قوبلت مساعي نظام آل سعود للهيمنة على المفاوضات السورية المعارضة برفض رسمي من رئاسة الهيئة في امتداد للدور المشبوه للنظام في الشأن السوري.
وأعلن رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة نصر الحريري أإن هناك اعتراضات رسمية من هيئة التفاوض والائتلاف الوطني المعارض بشأن اجتماع ممثلي المستقلين لقوى الثورة والمعارضة السورية في الرياض بهدف إعادة تشكيل هيئة التفاوض.
وأضاف الحريري أن الائتلاف أرسل رسالة إلى وزارة الخارجية السعودية بهذا الشأن.
واعتبر الحريري أن عقد هذا الاجتماع جاء في الوقت الذي تشهد فيه إدلب كارثة إنسانية، وأن الأولى هو متابعة ما يحدث في إدلب ومساعدة المدنيين.
وأشار إلى الاعتراضات التي طالت لائحة المدعوين للاجتماع، والتي لم تضمّ أي شخص من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وأن الكثير من المدعوين كانوا من غير المستقلين وينتمون إلى تشكيلات وأحزاب سياسية، وقال “سادت في المجتمعين صبغة الشللية والأقارب والمصالح”.
وجاء المؤتمر الصحفي للحريري بعد تجاهل الرياض رسالة الائتلاف السوري المعارض الخميس الماضي إلى الخارجية السعودية، والتي اعترضت فيها على طريقة عقد الاجتماع، وعلى أنه لم يتم التشاور بالشكل الكافي، بالإضافة إلى أن توقيته جاء في وقت حساس.
واختتمت السبت اجتماعات ممثلي المستقلين في هيئة التفاوض السورية المعارضة في الرياض، وسط تباين في الآراء حول دوافع الاجتماع وتأثيره على سير عمل هيئة التفاوض.
ودعا نظام آل سعود سبعين شخصية من المعارضة السورية لاجتماع يومي 27 و28 من الشهر الحالي، وقد حضر 68 شخصا منهم، وتم خلال المؤتمر انتخاب ثمانية أعضاء سيمثلون المستقلين في هيئة التفاوض، كما انتُخبت أمانة عامة ومرجعية مؤلفة من 13 عضوا، واعتُبر جميع المشاركين هيئة عامة.
وأكد البيان الختامي الالتزام التام ببيان الرياض 2 وما بني عليه تنظيميا وسياسيا، وفقا لبيان جنيف لعام 2012 وقراري مجلس الأمن الدولي رقم 2118 لعام 2013 و2254 لعام 2015، وأكد البيان على دعم العملية السياسية لتحقيق انتقال سياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحية.
من جهته، قال الدبلوماسي السوري بشار الحاج علي -وهو أحد المشاركين في اجتماع المستقلين- إن الدعوة إلى الاجتماع جاءت بناء على التفويض الدولي الممنوح للسعودية لجمع قوى الثورة والمعارضة، وكان من المفترض أن يعقد اجتماع مشابه بشكل سنوي، وأن يتم في نوفمبر/تشرين الثاني، وهذا الاجتماع جاء متأخرا، لذلك تمت الإجراءات على عجل.
وقال الحاج علي إن هناك خللا في عمل المستقلين في المرحلة السابقة من خلال عدم وجود آلية واضحة لعملهم ومرجعية ناظمة لقراراتهم، وتم تنظيم الأمر من خلال إيجاد الهيئة العامة وأمانة ومرجعية مؤلفة من 13 شخصا أوكل إليهم ضم عدد أكبر من المستقلين.
وأضاف أنه سيتم استبدال الأعضاء المستقلين السابقين في هيئة المفاوضات وستجري انتخابات جديدة تقوم بها هيئة المفاوضات كاملة.
من جهته، قال المحلل السياسي نصر الفروان إن سياسات الدول الإقليمية والدول الكبرى خلال ثماني سنوات دعت إلى مؤتمرات مصنعة وفق مصالحها، وهذه المؤتمرات لم تثمر عن أي شيء يخدم الثورة السورية التي جيرت لخدمة أجندات هذه الدول.
وأضاف الفروان أن ما تم بالرياض هو انتقاء لشخصيات معروفة بانتمائها للإمارات والسعودية، والهدف منه تغيير تركيبة هيئة التفاوض بشكل عام وخلق أزمة داخلية في المعارضة، واعتبر الشخصيات التي تحظى بقبول في أوساط الثائرين قد انزلقت بمشاركتها.
وشكلت “هيئة التفاوض السورية المعارضة” في ختام اجتماع موسع عقدته المعارضة في العاصمة السعودية الرياض في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 لخوض مفاوضات جنيف، واختير لرئاستها حينها نصر الحريري الذي استمر حتى الآن.
وتتكون هيئة التفاوض من 36 عضوا، هم ثمانية من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وأربعة من منصة القاهرة، وأربعة من منصة موسكو، وثمانية مستقلون، وسبعة من الفصائل، وخمسة من هيئة التنسيق الوطني.