انفتاح آل سعود يثير جدلا واسعا في المملكة
اثارت صور نصب نسخة من تمثال الحرية الأمريكي في مدينة جدة جدلاً واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
انفتاح يخالف عادات المجتمع السعودي وتقاليده فمنذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017 أصبح الانفتاح يمثل خروجاً عن رمزية المنطقة التي بزغ منها فجر الإسلام, والتي تضم أكثر أماكن قدسية للمسلمين.
فبعيداً عن الانفتاح في مجال الفنون والموسيقى والغناء والرقص، ها هو تمثال كبير لنصب الحرية الأمريكي الشهير يُوضع في المملكة, في مدينة جدة.
وسوَّغت “أمانة جدة” في المملكة بناء مجسم “تمثال الحرية” على واجهة كورنيش الحمراء بالمدينة الساحلية غربي المملكة، مطلع يوليو الجاري.
وقال المتحدث باسمها، محمد البقمي: إن “المجسم لفعالية مؤقتة تنقل الثقافة الأمريكية لزوار موسم جدة”، بحسب ما نشرته مصادر صحفية.
لكن هذا المجسم أثار استياء سعوديين، إذ دشنوا وسم “#تمثال_الحريه”، معبرين عن انزعاجهم وغضبهم من وجوده؛ لأنه “يمثل انتهاكاً لقيم الإسلام في أرض التوحيد”.
وذلك الجدل جاء عقب أشهر قليلة من ظهور صور أخرى لتمثال “بوذا” في الإمارات؛ وهو ما دفع مغردين إلى التساؤل: هل عادت “الجاهلية” من جديد إلى شبه الجزيرة العربية.
فقد أثار تمثال “بوذا” الذي نُصب على طريق يربط أبوظبي بدبي في الإمارات، كثيراً من ردود الفعل السلبية؛ إذ يعتبره ملايين من البوذيين “إلهاً” لهم.
وسوَّغت الإمارات في أبريل الماضي، نصب التمثال، الذي رفضه مواطنوها، بتصريحات على لسان نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان، قال فيها إنه يعد “انفتاحاً على ثقافات الشعوب”.
وكانت ردود الفعل على المسؤول الإماراتي رافضة لهذا التسويغ، فمنهم من قال: إن “الانفتاح يجب أن يشمل بقية الرموز الدينية العديدة، وليس فقط بوذا”.
طالب سعوديون تركي آل الشيخ، رئيس مجلس الإدارة العامة لهيئة الترفيه، بتغيير خططه، معتبرين أن مشاريعه بعيدة عن رغبة المواطنين، وأبدى آخرون امتعاضهم من نهج الهيئة.
ويرأس تركي آل الشيخ هيئة الترفيه، وهي المسؤولة عن الترفيه بمختلف أشكاله، وضمن ذلك إقامة الحفلات الراقصة وسهرات الغناء والمهرجانات الفنية وغيرها.
لو أن أحداً تحدث بهذا قبل عامين لاتهم حتماً بالجنون، وربما رفعت ضده قضية حسبة بتهمة السعي إلى هدم الدين، غير أن التماثيل في المملكة توشك أن تتحول واقعاً، بعد أن أعلنت هيئة الترفيه السعودية المحدثة في الآونة الأخيرة بقرار من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عن إقامة فرع لمتحف الشمع الشهير (Madame tussauds) في الرياض، وهو متحف يعرض أبرز الشخصيات العالمية منحوتة على الشمع بصورة غاية في الدقة.
المتحف المزمع إنشاؤه في المملكة، هو أحد مشاريع هيئة الترفيه التي أعلنها تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة والمستشار في الديوان الملكي، وهي مشاريع يتوقع أن تثير الكثير من الجدل، بما فيها السماح بعروض الموسيقى والحفلات والفنون في مطاعم مكة ومقاهيها كسائر المدن في المملكة.
وتتزامن الفعاليات الترفيهية التي جاء نصب تمثال الحرية في سياقها، مع حملة اعتقالات وقمع واسعة تتواصل ضد النشطاء وأصحاب الرأي والدعاة في السعودية، وصلت لحد اعتقال ما يقرب من 3 آلاف شخص.
وشهدت المملكة، خلال العامين الماضيين، اعتقال مئات من النشطاء والحقوقيين الذين حاولوا -فيما يبدو- التعبير عن رأيهم الذي يعارض ما تشهده السعودية من تغييرات، وسط مطالبات حقوقية بالكشف عن مصيرهم وتوفير العدالة لهم.
ومن بين أبرز المعتقلين الداعية سلمان العودة، الذي غيَّبته السجون منذ 10 سبتمبر 2017، بعد أن اعتقلته السلطات السعودية تعسفياً، ووُضع في زنزانة انفرادية، ووُجهت إليه 37 تهمة خلال جلسة عقدتها المحكمة الجزائية المتخصصة في العاصمة الرياض، سابقاً.
كما اعتقلت السلطات بعده بأيام، الداعية علي العمري والداعية عوض القرني بتهم “الإرهاب”، في حين تتواصل المطالبات بإطلاق سراحهم وآلاف المعتقلين داخل السجون منذ وصول بن سلمان إلى منصب ولي العهد.