محمد بن سلمان يراهن على المشاعر العلمانية لتجديد الهوية الوطنية السعودية
يراهن ولي العهد محمد بن سلمان على المشاعر العلمانية خلال تجديده للهوية الوطنية، والتي خلقت طبقة صاعدة من المدراء التنفيذيين، ورجال الأعمال والفنانين الذين يتفقون مع رؤيته.
وأبرزت مجلة Tablet الأمريكية في تحقيق مطول لها، أن بن سلمان يحاول تخفيف التوجه الإسلامي للمملكة، وإدخال تغييرات كبيرة على المجتمع، ويستعد بشكل كبير لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، والتي يشترك معها الآن في العديد من القضايا الاستراتيجية والأمنية والاقتصادية.
وأوفدت المجلة التي تعرف بأنها داعمة لليهودية وإسرائيل عددا من صحفييها إلى المملكة من أجل كتابة سلسلة مقالات تمجد بمحمد بن سلمان وتكيل له المديح وأنه أدخل إصلاحات غير مسبوقة ويتبني التقارب مع تل أبيب.
وبهذا الصدد قالت الكاتبة Katherine Dee، التي زارت المملكة مؤخراً، ضمن وفد مجلة Tablet، إن “ثقافة المواعدة بين الشباب والشابات في الأماكن العامة في المملكة، أصبحت ظاهرة يمكن مشاهدتها بوضوح”.
وأضافت “شاهدت فتيات بعمر الـ 16 أو 17؛ يرتدين ملابس استفزازية أكثر مما كنت أتوقع. رأيت الفتيات يتسكعن مع أصدقاءهن، ويذهبون إلى النوادي الكوميدية، ويشربون بيرة حلال غير كحولية، في أماكن أشبه بالحانات، والتي تكون مصممة لتقليد تجربة ليلة غربية، لكن بدون حرام”.
وأبرزت المجلة الأمريكية إجراءات محمد بن سلمان في المملكة التي شملت إنهاء الشرطة الدينية والحجاب الإجباري، ونبذ الإيديولوجية الوهابية وإضفاء الشرعية على تمكين النساء.
وقالت المجلة عن التغيرات في السعودية “اتضح أنه في عام 2023 المملكة هي مكان يمكنك أن تكون فيه في نفس الحفلة مع ويل سميث، حيث لن يشتري لك أي مبلغ من المال بيرة ، على الأقل ليس في الأماكن العامة”.
وأضافت “إنها بلد الشباب من مدمني سناب شات والأنيمي، حيث توجد في لوحة القيادة قبلة رقمية لسيارات الأجرة تشير إلى مكة، وغالبًا ما تحتوي الطائرات والمقاهي على غرف للصلاة في الخلف. هناك قواعد للزي العام التقليدي – أردية بيضاء للرجال ، وعبايات سوداء للنساء – لا تزال سارية على نطاق واسع، ولكنها ليست إلزامية”.
وبحسب المجلة فإنه في عهد محمد بن سلمان، شهدت المملكة ما وصفه لنا فنان مقيم في الرياض بأنه “تنوير قاس”، ثورة مُدارة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية تترك سلطات وامتيازات الدولة كما هي.
وذكرت أنه من الممكن سماع انتقادات للحكومة في الرياض ، لكن هذا يحدث فقط خلف الأبواب المغلقة، في مجال لا يمكن المساس به وهو منزل خاص.