في فضيحة مدوية، لم يجد إعلام ولي العهد محمد بن سلمان سوى الاستعانة بحزب الليكود الإسرائيلي لتبييض صورته في ظل فضائح استخدامه تقنيات برنامج بيغاسوس الإسرائيلي للتجسس.
ونشرت صحيفة “عكاظ” الرسمية تقريرا جاء فيه “الليكود ينفي استخدام الرياض برنامج تتبع الاتصالات.. براءة السعودية وفضيحة الإعلام المعادي”.
«الليكود» ينفي استخدام #الرياض برنامج تتبع الاتصالات
براءة #السعودية وفضيحة الإعلام المعادي #عكاظ #عاجل #ان_تكون_اولاhttps://t.co/PAmdQSocMF— عكاظ (@OKAZ_online) January 29, 2022
وجاء ذلك بعد أن كشفت صحيفة New York Times الأمريكية، أنَّ محمد بن سلمان، طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، تزويده ببرنامج “بيغاسوس” التجسسي مقابل السماح لطائرات إسرائيل بالتحليق في الأجواء السعودية، وذلك خلال محادثة هاتفية بينهما حينما كان الأخير رئيساً للوزراء.
وقالت الصحيفة ذاتها، إن تل أبيب قررت لاحقاً تزويد محمد بن سلمان بهذا البرنامج المثير للجدل وكثير من الانتقادات، مشيرة إلى أنه جرى استخدامه بالفعل في ملاحقة مواطنين سعوديين، وله دور في اغتيال الصحفي المغدور جمال خاشقجي.
في المقابل أمر محمد بن سلمان بالسماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في أجواء المملكة لأول مرة في أكبر خطوة تطبيعية علنية مع تل أبيب.
وقد منحت تل أبيب في عام 2017، رخصة “بيغاسوس” إلى الوكالة الأمنية السعودية الخاضعة لمحمد بن سلمان، ومنذ هذه اللحظة قامت مجموعة صغيرة من قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي تتعامل مع نتنياهو مباشرة، بتبادل الرسائل مع السعوديين “مع اتخاذ كل الترتيبات الأمنية”.
بحسب صحيفة New York Times الأمريكية، كانت رخصة تصدير “بيغاسوس” إلى السعودية ستنتهي، وتجديدها قرار لوزارة الدفاع الإسرائيلية. ولكنها رفضت، بسبب ما قالت إنه انتهاك سعودي لشروط العقد.
على أثر ذلك، قرر محمد بن سلمان الاتصال مباشرة بنتنياهو، مطالباً بتجديد رخصة البرنامج التجسسي، وفقاً للصحفية ذاتها.
فقد كان الحفاظ على رضا السعوديين أمراً مهماً لنتنياهو، الذي كان في خضم مفاوضات دبلوماسية سرية كان يعتقد أنها ستعزز استمراره في السلطة، وذلك رغم التداعيات التي خلفها اغتيال خاشقجي عام 2018.
يشار إلى أن 4 دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، كانت قد وقَّعت عام 2020، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لتنضم إلى مصر والأردن من أصل 22 دول عربية.
وبرنامج “بيغاسوس” يعمل على أساس اختراق الهواتف الجوالة، من خلال رسائل خبيثة.
بينما تسبب برنامج التجسس الإسرائيلي بفضائح عالمية، الصيف الماضي، بعد اكتشاف استخدامه في التجسس على سياسيين وصحفيين وناشطين.
نتيجة لذلك، أدرجت وزارة التجارة الأمريكية شركة (إن.إس.أو) المنتجة له على القائمة السوداء في نوفمبر/تشرين الثاني، في ضربة كبيرة لآفاق التصدير للشركة، مؤكدةً أنها باعت برامج تجسس لحكومات أجنبية استخدمتها فيما بعد لاستهداف مسؤولين حكوميين وصحفيين وغيرهم.
بخلاف ذلك، أقامت أيضاً شركة آبل دعوى قضائية ضد (إن.إس.أو)، قائلة إنها انتهكت قوانين الولايات المتحدة من خلال اختراق البرنامج الإلكتروني المثبت في أجهزة آيفون.
وسبق أن كشفت نتائج تحقيقات استقصائية في يوليو/تموز الماضي، أن لبرنامج التجسس علاقة ما بمقتل الصحفي خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018، حسب منظمة العفو الدولية.
وذكرت المنظمة أن الهاتف النقال لخطيبة خاشقجي التركية خديجة جنكيز تم اختراقه بعد أربعة أيام فقط من مقتله.
ويعتقد أن السياسي التركي ياسين أقطاي قد تمت مراقبته أيضاً. كان أقطاي صديقاً لخاشقجي ومستشاراً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
كما كشف تحقيق صحفي لصحيفة “هآرتس” أن مجموعة NSO الإسرائيلية المتخصصة بتطوير برامج التجسس أبرمت صفقة مع مسؤولين سعوديين لبيعهم برنامج لاختراق الهواتف الخلوية يدعى “بيجاسوس 3” مقابل مبلغ 55 مليون دولار، وأن ذلك تم قبل بضعة أشهر من إطلاق ولي العهد السعودي حملة على معارضيه في الداخل.