طالب أربعة أعضاء في الكونغرس الأمريكي الرئيس جو بايدن بالضغط على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإطلاق أبناء مسؤول الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري، والذي يلاحقه “بن سلمان” لإعادته إلى المملكة، حيث يقيم في كندا.
وقال القياديون الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي، في رسالة مشتركة لـ”بايدن”، إن الملاحقة القضائية المطولة لسعد الجبري وأفراد أسرته تطورت الآن لتخاطر بكشف مشاريع أمريكية سرية لمكافحة الإرهاب.
وأضاف المشرعون الأمريكيون في رسالتهم: “نحن قلقون للغاية بشأن اعتقال أبناء الجبري، يعتقد أن الحكومة السعودية تستخدم الأطفال كوسيلة ضغط لابتزاز والدهم وإجباره على العودة من كندا، حيث يقيم حاليًا، خوفًا من انتقام محتمل من بن سلمان”.
ومن بين الموقعين على الرسالة، “ماركو روبيو” كبير الجمهوريين في لجنة الاستخبارات بمحبس الشيوخ، ورئيس المجلس بالإنابة، الديمقراطي “باتريك ليهي”، بحسب ما نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وفي 25 يوليو/تموز الجاري، نددت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، بممارسة النظام السعودي ما وصفته بـ”عقاب جماعي” بحق أبناء الجبري، مشيرة إلى أنهما محجوزان إثر محاكمة جائرة أجريت على ما يبدو في محاولة لإجبار والدهما على العودة إلى المملكة.
وحكمت محكمة سعودية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 على “عمر” و”سارة” في محاكمة جائرة بالسجن 9 و6 سنوات ونصف على التوالي بتهمة “غسل الأموال” و”محاولة الهروب” من السعودية.
وقالت المنظمة إنه في ديسمبر/كانون الأول 2020، أيدت محكمة الاستئناف الأحكام الصادرة بحقهما في جلسة سرية لم يكونا حاضرين فيها، ولم يقدم لهما رسميا ولا لمحاميهما أو غيرهما من أفراد الأسرة حكم المحكمة النهائي الذي يفصّل الأسباب الكامنة وراء الحكم الأولي أو قرار الاستئناف.
ومنذ العام الماضي، يقاضي بن سلمان “الجبري”، الذي ظل لسنوات الساعد الأيمن لوزير الداخلية السعودي الأسبق “محمد بن نايف”، حيث كان يعمل على ملفات مكافحة الإرهاب في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والأمن السيبراني في العقد الثاني من القرن ذاته.
كما لعب لسنوات أدوارًا رئيسية في معركة المملكة ضد “القاعدة” وفي تنسيقها الأمني مع الولايات المتحدة.
ويواجه “الجبري”، حسب مزاعم سعودية، اتهامات باختلاس المليارات من مختلف الشركات السعودية المرتبطة بالوزارة، التي كان الكثير منها تحت سيطرته.
جاء ذلك، بعد أن أقام “الجبري” دعوى قضائية ضد السلطات السعودية وولي عهدها يتهمهم فيها بمحاولة اغتياله بالولايات المتحدة تارة، وفي كندا تارة أخرى.
وكان “الجبري” فر إلى كندا، في 2017، خوفًا على حياته، وقاوم العديد من الضغوط المتزايدة من “بن سلمان” للعودة إلى السعودية، ومنها اعتقال 3 من أبنائه في المملكة.
وبحكم عمله في جهاز المراقبة الواسع بوزارة الداخلية (الاستخبارات)، فإن لديه “كنزًا من أسرار المملكة، بما في ذلك أنشطة أفراد العائلة المالكة، ومخططات الفساد والجريمة”.