أبرز موقع fairobserver الدولي تصعيد ولي العهد محمد بن سلمان حملته القمعية في السعودية لسحق المنتقدين وأي شخص آخر يعتبره تهديدًا لحكمه الفردي وعدم تسامحه مطلقا مع أي آراء معارضة.
وذكر الموقع أنه بينما يواصل محمد بن سلمان الاستمتاع بزخم مصافحته الرئيس الأمريكي جو بايدن والأرباح المفاجئة من القفزة الكبيرة في أسعار النفط، يواصل الناشطون الحقوقيون متابعة تصاعد الانتهاكات الصارخة في المملكة.
قبل أيام، نشرت منظمة القسط الحقوقية تفاصيل عن عملية اعتقال عبدالوهاب الدويش نجل الداعية السعودي سليمان الدويش الذي تم القبض عليه عام 2016 واختفى لاحقًا.
وقالت المنظمة: علمت القسط عن تجدد اعتقال عبدالوهاب الدويش في 14 أغسطس/آب 2021. وكان عبدالوهاب الذي اعتقل سابقًا في يونيو/حزيران 2017، قد تلقى اتصالًا من السلطات السعودية يطلب منه الذهاب إلى كلية نايف للأمن الوطني في الرياض؛ بحجة نزع السوار الأمني الموضوع في رجله.
لكنه ما إن وصل إلى الكلية حتى أُخبر بأنه يتعين عليه قضاء ما تبقى من فترة حكمه في السجن، التي تصل إلى 8 أشهر.
وتم توجيه عدد من التهم إلى عبدالوهاب لاحقًا وجرى تحويله إلى المحكمة، وكان من بين هذه التهم: تأييد تنظيم الدولة وحمل أفكار متطرفة، بالرغم من عدم تقديم الادعاء العام ما يثبت ذلك.
وقد أطلق سراحه قبل بدء محاكمته في مارس/آذار 2018، لتحكم عليه المحكمة الجزائية المتخصصة في سبتمبر/أيلول 2020 بالسجن لمدة 3 سنوات و6 أشهر، مع وقف تنفيذ سنة و6 أشهر، يتلوها منعه من السفر لمدة مماثلة. وأفادت القسط بأنها لا تعلم أي تفاصيل عن مكان اعتقال عبدالوهاب حتى الان.
وكشف الزميل القانوني في منظمة منّا الحقوقية رمزي قيس لمنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (داون) ومقرها واشنطن: في التغريدات التي يبدو أنها أدت إلى اختطافه، كتب الدويش عن مخاطر منح الأبناء المدللين صلاحيات واسعة دون مراقبة ومحاسبة.
وجرى وضع الدويش في منشأة احتجاز غير رسمية تقع في قبو أحد القصور الملكية في الرياض. وبحسب مصادر منظمة القسط، تم استخدام الطابق السفلي من هذا القصر لسجن وتعذيب كبار المسؤولين السعوديين وأعضاء العائلة المالكة، من قبل حاشية بن سلمان.
ولكن كما هو الحال مع القضايا الأخرى، فإن بن سلمان والنظام القضائي الخاضع له لن يستجيبوا للدعوة، خاصة أن الحكومات الغربية اختارت أن تتجاهل إلى حد كبير انتهاكاته المتعددة، والتي كان أشهرها اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
وبالرغم أن إدارة بايدن تدعي أن الرئيس أثار قضية خاشقجي وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان مع ولي العهد، فقد رأى ناشطو حقوق الإنسان أن كل ما حققه بايدن من لقائه مع بن سلمان هو تشجيع ولي العهد أكثر.
وبعد الزيارة، تعرضت طالبة الدكتوراه السعودية سلمى الشهاب، التي تدرس في جامعة ليدز وحُكم عليها سابقًا بـ 3 سنوات، لزيادة رهيبة في مدة الحكم وصلت إلى 34 عاما. وفوق ذلك، أصدرت المحكمة قرار حظر سفر بحقها لمدة 34 عامًا بعد إطلاق سراحها.
ولم ترتكب سلمى أي جريمة سوى نشر تعليقات على تويتر أزعجت النظام الذي اعتقلها عند قدومها إلى المملكة لقضاء عطلة في بلدها.
وتشير الإحصاءات إلى أن عمليات الإعدام في الأشهر الـ 6 الأولى من عام 2022 بلغت 120 حالة، وتم تنفيذ رقم قياسي بلغ 81 في يوم واحد، ليكون أكبر عدد في تاريخ المملكة.
ويعد هذا الرقم أكبر من إجمالي عمليات الإعدام في العامين الماضيين، ويشير ذلك إلى حقيقة الوعود السعودية بالحد من عمليات الإعدام، ويثير تساؤلات حول ما حققه اجتماع بايدن مع بن سلمان فعليًا.