تتصاعد التساؤلات في المملكة حول ماذا عرف عبدالعزيز الفغم الحارس الشخصي للملك سلمان عن ولي العهد محمد بن سلمان حتى أمر الأخير بتصفيته بإطلاق النار عليه بالرصاص ومن ثم تفليق رواية للتغطية على الحادثة.
وانتشرت الشكوك على مواقع التواصل الاجتماعي حول الرواية الرسمية لمقتل الفغم إثر إطلاق النار عليه بعد “خلاف شخصي” في جدة غربي المملكة، بحسب ما أعلنت شرطة نظام آل سعود.
وبحسب رواية الشرطة، فإنّ الفغم كان يزور منزل صديق له في مدينة جدة ثم حضر صديق آخر يدعى ممدوح آل علي.
وأثناء الحديث تطور النقاش بين اللواء الفغم وآل علي، فخرج الأخير من المنزل، وعاد وبحوزته سلاح ناري وأطلق النار عليه، ما أدى إلى مقتل الفغم وإصابة شخصين في المنزل بينهما عامل فيليبيني. وقتل آل علي في وقت لاحق وأصيب خمسة من رجال الأمن عندما رفض الاستسلام.
وفيما أعربت حسابات سعوديّة عن حزنها لمقتل الفغم على مواقع التواصل، أعرب مغرّدون آخرون عن تشكيكهم في هذه الرواية معتبرين أنّها تفتقد للمنطق. وأشار المغردون، والذين بينهم أصحاب حساباتٍ سعودية، إلى أنّ الذباب الإلكتروني سارع إلى نشر رواية القتل هذه قبل أن تخرج إلى العلن في الإعلام الرسمي.
وقال مغرّدون إنّهم بعد عامٍ على اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، يصعب عليهم تصديق أنّ صديق حارس الملك قتله، بهذه البساطة.
وتدور شبهات قوية بتورط بن سلمان في تصفية الحارس الشخصي للملك خاصة في ظل الرواية الضعيفة للنظام حول حادثة مقتله والتساؤلات المرتبطة بها ولا تجد إجابات.
وقد أمر بن سلمان عائلة الفغم بتأكيد رواية أبن عويد التي ألفها ابن سلمان نفسه، والمثير للضحك أنهم يصيغون الرواية وسط النعي بطريقة متكلفة مكشوفة ويكررونها بنفس الصيغة.
وقالت صحيفة عكاظ إن اللواء عبد العزيز بن بداح الفغم المطيري، كان حارسا شخصيا للملك عبد الله بن عبد العزيز (1924 -2015)، وبعد وفاته أصبح حارسا شخصيا للملك سلمان بن عبد العزيز.
وأصدر الملك سلمان بن عبد العزيز، في منتصف عام 2017، أمرا ملكيا بترقية عبد العزيز الفغم (ترقية استثنائية) إلى رتبة لواء، وفق إعلام سعودي.
ووصفت عكاظ الفغم بأنه أشهر حارس ملكي في العصر الحديث، ونسبت تلك التسمية إلى إعلام غربي، كما أشارت إلى أنه حصل على لقب أفضل حارس شخصي على مستوى العالم من قبل منظمة الأكاديمية العالمية.
كما وصفته بأنه كان ظلا ملازما للرجل الأول في الدولة الملك سلمان بن عبد العزيز.
الصحيفة السعودية أشارت إلى أن الفغم تابع مسيرة والده اللواء بداح الذي عمل مرافقا شخصيا للملك عبد الله بن عبد العزيز لثلاثة عقود، ليظهر ابنه عبد العزيز ويكمل مسيرة أبيه في حراسة الملوك.
ولم تورد الصحف السعودية تفاصيل عن الحياة الشخصية للواء عبد العزيز، فيما أشارت بعض وسائل الإعلام إلى أنه خريج الكلية العسكرية للملك خالد بالسعودية، وتنقل في العمل من الحرس الوطني السعودي إلى الحرس الملكي قبل أن يصبح الحارس الشخصي للملك سلمان وقائد قوة الحرس الخاص.