يقود نظام آل سعود المملكة من فشل إلى أخر بما يهدد مكانتها وثرواتها بما في ذلك النفط بحيث تحولت من مورد ضخم للنفط على مستوى العالم إلى مشتر كبير.
ودشنت شركة أرامكو -عملاق النفط السعودي- باكورة إنتاجها من النفط بكميات تجارية في العام 1938 لتتحول فيما بعد إلى أكبر شركة نفط بالعالم، لكن الهجمات الأخيرة على بعض منشآتها خفض إنتاجها بأكثر من النصف لتنتقل السعودية من أكبر مصدر للخام بالعالم إلى مستورد له.
وقالت شركة إنيرجي أسبكتس للاستشارات إن المملكة تتجه لأن تصبح مشتريا كبيرا للمنتجات المكررة بعد هجمات السبت التي أجبرتها على وقف أكثر من نصف إنتاجها من الخام وبعض إنتاج الغاز.
ومن المرجح -حسب إنيرجي أسبكتس- أن تشتري شركة النفط الحكومية أرامكو السعودية كميات كبيرة من البنزين والديزل وربما زيت الوقود، بينما تخفض صادراتها من غاز البترول المسال.
وقد وصفت جماعة الحوثي الهجوم الذي استهدفت به منشأتا بقيق وخريص بالمنطقة الشرقية بأحد أكبر الهجمات التي نفذتها الجماعة في العمق السعودي.
وهذا ثالث هجوم خلال 2019 يستهدف منشآت نفطية، إذ استهدف الهجوم الأول ناقلتي نفط سعوديتين قبالة سواحل الإمارات في مايو/أيار الماضي.
وبعدها بأيام قليلة، استهدفت طائرات مسيرة تتبع جماعة الحوثي محطتين لضخ النفط بمحافظتي عفيف والدوادمي بمنطقة الرياض (وسط)، لكن الإمدادات لم تتوقف.
حسب شركة إنيرجي، أدت هجمات السبت الماضي على منشآت أرامكو إلى:
– توقف إنتاج نحو 5.7 ملايين برميل يوميا من الخام السعودي.
– عطلت الهجمات 18% من إنتاج الغاز الطبيعي.
– عطلت 50% من إنتاج الإيثان وسوائل الغاز.
– تأثرت جودة الخام العربي الخفيف والخام العربي الخفيف جدا بكثرة كبريتيد الهيدروجين، مما قلل من شهية المصافي.
وتعد شركة أرامكو أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، وبلغ إنتاج الشركة عشرة ملايين برميل يوميا في النصف الأول من العام الحالي، قبل أن ينخفض بأكثر من النصف عقب الهجمات التي استهدفت منشآت نفطية السبت الماضي.
ووصل إنتاج الشركة من المواد الهيدروكربونية مستوى 13.2 مليون برميل نفطي في اليوم، وفق تقديرات سابقة.
لكن المملكة باتت في الوقت الحالي ثالث أكبر منتج بالعالم خلف الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.
وبلغ معدل صادرات النفط الخام السعودي نحو سبعة ملايين برميل يوميا بتقديرات العام 2017، لكن هذا المستوى بات بعيد المنال عقب الهجمات التي ستدفع السعودية إلى السحب من احتياطياتها الإستراتيجية.
وتدير شركة أرامكو احتياطات مثبتة تبلغ 332.9 مليار برميل مكافئ نفط، كما يشير إلى ذلك تقرير الشركة السنوي للعام 2017.
وتبلغ احتياطات النفط الخام وحده نحو 257 مليار برميل، مقابل 37 مليار برميل مكافئ نفط كاحتياطات غاز.
لكن مراجعة إحصائية لقطاع الطاقة بالعالم قامت بها شركة “بي بي” أفادت بأن الاحتياطات السعودية المؤكدة تصل إلى 297.7 مليار برميل في نهاية العام 2018، لتقترب كثيرا من فنزويلا التي تبلغ احتياطاتها 303 مليارات برميل.
وتملك المملكة مخزونات احتياطية إستراتيجية توجد بمستودعاتها تبلغ 188 مليون برميل، أي ما يعادل طاقة المعالجة بمعمل بقيق لمدة 37 يوما فقط، في حين تحتفظ أميركا بنحو 645 مليون برميل من النفط، وهو الأكبر في العالم.
حققت شركة أرامكو أرباحا صافية وصلت 111 مليار دولار العام الماضي، لتتفوق على أكبر خمس شركات نفطية عالمية، بينما حققت عائدات بقيمة 356 مليار دولار.
لكن أرباح الشركة تراجعت في النصف الأول من العام الحالي بسبب انخفاض أسعار النفط، وحققت الشركة أرباحا بواقع 46.9 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى، مقابل 53 مليار دولار للفترة ذاتها من العام الماضي.
يوجد في المملكة نحو مئة حقل من حقول النفط والغاز الكبيرة تنتج ما يصل عشرة ملايين برميل نفط يوميا. وهذه أهم الحقول ومحطات النفط بالمملكة:
بقيق: هي أكبر منشأة لمعالجة النفط وأكبر معمل لتركيز النفط الخام بالعالم. وتعد بقيق التي استهدفتها هجمات جماعة الحوثي المركز الرئيس لمعالجة النفط الخام العربي الخفيف بطاقة إنتاجية تزيد عن سبعة ملايين برميل في اليوم.
وتعالج منشأة بقيق النفط الخام القادم من حقل الغوار العملاق قبل نقله إلى مرفأ رأس تنورة، أكبر منشأة لتحميل النفط بالعالم.
حقل الغوار: وهو أكبر حقل نفطي بري في العالم من حيث الإنتاج وإجمالي الاحتياطات المتبقية.
وينتج الحقل الذي اكتشف في العام 1948 نحو خمسة ملايين برميل نفط يوميا، بينما يحتوي على احتياطي يقدر بنحو 58 مليار برميل مكافئ نفط.
السفانية: أكبر حقل بحري في العالم وتتجاوز طاقته الإنتاجية مليون برميل نفط يوميا، وكان اكتشافه في العام 1951.
خريص: حقل خريص ثاني أكبر الحقول السعودية وتصل طاقته الإنتاجية في إلى 1.5 مليون برميل يوميا، بتقديرات العام 2018. ويقع الحقل على بعد 150 كيلومترا جنوب شرق العاصمة الرياض.
الشيبة: اكتشف حقل الشيبة الواقع في صحراء الربع الخالي عام 1968، ويبلغ عرض الحقل 13 كيلومترا بينما يصل طوله إلى 64 كيلومترا.
وارتفع إجمالي الطاقة الإنتاجية للحقل إلى مليون برميل في اليوم من النفط العربي الخفيف، وبلغت الاحتياطات المؤكدة للحقل 14.86 مليار برميل مكافئ نفط في ديسمبر/كانون الأول 2018.
الظلوف: يقع حقل الظلوف في الخليج الغربي، ويبعد 240 كيلومترا من مدينة الظهران، وتماثل مساحته مساحة حقل السفانية الواقع شمالا.
وبلغت الاحتياطات المؤكدة للحقل 31.31 مليار برميل مكافئ نفطي في ديسمبر/كانون الأول 2018، حسب بيانات شركة أرامكو على موقعها الإلكتروني.
وتأمل المملكة جمع 100 مليار دولار من طرح 5% من أسهم أرامكو للاكتتاب العام الأولي، استنادا إلى قيمة الشركة التي قدرت بتريليوني دولار، وإن كانت بعض الأوساط ترى أن هذا التقييم مبالغ فيه، وتقدره بنحو 1.5 تريليون دولار فقط.
ويعتبر طرح أسهم أرامكو حجر الزاوية في خطة ولي العهد محمد بن سلمان الاقتصادية 2030، وتأجل هذا المشروع أكثر من مرة.
ويبدو أن هجمات السبت الماضي على منشآت نفطية لأرامكو -عماد الاقتصاد السعودي- سيؤجل الطرح مرة أخرى.
فقد نقلت وول ستريت جورنال عن مصادر لها أن مسؤولين سعوديين يدرسون إرجاء الطرح العام الأولي لأرامكو، في أعقاب هذه الهجمات.