أطلق نظام آل سعود حملة تحريض ضد المساجد في المملكة في وقت مريب ومشبوه لتزامنه مع موسم الحج لهذا لعام.
وطالب عضو مجلس الشورى السعودي عيسى الغيث، بإقفال السماعات الخارجية في المساجد وقت الإقامة والصلاة.
ودعا الغيث، في مقال نشره عبر صحيفة “المدينة” المحلية، إلى أن “يتم تنفيذ ذلك بحيث يُكتفى بها (مكبرات الصوت) في الأذان فقط، وأن تكون بدرجة منخفضة”.
وبرر مطالبته بأن “لا تؤذي الأطفال والمرضى، خصوصاً في أذان الفجر”، مشيراً إلى أنه “من خالف ذلك فتتم معاقبته نظاماً”.
واعتبر عضو مجلس الشورى السعودي أن “زمن الغلاة والمزايدين على خلق الله قد ولّى”، على حد قوله.
وأضاف: إنه “في زمن الحزم ينبغي أن يحسم هذا الأمر بلا حرج ولا مواربة، ومن خالفه من المؤذنين وغيرهم فتتم معاقبته نظاماً”.
وبحسب الغيث فإن في المملكة “أكبر عدد مساجد في العالم، حيث بلغت 100 ألف مسجد، وآلاف منابر الجمعة”.
مقال الغد :
ميكروفونات المساجد
ينبغي أن "يحسم" هذا الأمر، ومن خالفه فتتم معاقبته، فقد ولّى زمن الغلاة والمزايدين على خلق الله وعباده الصالحين ودعاته المصلحين.@Saudi_Moia
الزاوية :https://t.co/ZpDZmN6a7S@AlwatanSA#عيسى_الغيثhttps://t.co/wMam1yBNCvhttps://t.co/89pi3NnM95
— عيسى الغيث (@IssaAlghaith) August 7, 2019
وأثار مقال الغيث ردود فعل غاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه بدا مصراً على رأيه، حيث أعاد تغريد عشرات الأدلة في محاولة إثبات ما جاء في مقاله.
وتساءل مغردون عن ماهية هذا الموقف بالتحريض على المساجد فيما يتم الصمت على ما تشهده المملكة من حفلات ماجنة بمشاركة وفود أجنبية.
وتشهد المملكة تغييرات اجتماعية جذرية تعرّضها لعديد من الانتقادات؛ بسبب مخالفتها لجميع العادات والتقاليد والالتزام الديني الذي حافظت عليه المملكة سنوات طويلة.
واعتبر كثير من السعوديين أن هذا الانفتاح الذي يقوده ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يؤدي إلى الانحدار بفئة الشباب بدلاً من توعيتهم وتثقيفهم، وإبعادهم عن المعاصي وما يُغضب الله، على حد قولهم.
من جهتها اعترفت هيئة الترفيه لمجلس الشورى السعودي بأنها واجهت “عدم قبول اجتماعي لدورها” إثر الفعاليات التي نفذتها ورخصت لها الهيئة بالسعودية، وفق ما قالت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار.
وقالت صحيفة “الرياض” المحلية ما نصه: “اعترفت هيئة الترفيه لمجلس الشورى بأن من بين الصعوبات التي واجهتها عدم القبول الاجتماعي لدورها، ورأت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار أن بعض الفعاليات التي قامت بها الهيئة أو رخصت لها قد تكون هي السبب في ذلك”.
وتواجه هيئة الترفيه انتقادات واسعة جداً من المجتمع السعودي، وسط مطالبات بإلغاء نشاطاتها المقتصرة على الغناء والرقص والعروض الموسيقية، في حين يصفها مواطنون بحالة “انفلات”.
وأشارت اللجنة، وفق ما نشرت صحيفة “الرياض”، إلى أن هذه الفعاليات “لا تتوافق مع رسالة الهيئة المنصوص عليها”؛ وهي: “نفخر بهويتنا الإسلامية والعربية وموروثنا التاريخي والثقافي والحضاري”.
وترى اللجنة أن هذه الرسالة تنبثق مما قضى به النظام الأساسي للحكم الصادر في عام 1412 (1992)، ونص في المادة الأولى منه على أن “السعودية دولة عربية إسلامية، ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله، ولغتها هي اللغة العربية، وعاصمتها مدينة الرياض”.
كما نص النظام في المادة (23) على أنه “تحمي الدولة عقيدة الإسلام، وتطبق شريعته، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقوم بواجب الدعوة إلى الله”.
وترى اللجنة أنها “رسالة مميزة تشكر عليها الهيئة، إلا أنه تبين، من خلال ما ورد في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك ما ورد في تقرير الهيئة، ضرورة التزام الهيئة بهوية المملكة الإسلامية والعربية وموروثها التاريخي والثقافي والحضاري اللذين أكد عليهما النظام الأساسي للحكم ووضعتها الهيئة رسالة لها بجميع الفعاليات الترفيهية التي تنظمها أو تشرف عليها أو ترخص بإقامتها”.
وكانت مدينة جدة السعودية استضافت مؤخرا لأول مرة “الدي جيه” العالمي الشهير “مارشملو”، في القاعة المغطاة بمدينة الملك عبد الله الرياضية، ضمن خطة هيئة الترفيه المستمرة والمثيرة للجدل للانفتاح، التي يقودها محمد بن سلمان.
وتخلل الحفل عبارات غير لائقة، خلّفت العديد من الانتقادات والجدل عبر موقع “تويتر”.
وبعد وصول بن سلمان إلى ولاية العهد، منتصف 2017، توقفت أغلب نشاطات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، والتي كانت تمنع ما تسميه “التبرج في الطرقات”، وتحظر الموسيقى والغناء والاختلاط في المطاعم والمقاهي والمولات، وبطبيعة الحال الرقص في شوارع المملكة ومرافقها العامة.
وفي الأشهر الأخيرة شهدت السعودية سلسلة قرارات ظهرت فيها ملامح تغيير يشهده المجتمع السعودي المحافظ، من بينها إقامة حفلات غنائية لفنانين عرب وأجانب.
كما تخلت المملكة عن قوانين وأعراف رسمية محافظة اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارات، ودخولهن ملاعب كرة القدم.