات عززت من حدة التوتر في الخليج، في ظل رفض إيراني لوجود قوات أجنبية بالمنطقة.
وقبل يومين أعلن مسؤولون فرنسيون أن بلادهم نشرت منظومة رادار على الساحل الشرقي للمملكة لتعزيز دفاعاتها بعد هجمات صاروخية استهدفت منشآت نفطية فيها في سبتمبر/أيلول الماضي.
واتهمت فرنسا إيران بتنفيذ الهجوم الذي استُخدمت فيه طائرات مسيرة وصواريخ، وعطل عمل أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم، وتعهدت بتقديم يد العون لمنع تكراره.
وقال الرئيس إيمانويل ماكرون في كلمة للجيش الفرنسي “في شبه الجزيرة العربية والخليج، حيث تتصاعد التوترات، نشرنا في زمن قياسي قوة مهام جاغوار التي ستسهم في طمأنة المملكة السعودية”.
وأضاف أن حاملة الطائرات شارل ديغول ستدعم قوات عمليات “شاميل” في الشرق الأوسط من يناير/كانون الثاني الجاري إلى أبريل/نيسان المقبل، قبل نشرها في المحيط الأطلسي وبحر الشمال.
وأعلن الرئيس الفرنسي أول أمس الخميس إرسال حاملة الطائرات شارل ديغول إلى منطقة الشرق الأوسط، في ظل تزايد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، ومخاوف باريس من فقدان المعركة ضد تنظيم الدولة زخمها.
ولم يتم الإعلان عن هذه المبادرة من قبل، بينما قال مسؤولون فرنسيون إنه تم نشر منظومة رادار على الساحل الشرقي للسعودية المطل على الخليج في إطار قوة مهام جاغوار الفرنسية في الخليج، ولم يفصحوا عن المزيد من التفاصيل.
وسبق أن فضح تحقيق أمريكي استخدام محمد بن سلمان دفاعات المملكة التي يدفع عليها مبالغ مالية طائلة من خزينة المملكة في حماية القصور الخاصة به وليس المنشآت النفطية.
وأوردت صحيفة وول ستريب جورنال الأمريكية أن كيفية نشر باتريوت في المملكة أصبحت مصدرا لاحتكاكات في علاقات آل سعود والإدارة الأمريكية، إذ أن بن سلمان استخدمها لحماية القصور وليس المنشآت النفطية.
وذكرت الصحيفة أن نظام آل سعود لم يتخذ التدابير اللازمة وأخبرت واشنطن الرياض أن نظام دفاعهم ليس جيدا لكن دفاعهم وقيادتهم المركزية يفتقرون إلى الكفاءة.
ومؤخرا أعلنت الإدارة الأمريكية أنها سترسل الآلاف من القوات الإضافية لدعم المملكة عقب الهجمات التي استهدف منشآتها النفطية الشهر الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها وافقت على نشر 3 آلاف جندي إضافي مع عتاد عسكري في المملكة لتعزيز دفاعاتها، في أعقاب الهجمات التي اتهمت إيران بالضلوع فيها.