تسبب القرار السعودي بفرض حظر على استيراد الماشية من السودان، غضبا واسعا داخل البلد الأفريقي، وسط تخوفات من خسائر فادحة.
وقالت وزارة الثروة الحيوانية السودانية، إنها لم تتسلم مكتوباً رسمياً يفيد بالإيقاف، إنما تم الأمر مشافهة لبعض المصدرين، مؤكدة أنّ الأوضاع الصحية لأوبئة الحيوان تحت السيطرة.
ولفتت الوزارة إلى أن ما وصلهم من فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة قسم المحاجر بمكة المكرمة في السعودية، هو حظر استيراد الماشية السودانية الحية بسبب حمى “الوادي المتصدع”.
وقال وزير الثروة الحيوانية والسمكية السوداني عادل فرح، إنه تم إيقاف جميع الصادر إلى حين وصول خطاب رسمي من السلطات السعودية، قبل أن يضيف: “نؤكد أن الأوضاع الصحية لأوبئة الحيوان تحت السيطرة”.
وكانت السعودية أعادت مؤخرا 36 باخرة، تحمل 249 ألف رأس من الماشية، لأسباب متفاوتة، حسب الوزير.
وانتقد مدير إدارة المحاجر بوزارة الثروة الحيوانية السودانية “يحيى سبيل”، اتخاذ السلطات السعودية قرارها بناء على ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى اتجاه السودان للتفاوض مع السعودية، فضلاً عن دور المصدرين في دفع المملكة للتراجع عن القرار.
ودعا “سبيل” المسؤولين السعوديين للتواصل مع الإدارة، كجهة رسمية لاستقاء المعلومات الصحيحة، كما طالب بوضع اتفاق تجاري يحقق مصلحة الدولتين.
ويتخوف مصدرو الماشية من حدوث خسائر فادحة تطاولهم بسبب القرار المفاجئ، وأشاروا إلى وجود ما لا يقل عن 400 ألف رأس معدة للصادر بالموانئ والمحاجر مكتملة الإجراءات.
ويمتلك السودان 107 ملايين رأس من الماشية، بما يجعل البلاد تعتمد عليه كأحد أهم موارد النقد الأجنبي للبلاد، بعد الذهب.
وفي ظل الظروف السياسية المعقدة التي تعيشها البلاد، عقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير، يحاول مصدرو الماشية سد فجوة الإيرادات من النقد الأجنبي، عبر تصدير أكبر عدد من الماشية إلى الخارج.
ويعد السوق السعودي سوقًا تقليديًا للماشية السودانية، لكنه في الوقت نفسه ليس حكرًا على السودان، إذ تنافسها فيه دول أخرى مثل أستراليا والصومال.