لا يمكن أن يتصور أي مسلم حول العالم أن زيارته إلى قبلة المسلمين والبيت العتيق والطواف حول الكعبة المشرفة، ستؤول به في سجون آل سعود أو سجون دولته المطارد فيها عبر الترحيل القسري.
فبلاد الحرمين التي كانت بيتا آمنا للمسلمين حول العالم من مختلف الجنسيات، أضحت اليوم قوة عسكرية ذات جبروت ضد المسلمين وعلماءهم وأنشطتهم الدعوية.
لكن بلاد الحرمين تحت قيادة الملك سلمان ونجله ولي العهد محمد، باتت اليوم مملكة للاعتقالات والتعذيب والقمع ضد الرجال والنساء والمسلمين المتوافدين إليها؛ لأداء العبادة.
وأفصحت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية النقاب عن اعتقال سلطات آل سعود لرجلَين مسلمَين صينيَين من الإيغور اعتُقلا داخل السعودية في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
والرجلين هما عالم دين مسلم من الإيغور يُدعى حمد الله عبد الولي (أو إيميدولا وايلي حسب كتابة البينيين على جواز سفره الصيني) (52 عاما) والثاني هو صديقه نورميت روزي (أو نورمييتي على جواز سفره الصيني)، والرجلان كان يقيمان في تركيا.
وتمكن روزي من الاتصال بأحد أفراد أسرته ليخبره أنهما محتجزان في سجن بريمان بجدة وأنهما “في خطر”.
في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، تحدث عبد الولي إلى موقع “ميدل إيست آي” قائلا إنه يخشى أن تكون السلطات الصينية قد أرسلت طلبا إلى السعودية لاحتجازه وترحيله.
وأعربت المنظمة الحقوقية عن تخوفها من تسليم سلطات آل سعود لرجلا الدين من الإيغور للسلطات الصينية، وطالبت بعدم إعادتهما قسرا إلى الصين، حيث يواجهان خطرا فعليا بالاعتقال التعسفي والتعذيب هناك.
ولا تعد حادثة رجلا الدين من الإيغور هي الأولى في مملكة سلمان ونجله، فقبل ذلك اعتقلت سلطات آل سعود الناشطين السودانيين هشام علي ومحمد سالم، وقامت بتسليمهما للحكومة السودانية.
وقبل ذلك، ألقت القبض على نشطاء ليبيين فور قدومهم إلى أداء مناسك العمرة وسلمتهم إلى قائد الانقلاب هناك خليفة حفتر.
وتكرر المملكة سياسة الترقب للنشطاء الإسلاميين المناوئين لأنظمة بلادهم بهدف تسليمهم إلى حكومات الاستبداد، دون مراعاتها لمكانتها الإسلامية أو للمصير المجهول الذي يواجهه هؤلاء النشطاء رغم أن ذلك يتنافى مع القوانين الدولية.
والسؤال إلي أين تريد السعودية الذهاب بقبلة المسلمين؟
ورأى الناشط الحقوقي والمحامي السعودي سلطان العبدلي أن السياسات الخارجية للمملكة في عهد الملك سلمان ونجله انقلبت رأسا على عقب، وأنها فشلت في تغطية سوءات النظام السعودي.
وقال العبدلي: كانت المملكة في عهد الملوك السابقين تحرص بشكل ملحوظ على أنْ تكون سياستها الخارجية والداخلية معاً تتسم بعقلانية واتزان على الأقل بشكل ظاهر وملحوظ، وحاولتْ وأفلحت في تكوين شبكة علاقات عامة لا يستهان بها.
ورأى العبدلي أن محمد بن سلمان انتهج سياسة خارجية متغطرسة إلا مع دولتين فقط، وقال: “جاء جنوحه لعامل العنف والتغطرس في التعامل مع الدول التي قد لا يظن أنها مهمة”.
وختم: منذ اعتلائه ولاية العهد وهو يجترئ في ملفات حساسة وخطيرة وتهز مكانة المملكة دوليا.