أكد مسؤول ملف المعتقلين الأردنيين والفلسطينيين في السعودية خضر المشايخ، انقطاع أخبار المعتقلين الأردنيين والفلسطينيين وأن قضيتهم “أصبحت شبه متوقفة، وهي أقرب لحالة الجمود والنسيان”.
وقال المشايخ في تصريحات له إن أهالي المعتقلين الأردنيين والفلسطينيين لا يعرفون أدنى معلومة عن أوضاع أبنائهم في سجون آل سعود، والاتصالات شبه منقطعة، إلا مع بعض المعتقلين، وتتم لدقائق قليلة فقط.
وأشار إلى أن الجانب الرسمي في الأردن لم يتحرك بصورة مقبولة للإفراج عن المعتقلين “الذين لم يرتكبوا أي جرم داخل الأراضي السعودية، ليصار إلى اعتقالهم طول هذه الفترة”.
وأضاف المشايخ: أنه في الوقت الحالي يعيش أهالي المعتقلين الأردنيين والفلسطينيين خيبة كبيرة لعدم شمول أبنائهم بعفوٍ ملكي، وبالحقيقة كان هناك بارقة أمل أن يتم إغلاق ملف المعتقلين بصورةٍ نهائية، إلا أن المحاكمة الوحيدة التي عقدت في 8 مارس الماضي، لم تستكمل حتى اللحظة.
ولفت إلى أنه كان هناك توقعات أن تكون هناك محاكمات إلكترونية (عن طريق أون لاين)، بسبب جائحة كورونا، إلا أن هذا الأمر أيضاً لم يتم.
وعند سؤاله، عن شمول المعتقلين بالقرار الملكي السعودي، تمكين النيابة العامة بالإفراج عن معتقلي القضايا الأمنية، بشكل مؤقت، أجاب: “حتى اللحظة لم يصلنا شيء من قبل المحامين، إذا كانوا مشمولين بهذا القرار أو لا، فالتواصل مع الجهات القضائية السعودية شبه معدوم”.
وذكر المشايخ أن الأوضاع صعبة في ظل كورونا، وهناك معاناة حقيقية من قبل المحامين في التواصل مع معتقليهم أو حتى المحكمة.
ووصف المشايخ أحوال المعتقلين بـ “الصعبة”، قائلا: “المعتقلون بحاجة إلى المال لتلبية احتياجاتهم اليومية، سيما وأن كثيرا من أهاليهم غادروا السعودية، نتيجة عدم تجديد الإقامة لهم، فيما التواصل مع بعض المعتقلين يتم عن طريق الهاتف لعدة دقائق، بعد انقطاع أشهر وهذا غير كافٍ تماماً”.
وكشف أنه لم تتم أي زيارة للمعتقلين في السجون السعودية خلال فترة عيدي الفطر والأضحى المباركين، وتابع: “هناك قلق كبير لدى الأهالي على حياة أبنائهم، لا سيما في ظل تفشي فيروس كورونا”.
واستطرد: “أنا من هنا أقول أن قضية المعتقلين قد دخلت بالفعل طي النسيان، رغم قناعتنا أن معتقلينا لم يرتبكوا أي جرم بحق السعودية التي عاشوا فيها وعملوا فيها لسنوات طويلة”.
وبدأت في 8 مارس/آذار المنصرم، سلطات آل سعود بمحاكمة نحو 62 فلسطينيا (بعضهم من حملة الجوازات الأردنية)، وهم مقيمون داخل أراضيها.
يشار إلى أن “بعض المعتقلين كانوا على اتصال وتواصل دائم مع مسؤولين سعوديين في عدة ملفات، كما أنهم كانوا يعملون بالتنسيق مع السلطات هناك”، وفق بيان سابق لحركة حماس.
واعتقلت سلطات آل سعود في أبريل/نيسان 2019، 62 فلسطينيا دون أن توجّه إليهم بداية أية تهمة، من بينهم ممثل حماس في السعودية د. محمد الخضري ونجله “هاني”، لكنها عادت ووجهت إليهم في مارس/آذار 2020، تهمة دعم “كيان إرهابي”، في إشارة للمقاومة الفلسطينية.
والخضري (81 عاما)، يعاني من “مرض عضال”، وهو طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة. وشارك في المقابلة التي جمعت بين العاهل الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وزعيم حركة حماس آنذاك الشهيد أحمد ياسين، عام 1998.
وكشفت مصادر حقوقية عن تدهور خطير على صحة القيادي الخضري. وذكر حساب “معتقلي الرأي” أن سلطات آل سعود نقلت في يونيو المنصرم، هاني الخضري إلى الزنزانة التي يوجد فيها والده وذلك نظراً لتدهور وضعه الصحي وعدم قدرته على الحركة وخدمة نفسه مؤخراً.
وأعلن نائب رئيس حركة حماس في الخارج، محمد نزال، أن سلطات آل سعود منعت أسر المعتقلين الفلسطينيين في سجون المملكة من زيارة ذويهم خلال عيد الفطر المبارك.
وأشار “نزال” في تغريدة نشرها عبر موقع “تويتر”، إلى أنه تم السماح لكل معتقل بالاتصال مع أسرته لمدة 5 دقائق فقط، كما سُمح لنجل “محمد الخضري” بالإقامة في زنزانة والده المريض “لمساعدته وتلبية حاجاته، لعدم قدرة والده على التحرّك”.
ومؤخرا قال رئيس حماس إسماعيل هنية: كلنا أمل في أن يسعى الإخوة في المملكة لطيّ هذه الصفحة، لأننا معنيون بعلاقة طيبة مع المملكة، ولا يصح أن يتم اعتقال أبناء وأشقاء الشعوب العربية والإسلامية في أي من الدول العربية.
وعدّ المحاكمات السعودية واللوائح الموجهة للمعتقلين مؤسفة ومؤلمة، وغير متوقعة من أي قضاء عربي تجاه أي إنسان فلسطيني يعيش من أجل قضية الأمة.
وتابع: المعتقلين في المملكة كانت أنشطتهم خيرية، ولا يوجد لهم أي نشاط يمسّ أمن المملكة، ونحن لا نتدخل في أي شأن من شؤون الدول العربية، ونعتبر أمن الدول العربية، والمملكة جزءًا من أمننا القومي.
وذكر هنية أن المعتقلين في المملكة يحاكمون على أعمال خيرية كانت تقدَّم للمرابطين في المسجد الأقصى، والفلسطينيين في الشتات، وفقراء غزة، والأراضي الفلسطينية.
وسبق أن طالبت منظمة العفو الدولية سلطات آل سعود بالإفراج الفوري عن المعتقلين الفلسطينيين لديها وعلى رأسهم القيادي الخضري ونجله هاني المعتقلين دون أي سبب قانوني.
وجاء ذلك في خطاب وجهته المنظمة الحقوقية الدولية إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، وتضمن تنديدا بالتعذيب الذي تعرض له القيادي بالحركة ونجله، رغم مرض السرطان الذي ينهش في جسده.
ودعت العفو الدولية الملك سلمان إلى الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين، ما لم يتم توجيه تهم إليهما بجريمة جنائية معترف بها.