المشاركون في “مبادرة مستقبل الاستثمار” يتجنّبون الأضواء
يخشى مشاركون في مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقد في المملكة تلطخ سمعتهم بسبب جرائم نظام آل سعود لذلك فإنهم يحرصون كثير على تجنب الأضواء والظهور علانية لوسائل الإعلام.
ويتجاذب مسؤولو شركات من وول ستريت الحديث في فندق فخم في الرياض، الحديث على هامش مشاركتهم في أعمال “مبادرة مستقبل الاستثمار”، بعد أن كانوا قاطعوا المؤتمر بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وفضّل أغلب المشاركين إبقاء البطاقات التي تحمل أسماءهم بعيدة عن الأنظار، بما أوحى بأنّ الجريمة التي وقعت في قنصلية المملكة في اسطنبول، لا تزال تخيّم على المؤتمر.
واحتشد المؤتمر بالمشاركين الذين حضروا من دول غربية، مقارنة بالحضور في العام الماضي والذي طغى عليه المشاركون من دول عربية ومن السعودية، بعد مقاطعة عالمية إثر مقتل خاشقجي.
وتسبّبت عملية قتل الصحافي الذي كان يكتب مقالات رأي منتقدة لسياسات الأمير محمد في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، بواحدة من أسوأ أزمات الدولة لنظام آل سعود.
وقُتل خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول/اكتوبر العام الماضي.
وقال مدير تنفيذي أميركي في مجال المالية لوكالة الأنباء الفرنسية إنّ “الأبرز (من بين المشاركين) هم الأشخاص الذين قدموا للمؤتمر في نسخته الأولى (عام 2017)، وقاموا بمقاطعته العام الثاني، وعادوا الآن للمشاركة في نسخته الثالثة”.
وكان التنفيذي يشير بشكل واضح إلى لاري فينك، الرئيس التنفيذي لقسم الأصول في شركة “بلاك روك”، وستيفن شوارتزمان من شركة “بلاك ستون”، وقاما بالمشاركة في جلسات أشادت ب”الإصلاح” في المملكة.
ولكن على الرغم من الاشادات على المسرح، فإن الكثير من الحضور تجنبوا الظهور في مقابلات إعلامية.
وحاول البعض إخفاء بطاقات اسمائهم خلف ربطات العنق أو المعاطف، وتردّد آخرون في منح الصحافيين بطاقات عملهم.
من جهتهم، سعى المنظمون السعوديون إلى تجنب تدقيق وسائل الإعلام، ومنعوا الصحافيين الذين حملوا كاميرات من دخول قاعة المؤتمرات الرئيسية ومن حفل عشاء نظم على شرف المشاركين.
وقال راين بول الباحث في مؤسسة ستراتفور الأميركية إن “التهديد بمعاقبة السعودية جراء سجلّها في مجال حقوق الانسان، والذي قاد إلى مقاطعة العام الماضي، مستمر”.
وتابع “اولئك الذين لا يرغبون في المخاطرة، ظلوا بعيدين”.
وتضرّرت صورة المملكة في الخارج في أعقاب جريمة قتل خاشقجي التي نفّذها سعوديون قدموا من المملكة خصيصا لذلك.
وحضر عدد كبير من مسؤولي شركات في وول ستريت بينما تترقب الشركات الكبرى والمصارف إعلان شركة أرامكو النفطية السعودية طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام، وتسعى للحصول على دور ما في عملية البيع التاريخية هذه.
وحضرت أكبر شركات التكنولوجيا العالمية وشركات من هوليوود المؤتمر هذا العام. بينما تغيبت شركات إعلامية عالمية عن الحدث بعدما دعمت الحدث في الماضي.